7 أمراض نفسية في مصحة الـ Facebook

كريم فرغلي - مقالات facebook فيس

قد أكون مصابا بواحد على الأقل من هذه الأمراض لكن التشخيص .. هو الخطوة الأولى نحو العلاج ..

• مقصودة # خلصانه بشياكة

يقولون أن – تلقيح الكلام (التنبيط في اللغة العربية ) شغل ستات – على افتراض أن الرجل أكثر شجاعة وقدرة على المواجهة، على الفيس بوك سنقرأ للرجال والنساء بوستات لوم وتأنيب غير موجهة صراحة لشخص محدد ولكنها منتهية بعبارات من عينة (مقصودة – قصف جبهة – خلصانة بشياكة) والمفارقة أن المقصودة أو المقصود قد يكتب تعليقا ملائكيا عن بشاعة الظلم وقسوة الغدر دون إدانة لنفسه أو لصاحب البوست، عدم القدرة على مواجهة الآخرين مؤشر على الغل المكبوت الذي أدى إلى تغلغل العنف في تعاملاتنا والافتقار إلى الاتزان والسكينة الداخلية

• بوز البطة وإدمان السيلفي

صباح الخير عليكم، يومكم سعيد، – الفيديوهات التي تبث على الهواء من الشوارع أو السيارات الخاصة أو غرف النوم في بعض الأحيان بالإضافة للسيلفي سواء كان (بوز البطة) أو(لسان الزرافة) أو غيرها من مخلوقات الله بوستات شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي يقول الدكتور محمد أنور حجاب أستاذ علم النفس في تحقيق لموقع البوابة أن نشر عدد كبير ومبالغ فيه من الصور خاصة (السيلفي)هو انعكاس للرغبة الدائمة في جذب الانتباه مشخصا ذلك بمرض الاستعراضية كمؤشر لعدم النضج النفسي والانفعالي مايفسر أيضا هوس تصوير كل لحظاتنا الممتعة من خروجات وحفلات وسفر وغيره (بما في ذلك العمرة) واهتمامنا بعرضها عبر صفحاتنا ربما أكثر من استمتاعنا الشخصي بها.

• الشيطان قد منعك

أتفهم الرغبة في اكتساب الحسنات على طريقة: انشرها – لا تجعلها تقف عندك – بالإضافة إلى دعوات الحجاب أوالحشمة والتهديد بالشيطان الذي يمنعنا من نشر الآيات والأدعية – كلها أفكار لها تفسير على الأقل لكني لم أجد مبررا لأن أتوجه إلى الله بالدعاء في بوستات الفيس بوك سوى تحقيق هالة من الاحترام الاجتماعي لفكرة التدين وهو ما أسماه الدكتور محمد المهدي أستاذ علم النفس بالتدين النفعي.

• المراهقة العاطفية

جت سليمة، ربنا ستر، قدر الله وماشاء فعل، عبارات يختفي أصحابها بعد كتابتها لتتوالي التعليقات: خير – مالك – حصل ايه، بل إن كثيرا ما تكتسي صور البروفايل بالسواد أو بجملة (إنا لله وإنا إليه راجعون) لتظل التساؤلات: خير يا فلان. مين اتوفى. وبعد التعليق الخمسين مثلا يظهر المسكين ويرد مغالبا أحزانه: ابن بنت عمة جوز خالتي اتوفت، والسؤال هل ضاق الوقت ب3 أو 4 كلمات توضح – ايه اللي جت سليمه أو مين اللي مات؟ ثم لماذا تتحدث عن النجاة من حادث لم يعرف عنه أحد أصلا، استجداء التعاطف في الواقع الافتراضي هو أحد المسكنات التي يلجأ إليها البعض بسبب الاحتياج العاطفي والروشتة الأصح هي محاولة إيجاد علاقات حقيقية وصداقات غير افتراضية تشبع العاطفة.

• وهم النجومية

التباهي من أهم مانشاهده على الفيس بوك ويتنوع حسب ما يظن صاحبه أنه يستحق (المنظرة) على خلق الله سواء كان سفر، خروجات، مطاعم، حفلات، سيارات، عضلات، أطباق أكل. تشخيص علم النفس يقول أن التباهي دليل على هشاشة الشخصية وخوائها وغالبا ما يكون دليلا على عدم الثقة بالنفس بدليل لجوء أصحابها إلى تحقيق الانبهار بهم عن طريق استعراض ما يتباهون به من أحداث عادية ليس من بينها إنجاز سوى انها تعكس المستوى المادي للمتباهي .

• ع الفيس بيقولو

أصبحت جملة (كتبوا ع الفيس) سندا قويا يعكس مدى اعتماد البوستات المنشورة كمصادر موثقة لمعلومات الناس مما يجسد تعطل العقول واستعدادها لتصديق كافة المعلومات التي تقدمها لنا مواقع التواصل الاجتماعي إبتداء بالفستان الذي يتغير لونه مرورا بالفواكه المنحوت عليها لفظ الجلالة وصولا للمنتجات التي تصدرها لنا إسرائيل للقضاء علينا كل فترة

• الفتيْ

يقول أرسطو: “الجاهل يؤكد والعالم يشك والعاقل يتروى ” بينما يعترف سقراط: “إني أعرف شيئا واحدا، وهو أني لا أعرف شيئا ” ترى لو كان أحد هؤلاء الفلاسفة العظام قد عاصر مواقع التواصل الاجتماعي بكل ما فيها من بشر يفتون بجسارة في الاقتصاد والسياسة والدين والأدب والفلسفة دون أن تتجاوز قراءاتهم ميكي جيب ومغامرات تان تان بماذا كان سيعلق؟ المشكلة الأهم أن المشاركة بالرأي والجدل والشجار في كل ما يثار على الساحة بدءا من سجادة الموكب الرئاسي مرورا بقضية الجزر وسائق التوك توك وصولا لأزمة السكر وتعويم الجنيه ماهو في الحقيقة إلا سلوك يزيد من اغتراب الإنسان عن ذاته وشعوره بالوحدة والعجز تحوله كما يقول عالم النفس الألماني فروم (Erich Fromm) إلى أداة معروضة في سوق للشخصيات تماما كسوق السلع