محمد الباز يكتب: لماذا يكره المصريون ٢٠١٦؟

كل الأيام أيام الله، لكنها تتلون بألوان الناس.

لا يمكن أن تتهم ٢٠١٦ بأنها كانت سنة سوداء، ما جرى لك فيها هو الأسود، السنة بريئة مما اقترفته أيدينا، وما صنعناه بأنفسنا وبالآخرين، لكننا ضعفاء وعجزة وفاشلون للدرجة التى لا نرغب فيها تحمل مسئوليتنا عما جرى، نتعلق بسفاهة وسماجة فى أذيال جمل وعبارات تدين الساعات والأيام والشهور، ودون أن نقدم شيئا له قيمة نتمنى أن تكون ٢٠١٧ أفضل من ٢٠١٦.

نرشح لك : محمد الباز يكتب: ترامب يطلب فرصة من السيسي

فى ٢٠١٦ لم يكن هناك شيئا جديدا على الاطلاق، كل سنواتنا متشابهة.

يحاصرنا الخوف من المجهول، ففى الحرب مع الارهاب التى تعيشها مصر، وبعد أحداث مؤسفة لن يكون تفجير البطرسية آخرها، لن تجد أحدا آمنا على الاطلاق، كلنا معرضون لموت عبثى بلا سبب ولا مبرر.

تعتصرنا الأزمات الاقتصادية التى تزداد مع الأيام تعقيدا، أدمنا الشكوى من كل وأى شئ، تلهب الأسعار ظهورنا، لا تفرق بين غنى وفقير، الجميع يعانى، وعندما تعلن غضبك، تجد من ينصحك أن تصبر وتتحمل، فحالك على أى حال أفضل من غيرك، دون أن ترى أنت غيرك هذا.

تدخل علينا الشائعات بيوتنا لا نستطيع لها ردا ولا صدا، فقدنا الثقة فى كل شئ، للدرجة التى أصبحنا فيها لا نصدق ما نراه، ونسلم آذاننا لمن يريدون بنا شرا، وعندما تضيق بنا الدنيا نهاجم الاعلام ومن يعملون فيه، دون أن نراجع أنفسنا، ونحاسبها، فلا أحد يرى فى نفسه خطأ، ولا أحد يريد أن يعترف بأى تقصير.

لن أتجاهل الواقع الذى أحاط بنا من كل مكان بأزماته وانكساراته وأخباره التى لا تسر. أخبار القتل المجانى هى أول الأخبار التى نطالعها كل صباح، ملفات الفساد تفتحها الأجهزة الرقابية، فنضع أيدينا على صدورنا: يالله ما كل هذا الفساد الذى يعيش أهله بيننا؟

جرائم لا إنسانية فى عناوينها وتفاصيلها، نقرأ ما بين سطورها هاتفين: متى نما فى وادينا كل هذا القدر من الأوغاد؟

مؤامرات تحيط بنا من كل مكان داخليا وخارجيا، سطوتها ووطأتها تجعل المواطن البسيط الذى يخرج من بيته كل صباح باحثا عن لقمة عيشه وعيش أولاده يسأل فى حسرة وألم: ما الذى يريده كل هؤلاء الأشرار منى؟

فى جلسة غلبت عليها الضحكات الصافية سألنى صديق: ما هى توقعاتك ل ٢٠١٧؟

قلت له مداعبا: كل اللى هيعبر ٢٠١٧ بأمان ويوصل ل ٢٠١٨ بالسلامة ممكن يعيش.

سخرية الإجابة لا تعنى سطحيتها أبدا، فقد عشنا فى ٢٠١٦ عاما صعبا على المستوى السياسى والاقتصادى، وطبقا لتقديرات اقتصاديين أثق فى آراءهم فإن ٢٠١٧ لن يكون أقل صعوبة وشراسة ووطأة.

مسئولية الحكومة نعرفها جيدا، ودورها ندركه، ولابد أن نحاسبهم عليه الآن وليس غدا، لكن ما ينبغى علينا التوقف عنده ولو قليلا هو مسئوليتنا نحن، دورنا فى أن نكون أفضل، فالحكومة فى بلد يعانى لن تكون قادرة على أن تفعل كل شئ، قولوا عليها فاشلة عاجزة متآمرة حتى، لكن الكلام لن يفيدنا بشئ.

ليس عليك الا أن تنقذ نفسك، كراهيتك ل ٢٠١٦ لن تغير وضعك فى ٢٠١٧، يتغير وضعك وتنتهي مشاكلك عندما تعمل، فالأزمات الاقتصادية ليست قدرا علينا الاستسلام له، إنها أمور عابرة لا يجب أن تعطلنا كثيرا.

لا تستسلم.

قاوم كل من يريد بك شرا، فهؤلاء لن يعملوا من أجلك، أنت وحدك من تستطيع أن تخلص نفسك، فلا تتأخر عليها، اجعل ٢٠١٧ سعيدة بما تنجزه فيها، فبك وحدك تتغير حياتك، لا تنتظر الا نفسك، فالجميع وهم كبير.