سناء منصور.. عودة "السفيرة عزيزة"

سما جابر

بصوتها المميز، ومهنيتها المعهودة، بأساليب الإعلام المختلفة عما نراه حاليًا من ابتذال على معظم الشاشات، وإهانة لمهنة الصحافة والإعلام قبل أن تكون إهانة للمشاهد نفسه، وبعد سنوات عديدة من توقفها عن العمل الإذاعي والتلفزيوني، عادت مرة أخرى الإعلامية الكبيرة سناء منصور للشاشة من خلال تقديمها للبرنامج النسائي “السفيرة عزيزة” الذي يُعرض عبر شاشة dmc.

ربما انتشرت البرامج المخصصة للمرأة بشكل كبير مؤخرًا على عدد من القنوات، لكن ما يميز “السفيرة عزيزة” بجانب أنه يجمع 5 نجمات مميزات، أنه يضم أيضًا واحدة من أهم “أساتذة” الصحافة في مصر وهي سناء منصور.

إعلام دوت أورج يرصد في التقرير التالي أبرز المحطات التي مرت بها على مدار سنوات عملها بمجال الإعلام.

ماذا لو لم تكن سناء منصور إعلامية؟

في حوار سابق لها في مجلة “صباح الخير”، أكدت أنها لم تحلم يومًا بأن تصبح مذيعة، فكانت تريد أن تكون محامية لأن هذا حلم والدها –أحد رجال القضاء- الذي كان يتمنى أن تصبح يومًا ما قاضية، لكن شاء القدر أن يتوفى والدها قبل التحاقها بالجامعة لتتراجع عن قرارها بالالتحاق بكلية الحقوق، لتلتحق بكلية الآداب قسم صحافة، فتتلمذت على يد عدد من كبار الصحفيين مثل مصطفى أمين وجلال الدين الحمامصي.

من الصحافة إلى الإذاعة

في أثناء دراستها بالجامعة تدربت في جريدة الأهرام ثم عملت في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وفي أواخر عام 1963 قال دكتور عبد القادر حاتم أنه سيتم إنشاء إذاعة جديدة ستكون ذات طابع ترفيهي وبفكر شبابي فكانت “منصور” أول صوت ينطلق من إذاعة الشرق الأوسط، عام 1964، لتتحول بذلك من صحفية إلى مذيعة

واستمرت في العمل بالإذاعة لمدة أربع سنوات حتى حصلت على منحة من الإذاعة إلى فرنسا لدراسة الإذاعة والتليفزيون لمدة عام في التليفزيون والإذاعة الفرنسية باللغة الفرنسية، وبعدها عملت في إذاعة باريس الناطقة باللغة العربية، إلى أن تقرر إنشاء راديو مونت كارلو فطلب مدير الراديو وقتها ترشيح شخص يتحدث باللغة العربية، فتم ترشيحها من قِبل راديو باريس، وبالفعل أسست راديو مونت كارلو وكات المذيعة الوحيدة به، وبعدها أصبحت تدرب المذيعين والمذيعات وخرج راديو مونت كارلو الشهير.

من الإذاعة إلى المحكمة!

خلال تقديمها برنامج “أوافق/ أمتنع” عبر إذاعة الشرق الأوسط، والذي كان يعده وقتها المحاور مفيد فوزي، تسببت بعض الحلقات في نشوب أزمات وصلت بعضها لساحة المحكمة، حيث رُفعت عليها العديد من القضايا من قِبل عبد الرحمن الشرقاوي، بجانب قضية أخرى من قِبل الفنان صلاح نظمي واختصمها فيها هي وعبد الحليم حافظ ومفيد فوزي، ففي إحدى الحلقات التي استضافت فيها العندليب وسألته عن “أثقل” دم في الممثلين من وجهة نظره فقال لها صلاح نظمي، وهو ما تسبب في غضبه.

سناء منصور إلى التليفزيون

عام 1978 أرسلت لها السيدة تماضر توفيق رئيسة التليفزيون وقتها مع المخرج يحيى العلمي، أن تعود إلى مصر لتعمل بالتلفزيون، وبالفعل عادت “منصور” وقدمت أول برنامج يتم تصويره في الشارع وهو “الكاميرا تفكر” الذي وضعت فيه كل خبرتها التي اكتسبتها في سنوات عملها في باريس ومونت كارلو، فكان يناقش قضايا الشباب والرؤى السياسية وعلاقتها بالهجرة، لكن كان للرقابة رأي آخر في البرنامج حيث قررت إيقافه بسبب ما يحتويه من “جرأة غير مسبوقة”، ثم قدمت بعدها برنامج بعنوان “تحقيق” الذي اتخذ شكلًا سياسيًا وكان أكثر جرأة من “الكاميرا تفكر” بحسب قولها.

في نفس الفترة قدمت سناء منصور برنامج “أوسكار”، والذي ظلت تقدمه لمدة 20 عامًا فكان يقدم فيه الأفلام الأجنبية التي حصلت على جوائز الأوسكار، كما قدمت برنامج مسابقات بعنوان “س سؤال.. ج جائزة” فكان أول برنامج يحظى برعاية SPONSER وكانت المرة الأولى في تاريخ التليفزيون المصري أن تكون الجائزة سيارة.

مكتشفة النجوم

لم تقدم سناء منصور تاريخًا للإذاعة والتلفزيون فقط، لكنها قدمت أيضًا العديد من المواهب الفنية الذين أصبحوا نجومًا فيما بعد وعلى رأسهم الفنان أحمد حلمي، فخلال الفترة التي شغلت فيها منصب رئيس الفضائية المصرية، قدمت أفكارًا جديدة للبرامج منها برنامج “لعب عيال” والذي شهد أول ظهور لأحمد حلمي على الشاشة، وكان مساعد مخرج وقتها بجانب أنه في الأساس مهندس ديكور، ورأت “منصور” في “حلمي” أنه يليق بأن يكون مذيعًا رغم خوفه من التجربة، لكنها رانت على نجاح البرنامج، وهو ما تحقق بالفعل ليصبح فيها بعد النجم أحمد حلمي.

اكتشفت “منصور” أيضًا الفنانة داليا البحيري التي كانت تعمل مرشدة سياحية في بداياتها وطلبت منها أن تعمل كمذيعة وبالفعل قدمت اختبارًا ونجحت، وفي تلك الفترة ساهمت في تقديم جيل جديد من الموهوبين عبر الفضائية المصرية فمثلًا كانت أولى تجارب المخرج سامح عبد العزيز، هي إخراج حفل لماجدة الرومي التي غنت فيه مع أوركسترا القاهرة السيمفوني في التسعينات وعُرض وقتها عبر الفضائية، وكذلك اكتشفت ريم الشافعي وريهام السهلي ومعظم المخرجين العاملين بقناتي دريم والمحور وغيرهما.

عودة بشكل جديد

ربما ابتعدت عن تقديم البرامج وكل ما يخص العمل الإعلامي منذ فترة طويلة، لكنها لم تغب عن الجمهور كثيرًا، فدائمًا ما كانت تحل ضيفة على معظم البرامج لتدلي برأيها في الحالة الإعلامية الحالية والتي رفضتها بشكل قاطع مؤكدة أنها لا تشاهد برامج التوك شو من أجل الحفاظ على سلامتها النفسية، إلى أن اختارت العودة للشاشة مرة أخرى ببرنامج مخصص لقضايا المرأة وهو “السفيرة عزيزة” برفقة 4 إعلاميات أخريات، لكن تظل هي “الأستاذة” بينهن.