قصة مشروع التخرج "الوهمي" الذي شغل مواقع التواصل

أمنية الغنام

تداول مؤخرا رواد السوشيال ميديا صورة مع أحد التماثيل المنحوتة على أنها مشروع التخرج الخاص بالفنان التشكيلي كمال الفقي، والتي حازت على نسبة متابعة عالية في حين أنها لا تمت بصلة لمشروع تخرجه، حيث أكد “كمال” في حواره لـ إعلام دوت أورج أن هذا التمثال نفذه منذ 11 عاما في السنة الثالثة في كلية الفنون الجميلة وهو عبارة عن موديل عادي جدا حوالي 185سم، يظهر الموهبة في النحت أكثر منها فكرة أو مفهوم يريد توصيله. في حين أن مشروع تخرجه كان بحجم 5 أمتار *3 أمتار، ويحمل اسم “الإنسان والآخر”، واستغرق تنفيذه 40 يوما، وهو عبارة عن إنسان يشد حبل وآخره عقدة ويدور مفهومه أن معظم المشاكل أساسها من داخلنا وأن الحل أيضا من داخلنا.

الشعور بالضيق

علَق الفنان كمال الفقي على البوست الخاص بصورة التمثال وحجم الشير، قائلا: “ضايقوني جدا وكل شوية حد يعملي منشن”، لافتا إلى أن السبب في ذلك ليس فقط المعلومة المغلوطة الخاصة بمشروع التخرج ولكن لأنه لم يتم تداولها بدافع الاهتمام الحقيقي بالنحت والفن التشكيلي، مُضيفا أن هناك فجوة كبيرة بين الناس وبين الفن التشكيلي حتى أصبح مجالا للسخرية “التريقة” على حد تعبيره.

لا لتماثيل الميادين

عند سؤاله عن رأيه في التماثيل الموجودة في بعض الميادين وفي مداخل المحافظات، أكد أن كلها ليس لها علاقة بالنحت وليست من أعمال فنانين تشكيليين إنما هي لمقاولين يتم التعاقد معهم من قبل المحافظة أو مجلس المدينة، ويستخدم فيها الأسمنت والحديد بدلا من خامات فنية كالجرانيت وهي لا تمثل النحت في مصر، مشددا أنه لن يقوم بعمل تمثال في أي ميدان.

وأضاف أن هناك أعمالا أخرى محترمة جدا موجودة في مطار القاهرة وفي مول مصر وإن كان نالها أيضا بعض السخرية من الناس.

المثل الأعلى

عبر “كمال” عن مصر بأنها أساس النحت في الدنيا وأن المصري القديم كان بسيطا ومتفاعلا مع الطبيعة والحجر الذي يتعامل معه لذلك يتخذه كمثل أعلى، وأن العالم اليوم بما يمتلكه من تكنولوجيا لم يصل لمستوى إبداع المصري القديم، متمنيًا وجود كتاب يتم تدريسه على مدار فترات التعليم يهتم بالحركة الفنية في مصر.

جائزة الدولة للإبداع

حصل النحات كمال الفقي على جائزة الدولة للإبداع منذ سنة مع 7 شخصيات أخرى في مجالات عدة كالإخراج السينمائي والتصوير وخشبة مسرح، والجائزة عبارة عن بعثة علمية لأكاديمية كرارة في إيطاليا أقدم أكاديمية للفنون في العالم، وتعد جائزة الدولة للإبداع أعلى جائزة للشباب في مصر يليها التشجيعية والتقديرية.

وتساءل كمال: “أين الإعلام والدولة في إلقاء الضوء على تلك النماذج؟”، موضحا أن من أكثر التعليقات التي لا ينساها عن أعماله، كانت للفنان الأرمني اللبناني “جرار أبفدسيان” عام 2008 حين قال له “أنا مؤمن بك”.

يذكر أن كمال فنان تشكيلي من مواليد منيا القمح الشرقية وخريج كلية الفنون الجميلة 2006، كما شارك في العديد من المعارض في ألمانيا وروما وإنجلترا وهو مشارك حاليا في معرض “نافذة على النحت” بالتعاون بين جاليري الزمالك في مصر وبين معرض مرخية في قطر والمستمر حتى الثالث من يونيو القادم وبحضور أعمال رواد النحت محمود مختار وجمال السجيني بالإضافة الى الفنانين محمد الفيومي، أحمد عبد التواب وأيمن سعداوي.