كيف تبدد موهبتك؟ مصطفى خاطر يجيب

إسراء النجار

يعاني عدد كبير من الممثلين الشباب من آفة الظهور غير المدروس، فبمجرد أن يلمع نجمهم ويصيروا وجوها معروفة ومحببة لدي الجمهور، يعتقد بعضهم أن هذا يعني المشاركة في أي عمل وبأي دور لأنه أصبح “النجم” الذي “حتمًا ولابد” سيتقبله المشاهدون. المثال الأحدث على ذلك هو الفنان مصطفى خاطر، الذي بدد وقته وموهبته بالمشاركة في برنامج “شَكشَك شو”، الذي يذاع حاليًا على شاشة “MBC مصر”.

(1)

اعتقد مططفى خاطر أن الجمهور سيصفق لإفيهات “عم شكشك” في برنامجه الجديد، لأن هذه الشخصية سبق وأن حققت نجاحا كبيرا من خلال عروض “مسرح مصر”، ولكن هذا الاعتقاد كان خاطئًا لأن “استنساخ” النجاح يكون نتيجته دائمًا الإخفاق. وهنا يتحمل المسئولية معه صناع البرنامج لرغبتهم في تعزيز نجاح الشخصية واستغلاله بتحقيق مشاهدات عالية، وهنا نتذكر ما حدث مع الفنان محمد سعد الذي قدم استنساخا مشوها لشخصيات سينمائية جسدها من قبل، في برنامج “وش السعد”، وكانت النتيجة سلبية للغاية.

(2)

كان على “خاطر” أن يدرس ظهوره ويتحلى بثقافة الاختيار، خاصة أنه شارك في موسم رمضان الماضي في بطولة مسلسل “نيللي وشريهان” مع الشقيقتين دنيا وإيمي سمير غانم وتلاه فيلم “جحيم في الهند”، وكانت خطوات موفقة وداعمة له بعدما عرفه “مسرح مصر” بالجمهور، هذا بالإضافة إلى أنه سيشارك في موسم رمضان الحالي كبطل رئيسي في مسلسل “هربانة منها” مع الفنانة ياسمين عبد العزيز، وهو ما يعني أن نجاحه استفز النجوم للاستعانة به كتميمة نجاح، وخطوة هامة كتلك تضيف على عاتقه مسؤوليات أكبر، وتحتم عليه أن يدرس خطواته.

 (3)

محتوى “شكشك شو” به قدر كبير من الملل والتكرار، فالشخصية كانت مناسبة للعرض المسرحي في “مسرح مصر”، من خلال أدوار صغيرة ومتنوعة ولم تحتمل “المط” في برنامج تلفزيوني تقدم من خلاله اسكتشات كوميدية ثقيلة لم يعززها الاستعانة بالفنان رضا حامد كمراسل، ولم يدعمها مخرج البرنامج معتز التوني، الذي سبق وأخرج أعمالا كوميدية ناجحة مثل فيلم “كابتن مصر”، ومسلسل “لهفة”، وغيرهما.

(4)

الحوار الذي يجريه “عم شكشك” في نهاية كل حلقة مع أحد النجوم يزيد من الملل لأنه في أغلبه مستند إلى أسئلة معدة بطريقة تقليدية بلا أي خيال أو ابتكار، كما أن الأسئلة الموجهة للفنانين متشابهة وخاصة عند استضافة زملائه من “مسرح مصر”، حيث لاجديد يقدموه للمشاهد، وهو عيب يتعلق بفريق الإعداد، أو لعله الاستسهال الذي شمل كافة جوانب البرنامج.

(5)

بشخصية “عم شكشك” وضع خاطر نفسه في مقارنة مع أكرم حسني وشخصيته “أبو حفيظة”، لكنها مقارنة ليست في صالح الأول بكل تأكيد، يكفي أنك لن تتذكر وأنت تشاهد “أبو حفيظة” أن الذي أمامك هو أكرم، وذلك من فرط إجادته لتجسيد الشخصية.. العكس تماما يحدث وأنت تشاهد “عم شكشك”، ستظل عيناك تذكرانك كل لحظة بأن الذي أمامك هو مصطفى خاطر.

(6)

لا زال هذا الجيل من نجوم “مسرح مصر” يؤكد فقره الإبداعي، وأنه لا بد أن ينظر إلى الماضي ليعتمد عليه في الخروج بأي منتج جديد.. هذا ما تقوله إفيهاتهم ومشاهدهم، وكذلك برامجهم، فكما يعتمدون في مسرحياتهم على السخرية من أعمال قديمة، اضطر “خاطر” للعودة بشخصية “عم شكشك”، وهي التي جسدها الفنان الراحل رأفت فهيم من خلال مسلسل العرائس الرمضاني الشهير “بوجي وطمطم”.

(7)

بعيدًا عن المحتوى، فإن توقيت عرض “شكشك شو” لم يكن أيضًا في صالح “خاطر”، لأنه يعرض بالتزامن مع عروض “مسرح مصر” التي يشارك فيها، وستنتهي ببداية الموسم الرمضاني، فلماذا لم يقرر الابتعاد قليلًا حتى يشتاق الجمهور لرؤيته في عمله المقبل؟