قائمة التصريحات والمواقف المثيرة للجدل لـ يوسف زيدان

إيمان مندور

 

انتشار ظاهرة التصريحات المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة الماضية، وانشغال الرأي العام بها، لم يكن لكونها حديثة عهد بنا كمصريين، بل بسبب الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الاتصال الحديثة، التي تسهل الحصول على المعلومة بشكل سريع، مما “أغرى” الكثيرون بهذه الحالة من الجدل واسع النطاق، وانتشاره تجاه العديد من الأمور.

كان هذا بالضبط ما حدث مع الكاتب والروائي يوسف زيدان، عقب تصريحاته الأخيرة التي “سبّ” فيها القائد صلاح الدين الأيوبي، واصفًا إياه “بـ”أحقر شخص في التاريخ”.

في الحقيقة لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها “زيدان” ضجة كبيرة بسبب تصريحاته، بل تكرر الأمر لديه من قبل عدة مرات، سواء من خلال تصريحاته أو قضايا أثيرت بشأنه، تخطت نطاق المجتمع المصري، وانتقلت لدول عربية أخرى.

لذا نرصد في هذا التقرير قائمة بأبرز التصريحات والمواقف المثيرة للجدل للكاتب والروائي يوسف زيدان.

1-  صلاح الدين الأيوبي

 

نبدأ من الأحدث إلى الأقدم، فنرصد آخر أزمات يوسف زيدان التي تعرّض بسببها لانتقادات كثيرة، حيث جاءت بعد حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “كل يوم”، مساء الأربعاء الماضي، عبر قناة “ON E”، والذي هاجم فيه القائد صلاح الدين الأيوبي، مؤكدًا أنه حرق مكتبة القصر الكبير التي كانت إحدى أهم المكتبات في العالم، واصفًا إياه بـ”أحقر شخص في التاريخ”.

كما أوضح أنه ارتكب جريمة إنسانية بمنع الفاطميين الذين حكموا مصر 250 سنة من التناسل عندما قام بعزل الذكور بداية من المولود وحتى الرجال في عمر 100 عام في منطقة بعيدًا السيدات، بحيث لا يروا أنثى حتى يقطع نسلهم، كما اعتبر أن قصة “وإسلاماه” التي يتم تدريسها في مناهج وزارة التربية والتعليم تزيد العنف عند الأطفال، ومليئة بالمغالطات التاريخية، على حد قوله.

 

2-  رحلة الإسراء والمعراج

خلال شهر مارس الماضي، علّق يوسف زيدان على الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، خلال استضافته ببرنامج “الحياة اليوم” عبر قناة “الحياة”، موضحًا أن الإسراء قصة مذكورة فى القرآن، ولكن المعراج قصة روجها القصاصون فى القرون الأولى، قائلاً “زى ما الناس بتقعد فى القهاوى دلوقتى وبيحكوا حاجات”.

لكن رغم أن هذا التصريح أثار جدلًا كبيرًا وقتها، إلا أنه لم يكن جديدًا في الحقيقة، بل ذكره من قبل في مقال له تم نشره في صحيفة “المصري اليوم” تحت عنوان “أسئلة الإسراء السبعة”، قال فيه “إن المعجزة هي أمر خارق للعادة، تكون للنبي أو الرسول عند تكذيبه وتحديه من قبل معاصريه، فتجرى المعجزة على يديه كدليل على صدق نبوته أو رسالته أو كونه جامعًا بين النبوة والرسالة، وهذا لم يحدث في الإسراء والمعراج، فلم يشهدها أحد المعاصرين للنبي”.

وأيضاً قاله خلال حواره مع الإعلامي خيري رمضان في برنامج “ممكن” عبر قناة “cbc”، بالإضافة لرفضه للتفسير الشائع في سورة الإسراء، بأنها تشير إلى المسجد الأقصى في القدس، مشيرًا إلى أن المسجد الذكور في السورة لاعلاقة له بالمسجد الأقصى الذي نعرفه، وكذلك كرر الأمر خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “القاهرة اليوم”.

 

3-  التدخين في المغرب

في أغسطس الماضي، هوجم “زيدان” بشدة من الصحافة المغربية، أثناء حضوره ختام مهرجان “ثويزا” بمدينة طنجة في المغرب، حيث انتقد الكثيرون تصرفاته خلال المهرجان، والتي أثارت غضب الكثيرين.

الموقف الأبرز في هذا الشأن كان خلال حضوره حفل ختام المهرجان، وأثناء إحدى الندوات أصر على التدخين وهو ما يُخالف قوانين القاعة، المحظور فيها التدخين، ما اضطر منظم الندوة ياسر عدنان، إلى لفت نظر زيدان إلى أن التدخين ممنوع في القاعة.

من جانبه، حاول زيدان أن يتغلب على الموقف بالسخرية عندما قال “في نص ديني يعني؟”، ولكن المنظم أصر على منع التدخين في القاعة، مما اضطر الكاتب المصري إلى القيام وتدخين السيجارة خارجها.

العديد من الصحف المغربية لم تتناول زيارة “زيدان” بأي درجة من درجات الترحيب، حيث اعتبرت أنه مارس خلال الزيارة “تصرفات صبيانية”، بل تم استخدام عبارات مثل “لم يسلم منه حتى الأساتذة والمفكرين الذين شاركوه منصة الندوة، كما أنه في لحظة ما أخرج سيجارته وشرع ينفث دخانها على الحضور في قاعة ضيقة، وكأنه أراد أن يُضايق الحضور”.

 

4-  مهاجمة السعودية

الانتقادات التي وُجهت لـ”زيدان” خلال مهرجان “ثويزا” لم تكن فقط بسبب تدخينه خلال الندوة، بل انتقل الغضب من المغاربة لدول الخيلج كذلك، بسبب قوله خلال الندوة إن منطقة الجزيرة العربية لم تشهد قيام حضارة قبل الإسلام، وأن سكانها كانوا مجرد “سراق إبل”، وأنه لم يوجد بها عالم لغة عربية واحد.

وبالطبع أثارت هذه التصريحات هجومًا كبيرًا ضده في بعض دول الخليج خصوصًا السعودية، مما أدى لتدخل هيئة السياحة والتراث الوطنى السعودية للرد عليه، واصفةً إياه بـ”الجاهل”، مؤكدةً أن من يشكك فى ثقافة أبناء الجزيرة العربية وعمق تاريخهم “يجهل أو يتجاهل سبقهم فى تطوير الحرف العربى المميز الذى لا نزال نكتب به حتى الآن”.

 

5-  رواية عزازيل

منذ إصدار دار الشروق عام 2008 لرواية عزازيل، واجه “زيدان” العديد من الأزمات بسببها، رغم حصولها على جائزة “بوكر” العربية سنة 2009، وكذلك جائزة “أنوبي” البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية سنة 2012.

أول الأزمات كانت مع الكنيسة المصرية، حيث تناولت الرواية قصة راهب ولد فى مصر فى القرن الخامس وشهد الخلافات بين المسيحيين الأوائل، مما اعتبره البعض تدخلًا في شؤون العقيدة المسيحية، أبرزهم الأسقف بيشوى سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، الذي قال إن زيدان يريد هدم العقيدة المسيحية الحقيقية، والتدخل فى الأمور المسيحية الداخلية.

لكن فى مقابلة مع رويترز رد “زيدان” على الأمر موضحًا إن شيوخ الكنيسة غضبوا لأنه تحدى سلطتهم باعتبارهم ورثة القديس مرقس الرسول، وتحدى وصايتهم الكاملة على التاريخ المصرى فى الفترة بين الوثنية ودخول الإسلام.

تلا ذلك أزمة أخرى مع نفس الرواية، بعد اتهام المفكر المصري علاء حمودة لـ”زيدان”، بأنه سرقها من رواية أجنبية “هيباتيا”، وأيضًا اتهامه بسرقة رواية أخرى تسمى “اسم الوردة” للكاتب الإيطالي امبرتو ايكو مطلع الثمانينيات.