العسيلي: CBC قالت عن برنامجي "الناس مش عايزة البتاع ده"

عقب قراءتنا لأحدث إصدارته مع دار الشروق “نص كتاب”، الذي يدور عن أم العلوم “الفلسفة”، والتي يوضح أحمد العسيلي مدي أهميتها وضرورتها لبناء حضارة الشعوب، كان لابد لنا من فتح باب الحديث معه، فكان حوارنا معه..

امتى اكتشفت إنك مهتم بالفلسفة؟

مش عارف امتى!!.. بس متهيألي دي حاجة من الصغر، يعني في ناس تركيبة عقلها كده.

يعني إيه فلسفة في جملة بسيطة؟

الفلسفة هي القاضي، أو بمعنى أصح هي الأداة اللي بيستخدمها القاضي، في قياس حاجات مش شايفها، وبالتالي فـ الفلسفة بتقيس الحاجات اللي ما نقدرش نقيسها ولا نشوفها.

هل في تعارض بين الدين والفلسفة؟

لأ مش حقيقي، لأن ببساطة دين من غير فلسفة يساوي داعش، أو السلفيين، أو الإخوان.

مين هو الإنسان المثقف؟

هو الإنسان اللي عنده وعي، وإحنا ماعندناش البتاع ده، وهيبقي عندنا ليه بقي، وبالتالي مش ذنب الناس العادية اللي وصلناله، لأن كلنا مجرمين وكلنا ضحايا، طب ذنب مين؟ اللهو الخفي.. بمعني إن النظام اللي عايشة فيه الناس هو كيان هلامي بس هو موجود، فمحدش عارف يمسك حاجة، وتيجي تسأل حد إنت بترمي زبالة في الشارع؟ ليه بتركن غلط؟ ماتلاقيش إجابة.

تفتكر لو في رسائل ممكن توصلها الحكومة للناس عشان توجههم خلال المرحلة دي فنبني حضارة تبقي من خلال إيه؟

يحطوها في مساحات إعلامية، وفي الشارع وحملات إعلانية ويحصل حاجة، إنما عندنا محدش بيعمل حاجة، يادوب بس مجهودات فردية، الناس بتحاول من خلالها زي حلاتي كده فطظ فيهم، أه والله طظ فيا، أصل هعمل إيه لوحدي؟ حتي لو معايا 50 بني آدم، أو ألف بني آدم مش هينفع.

تقصد إن ممكن فرد يصنع حضارة؟

مفيش حاجة اسمها ابدأ بنفسك، مش هيحصل، محدش فينا ساحر، بس ينفع الواحد يبقى عنده حضارة لنفسه، ويعمل ميزان لنفسه ولأفعاله، والحاجات اللي الدولة معملتهاش له يعملها هو، لأن مينفعش نفضل قرود، لأن الناس بتعمل الغلط، لأن محدش علمه إنه مينفعش يجي على حق غيره، وده بيوضح إن ورا كل فعل قبيح قيمة مش موجودة، فلازم كل واحد يقيس أفعاله، والناس تقعد تتكلم مع بعض.

بمعنى؟

يعني شلة شباب كده يقعدوا مع بعض ويفكروا ويسألوا هو إحنا مالنا؟ إيه عندنا غلط؟، بس التغيير يحصل لما الدولة تفكر للجموع وتعمل خطة.

هل سوء حالة التعليم سبب في اللي إحنا فيه؟

التعليم كل المشكلة، والغريب إن كل ما الدولة تيجي تتكلم عنه تتكلم عن الخرسان، وتقولك هتبني مباني، طب ما المدارس موجودة، والمناهج موجودة بس مين بيحط المناهج ما هما نفس الناس.

ليه الناس في مصر لسه مش مدركة إن هي المؤثرة في التاريخ ولسه منتظرة المُلهم؟

مش الشعب المصري بس هو اللي كده، كل شعوب الأرض بنفس الطريقة، إما عن طريق عيلة مالكة، أو ديكتاتور أو إمبراطور، ده نظام الأرض، لأن الديمقراطية لسه مولوده إمبارح، لسه بدري، بس ده لا يمنع وجود دروس مستفادة الناس بتتجاهلها، زي اللي قاله أرسطو من 5001 سنة “الديموقراطية ما بتشتغلش إلا لما الطبقة المتوسطة تبقى أكبر من الطبقة الغنية والفقيرة مع بعض”، فالموضوع بسيط.

وده بيستلزم إن يبقى في ناس قاعدة بتفكر في أوضة كده، هنطبقها إزاي حتى لو في حدود بعينها، بس لازم يكون في خطة، لأن الناس مش هيبقوا ديمقراطيين كده لوحدهم، وده يقول إن إدارة الدول بقيت شئ معقد جدا، خاصة كل ما المشاكل تزيد وتكبر.

هل المشكلة في النخبة اللي بيستعين بهم الحاكم طول الوقت سواء فنانين وأدباء؟

طب هما نوعهم إيه اللي بيستشيرهم الحاكم، هل بيفهموا في النقطة اللي هو عايز ياخد رأيهم فيها، ولا لأ؟، الحدوتة كلها في إزاي نعرف نصنع حضارة عند ناس الحضارة انتهت من عندهم خلاص، وبالتالي فإحنا عندنا مشكلة في الموضوع ده، فلو معندناش ناس تصلح لده نجيب من حتة تانية، ده غير إننا لازم نسأل يعني إيه نخبة برضه؟ ، ويعني إيه إعلامي؟، وأغلب دول أصلاً مش كويسين، وبيأثروا في الناس، وهنا ييجي سؤال: الناس تعمل إيه برضه؟!، والإجابة برضه: إن لازم يبقي في خطة للدولة.

نفهم من كده إن الميديا جزء من المشكلة اللي في مجتمعنا؟

أصحاب المحطات جزء من المجتمع، فهو لما يعوز مشاهدة عالية، بس مايهموش اللي بيتفرج ده هيحصله إيه، هل كده التليفزيون بتاعه يبقى مفيد لصنع الحضارة ولا مضر لصنع الحضارة، طبعا هيبقى مضر، وكله كده بقى.

طب والحل؟

إن الدولة تروح لأصحاب المحطات، وتقولهم إحنا دلوقتي في مصيبة سودا، ومينفعش كل واحد فيكم يبقى غرضه بس الإعلانات، وإحنا محتاجين مساعدتكم في المرحلة دي، والأولوية إن تليفزيون الدولة يبدأ بنفسه ويوجه رسائل للناس، وده صعب مش هنكر لأن الحاجات المفيدة أسخف من الحاجات التافهة، فلازم يوجه رسائل للناس وللأهالي اللي بيرتكبوا جرائم في حق ولادهم كل يوم، زي إن يبقى ابنهم 30 سنة وبيعاملوه على إنه عيل، ويقولوا له ثور أو ماتثورش، أو قوم ألبس حاجة عشان الدنيا برد وكده..

ده غيرإن إحنا حتى فيديوهاتنا اللي على اليوتيوب اللي بتحقق أعلى مشاهدة، إما عن العفاريت أو الفضايح، عكس برة خالص، برامجهم حلوة لأنهم مهتمين بالمعرفة.

كان عندك خلاف فكري مع والدك.. هل مستمر؟

لأ خلاص.. هو متعاطف مع المشروع الإسلامي المجذوب، فبنتخانق في الحكاية دي، وتعاطفه ده مالوش أي علاقة باللي بيحصل على الأرض، وده من ضمن المشاكل، بمعنى إن أي حاجه بقولهاله يقولي لا مش هما، ده حد تاني.

برنامجك على “سي بي سي” وقف ليه؟

عشان “سي بي سي” قالوا إنه مش محقق نسب مشاهدة عالية، وإن الناس مش عايزة تتفرج على “البتاع ده”، وكانوا بيذيعوه متأخر جدا.

برامج الراديو أفضل؟

لذيذ طبعا.. ليه؟ لأن الضغط أقل كتير، ومفيش ناس كتير وكرو تصوير وتحضيرات، إنما الراديو تدخلي تقعدي مع واحد رايق ع الميكسر.

طب التواصل من خلال الراديو مع الناس أفضل؟

لا بالعكس ده أصعب، لأن عشان تكلمي المصري ده صعب، وإحنا مصريين فثقافتنا مزعجة، ورسائل حد زيي بتحتاج تركيز، فتلاقي ناس بتتكلم في النص وإنتي بتكلميه، وحتي اللي بيسمع مثلا من الصغيرين بيسمعني وهو بيذاكر فبيبقى مديني أصلاً ربع دماغه، أو وهو سايق، فكل دي أمور بتصعب المهمة شوية.

نقلًا عن “دوت مصر”

اقرأ أيضًا:

6 مقدمات “مقترحة” لجابر القرموطي

نجوى إبراهيم وطاهر والعسيلي وعيسى على “نجوم إف إم” في 2015

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا