الأب الروحي.. قصص الحب بين تجار السلاح

إيمان مندور

بعد بدء عرضه في يناير الماضي عبر قناة “dmc”، مضى 30 حلقة من الجزء الأول من مسلسل “الأب الروحي”، المستوحى من الفيلم الأمريكي الشهير “The Godfather”، والذي ربح 3 جوائز أوسكار، وتم تصنيفه عبر موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت كثاني أفضل فيلم على مستوى التاريخ، بعد فيلم Shawshank Redemption””.

“الأب الروحي” أخذ روح النسخة الأمريكية للفيلم فقط، ولم يكن نسخة “ممصرة” منه، كما صرّح هاني سرحان مؤلف المسلسل، لكن بالرغم من عنف الأحداث والقتل والاشتباكات التي يدور حولها العمل، إلا أن هناك قصصًا جزئية داخلية، أضحت وكأنها تخفف حدة الغضب والعنف المرتبط بتجار السلاح عمومًا.. قصص هادئة تختلف تفاصيل كل منها عن الأخرى، لكنها تتفق جميعًا حول المشاعر والمحبة.

عائلة “العطار” تجسد أحد أهم وأقوى العائلات المسؤولة عن تجارة وتهريب السلاح، والتي تتصاعد أزماتها مع العوائل المنافسة، بعد موت زعيم العائلة “زين العطار” والذي يجسده الفنان محمود حميدة، حيث يسعى الجميع لإسقاط وتفريق العائلة، لتحل محلها أخرى وتأخذ “نصيب الأسد” من تجارة السلاح.

في وسط هذا العالم الإجرامي يتجسد الحب بكل أشكاله؛ فنرى الوجوه القاسية التي تعتبر القتل والتعذيب أسهل شيء يمكن فعله، تتبدل بأخرى ضعيفة هشة خائفة من فرط العشق، أو يحدث النقيض فيتبدل المحب لمجرم تفرض عليه قواعد الإجرام أن يتخطى مشاعره ولا يلتفت لها، كي لا يظهر ضعفه أمام محبوبه لمن حوله.

 

حسن ورحمة

حسن هو الابن الأوسط لـ”زين العطار” يجسده الفنان محمد عادل، اختار أن يعيش في دار الأيتام التي يملكها والده بأسوان بعد وفاة والدته منذ صغره، لم يختلط بإخوته ولم يجرب أي سلوك إجرامي من قبل، لكن المسؤول عن الدار “الشيخ سلامة” صديق والده، كان بمثابة أب حقيقي له، وكان أول من يشرح له معنى الحب، بعد أن علم بتعلقه بإحدى الفتيات دون أن يعرفها.

أما المحبوبة فكانت “رحمة” جسدتها الفنانة ولاء الشريف، الفتاة النوبية التي لاحظت إعجابه، فبدأت قصة حب صامتة بينهما، لم تبدأ أحداثها إلا بعد طرد “حسن” من الدار بعد وفاة والده ووفاة “الشيخ سلامة” بعده بيومين، إذ لم يكن يعرف أي مكان يتوجه إليه، سوى منزل والدها الذي كان يوّرد “قمح” لدار الأيتام.

ولأن كل منهما كان لديه شيئًا ما في نفسه تجاه الآخر، قررا أن يتقابلا سرًا، ليتعرّفا أكثر، مجرد لقاءات وأحاديث على شاطئ البحيرة، كشف خلالها كل منهما عن تفاصيل حياته للآخر.

ومع كثرة الأحاديث واللقاءات تأكد  لهما صدق ما كانا يشعران به، فاعترفا لبعضهما البعض، إذ لا مجال لإخفاء المشاعر وكل الأفعال والتصرفات تدل عليها.

لكن صراعات الحياة أبت إلا أن تنغص قصة العاشقين في الجنة التي تجمعهما سويًا، فكان إجبار والدها لها على الخطبة من شخص آخر، بعد أن علم بقصتهما سويًا، أما هو فكان قدره المشاركة في معركة لم يكن طرفًا فيها، حيث قرر أن يسترد دار الأيتام من المسؤول الجديد، ليس لأنه طرده منها، بل لأنه اختطف شقيقته التي كانت تبحث عنه، لتسلمه وصية والدها، فكان لزامًا عليه أن يُجمع الرجال ويحمل السلاح ليسترد ما سلب منه.

ولأنه لا مفر من خوض المعركة، كتب لها قصيدة قبل رحيله، كشف خلالها عن صراعه النفسي، بين أن يحارب من أجل محبوبته، أم أن يحارب من أجل الدفاع عن العائلة.

 

زكريا العطار

الابن الأكبر الذي يرث “همّ العائلة” وصراعاتها التي لا تنتهي بعد وفاة والده، ورغم انشغاله بالحفاظ على تماسك العائلة وكذلك تجارة السلاح، كما كان يحدث في حياة والده، إلا أن حياته العاطفية تشغل جزءًا كبيرًا من تفكيره، وبالتالي انعكس على تصرفاته.

“زكريا” الذي جسده الفنان أحمد فلوكس، في حياته امرأتان، الأولى زوجته “هايدي” تجسدها الفنانة إنجي أباظة، والتي يعتبرها دومًا “حب عمره” الأول والأخير، لكنها لا تنجب، فقرر أن يخفي عنها هذا الأمر لسنوات طويلة، واعترف أمام الجميع بأنه هو سبب عدم الإنجاب، كي لا يجرحها أو تشعر بأي نقص أمام باقي أفراد العائلة، وكذلك كي لا يجبره أهله على الارتباط بغيرها.

أما الثانية، “ناديه” التي جسدتها الفنانة مي سليم، فكانت تحبه وتسعى خلفه دومًا، فتزوجها سرًا، لكنه لم يتخل عن حب زوجته الأولى، ولم يكن يسمح لها بأن تتحدث عنها بسوء أو أن تذكر مجرد اسمها، لكن ما لبث أن انكشف الأمر، بعدما علم بحمل زوجته الثانية، وعرف كل أفراد العائلة بما فيهم زوجته الأولى.

فارس وسارة

بمجرد عرض مشهد يجمع بين فارس العطار “مصطفى أبو سريع”، وسارة “ندى عادل”، تتوقع تلقائيًا وجود حالة من الرومانسية الساخرة، التي تجمع بين الشاب الذي يريد التعرف على الصحفية التي أنقذت حياته ونقلته للمستشفى، إثر تعرضه للتعذيب بسبب تجارة السلاح، لكنه يرتبك دائمًا عندما يراها.

يتأكد “فارس” من شعوره تجاه الصحفية، فيبدأ يتحجج لرؤيتها، وبعد عدة لقاءات ومواقف طريفة، يعرض عليها الزواج، ويطلب منها تأجيل ردها حتى يتخطى واحدة من أصعب الفترات التي تمر بها العائلة، فيما يخص تجارتها.

 

صالح العطار

الابن الأوسط لكبير العائلة، والذي جسده الفنان الشاب حسني شتا، يظهر بثلاث قصص عاطفية داخل المسلسل، أولها “ريهام” الفنانة هند عبد الحليم، التي نكتشف مع توالي الأحداث أنها كانت حبه الأول، لكنها لم تبادله نفس المشاعر، وتسببت له في أذى نفسي كبير، لكن المصالح وتجارة السلاح تجمعهما سويًا مرة أخرى، ولأنه لا شيء يعود كما كان، فإما أفضل وإما أسوأ، كان الاختيار الأسوأ هو ما وصلا إليه.

بعد خوضه لتجربة حب أولى “فاشلة”، يفقد الثقة في جميع الفتيات، فيتوجه لابنة عمته “عائشة” الفنانة دنيا عبد العزيز، ويخدعها بأنه يحبها، حتى تتعلق به، فيجرحها بنفس الطريقة التي تركته بها حبيبته السابقة، لكنه ما يلبث أن يجد صديقة جديدة “آيه” يحبها، لكنه يتخلى عنها، من أجل الدفاع عن العائلة بعد وفاة والده.

 

عبد الله ورقية

في تجسيد رائع من الفنان دياب لشخصية “عبد الله صبري العطار”، نجل شقيق كبير العائلة، يحب ابنه عمته الصغرى “رقيه” التي تجسدها كيرا الصباح، منذ طفولتهما سويًا، لكن بعد وفاة عمه، وتحريض عمته له كي يستحوذ على أملاك العائلة ويصبح “الكبير”، تقرر تزويجه من ابنتها الكبرى “عائشة” (دنيا عبد العزيز)، فيوافق مضطرًا حتى يحقق مطامعه في الثروة وتجارة السلاح، ويتخلى عن محبوبته التي مع مرور الوقت يتحول حبها لها لكره شديد، خاصة بعد قتله لوالده.