محمد سلطان محمود يكتب: ومن الذي لا يحب أحمد عبد العزيز

عندما ننظر إلى تاريخ الدراما التليفزيونية وأبرز نجومها منذ بداية إنتاج المسلسلات بالتليفزيون المصري وحتى مطلع الألفية الجديدة، سنتوقف كثيرًا أمام الفترة بين منتصف الثمانينات وحتى أواخر التسعينات من القرن الماضي.

تلك الفترة شهدت إنتاج المسلسلات التي يمكن وصفها بالأفضل في تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية، سواء من خلال الأعمال التي قام بتقديمها نجوم السينما، مثل محمود عبد العزيز ويسرا في مسلسل “رأفت الهجان”، عادل إمام في مسلسل “أحلام الفتى الطائر”، وكذلك حسن يوسف و صلاح السعدني ويحيى الفخراني وصفية العمري في “ليالي الحلمية”، بالإضافة إلى المسلسلات التي قدمها ممثلين صنعوا نجوميتهم من خلال الدراما التليفزيونية، وأبرز هؤلاء الممثلين هو أحمد عبد العزيز.

فتى الشاشة الصغيرة الأول بلا منافس في فترة التسعينات التي قدم فيها مجموعة من المسلسلات الناجحة التي يتم إعادة عرض بعضها حتى الآن، من أبرزها: الوسية، ذئاب الجبل، الفرسان، المال والبنون، ومن الذي لا يحب فاطمة، سوق العصر.

الظهور بجوار أحمد عبد العزيز في مسلسلاته كان بمثابة فرصة ذهبية للفت أنظار المشاهدين. فنانون مثل محمود حميدة، صلاح عبد الله، ميرنا وليد، شيرين سيف النصر، حنان ترك، جيهان نصر، أحمد السقا، محمد سعد، غادة عبد الرازق ونهال عنبر، جميعهم تألقوا وعرفهم المشاهدين كممثلين واعدين من خلال مشاركتهم لأحمد عبد العزيز في مسلسلاته المعروضة في التليفزيون المصري خلال التسعينات.

مع بداية الألفية الثالثة، كانت صناعة السينما تزدهر، والقنوات الفضائية الخاصة تبدأ في اجتذاب المشاهدين، وتغيرت أليات صناعة الدراما التليفزيونية، ومعايير تسويق المسلسلات، وغاب أحمد عبدالعزيز عن صدارة المشهد، دون مبرر واضح.

لكن بريق النجومية المستحقة لأحمد عبد العزيز أبى أن يخفت بسبب استمرار عرض مسلسلاته القديمة على القنوات الفضائية، قبل أن يتحول في عصر مواقع التواصل الاجتماعي لأحد أبرز الشخصيات التي يتم استخدام صورها في الكوميكس يوميًا، ليس لشيء سوى شاربه، وكأن أحد الظرفاء وجد في شارب أحمد عبد العزيز ما لم يره من قبل،  فأطلق الدعابات، وكعادة مستخدمي المواقع، لاقت الدعابة إعجاب البعض فكرروها ثم كرروها حتى أصبحت مملة، فقرروا البحث عن المزيد لدى أحمد عبدالعزيز، لتبدأ دعابات المبالغة في الأداء والانفعالات الشديدة في مشاهده في مسلسل “سوق العصر”، تلك الانفعالات التي لم تكن تزعجنا كمشاهدين للأعمال أثناء عرضها الأول، وكنا نراها مبررة.

كنت أستغرب من سخرية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الغير مبررة من ممثل كانت تخلو الشوارع من المارة أثناء عرض مسلسلاته، فبالتأكيد يوجد في مسلسل المال والبنون ماهو أهم من شارب أحمد عبد العزيز، كما أن جملة “عباس الضو قال لأ” لم تكن موظفة في المسلسل بغرض إضحاك المشاهدين، ليتم تحويلها إلى دعابة على مواقع التواصل الاجتماعي.

قد تكون تلك الدعابات على مواقع التواصل الاجتماعي هي ما دفع محمد السبكي لإقناعه بالعودة إلى السينما في عام 2014 من خلال فيلم “حديد” بمشاركة عمرو سعد ودرة. ثم بدأ بعدها أحمد عبد العزيز مرحلة جديدة من مشواره الدرامي، بالمشاركة في مسلسلات يتم عرضها بعيدًا عن قنوات التليفزيون المصري، فقام بمشاركة حسن الرداد بطولة مسلسل “حق ميت” ثم شارك إياد نصار بطولة مسلسل “أريد رجلا”، وحقق المسلسلان نجاحا لافتا، وتراجعت حدة الصور الساخرة دون مبرر من أعمال أحمد عبد العزيز القديمة.

حاليًا، وهو يقترب من بلوغ عامه الثالث والستون، مازال أحمد عبد العزيز محتفظا بنضارته وبريقه على الشاشة، ويحقق نجاحا كبيرا اعتاده بمشاركة محمود حميدة وسوسن بدر وعدد كبير من النجوم والممثلين الشباب الواعدين في أضخم إنتاج تليفزيوني، مسلسل “الأب الروحي”، نجاحا جعل اسم المسلسل هو الأعلى بحثًا على محرك جوجل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المشاهدات لحلقات المسلسل على يوتيوب، وعاد “النجم” أحمد عبد العزيز لاهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى، لكن تلك المرة من زاوية الحديث بالإعجاب عن شخصية “سليم العطار” التي يقدمها في المسلسل.