أين اختفى هؤلاء؟ (4).. عبير الشرقاوي

رباب طلعت

تمهد الصدفة دخول البعض للمجال الفني، إلا أن موهبتهم وحدها هي من تصنع نجوميتهم، أو تطفئها، وقرارهم وحده هو من يحدد استمرارهم باستغلالها أو التخلي عنها كما فعلت الفنانة المعتزلة “عبير الشرقاوي”.

نرشح لك:  أين اختفى هؤلاء؟ (3).. هدى رمزي

tvradio-32382

بخلاف الكثيرين جاء دخول عبير كريمة المخرج والفنان الكبير جلال الشرقاوي للمجال الفني بالصدفة دون مساعدة من والدها الذي لجأ لها لإنقاذ مسرحيته “عطية الإرهابية” من الضياع عقب اعتزال الفنانة سهير البابلي، لتقوم بدورها، عام (1992)، وهي مازالت طالبة في قسم المسرح في الجامعة الأمريكية، ليسطع اسمها في سماء الفن، التي اقتحمتها قبل هذا الدور بعدد من المشاركات الدرامية بدأت بـ”بيت الجمالية” و”الفارس الملثم” عام (1990).

700

وبالرغم من قرار المخرج الكبير جلال الشرقاوي، بعدم مساندة ابنته في طريقها الفني، لتشقه بمفردها، وتفرض نفسها على الجميع بموهبتها فقط، إلى أنها استطاعت أن تلفت الأنظار لها خاصة في دور “سوسو” موظفة البنك المراهقة التي تساند العصابة التي اقتحمته، وتساعدهم بأفكارها على نيل مطالبهم المادية والفرار بها في فيلم “حلق حوش”، إلى أنها كانت التجربة السينمائية الوحيدة لها.

_310x310_72639e1beb265c9dbd9e046cb81fbdb12e63e85506d70d24559e884653ff44af

واختارت عبير الابتعاد عن السينما والتركيز على المسرح مع والدها الذي قدمت على خشبته مسرحية “قصة الحي الغربي” مع وائل نور وهشام عبد الحميد ورانيا فريد شوقي، و”الخديوي” مع محمود ياسين وسميحة أيوب، و”العين الحمرا” مع السيد راضي و”الخادمتان” مع نهلة سلامة، وآخر أعمالها “فاطمة” التي قامت فيها بدور نجمة المسرح فاطمة رشدي.

_310x310_9bcef224447e3954e3a6e1477242d0a75a0c1b0612bb25fb2f761d08f5029fd1

 

فيما قدمت عدداً من المسلسلات التاريخية كان أشهرها “هارون الرشيد” و”عمرو بن عبد العزيز” مع الفنان نور الشريف، قبل قرار اعتزالها المفاجئ وارتداء الحجاب، عام (2001)، بعد زواجها من الدكتور طارق المعداوي، مبررة ذلك بتفرغها لتربية “جلال” نجلها الصغير، نافية أن يكون لزوجها دخلاً بذلك، فهو أحبها كفنانة ودعمها لإكمال مسيرتها الفنية، إلا أن ما تراه على الساحة مهزلة لا ترغب في المشاركة فيها، ولذلك قررت الابتعاد.

%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%aa%d8%aa%d9%87%d9%85-%d8%b7%d9%84%d9%8a%d9%82%d9%87%d8%a7-%d8%a8%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%88

 

وبعد سنوات من قرار عبير الشرقاوي بابتعادها عن الأضواء، استطاع والدها بإقناعها بالعودة من جديد على خشبة المسرح، ومشاركته في مسرحية “الكوتش” التي أخرجها، عام (2012)، بعد طلاقها، وخلعها للنقاب عقب خلاف عائلي بينها وبينه وصل لتركه للمنزل وقسمه بعدم العودة له إلا إذا خلعته، فاستجابت لرغبته لترضيه، وتقدم دورها بالحجاب، مؤكدة أنها لن تتخلى عنه خاصة أنه لا يتعارض مع عملها وأهداف المسرحية، التي تساند ثورة يناير ومطالبها.

2016_4_6_14_52_42_962

 

وتعرضت عبير بعد عودتها بعام لخطأ طبي تسبب لها بعاهة مستديمة، إثر عملية بالليزر لإزالة بعض الترهلات من يدها اليسرى، عام (2013)، عند أحد الأطباء الذين روجت لهم إحدى القنوات الفضائية، لتكتشف بعدها أنه مجرد ممارس عام لم يحصل على الماجستير والدكتوراه ولم يتخصص في هذا النوع من العمليات كما أدعى، ما جعلها حديث البرامج التلفزيونية والصحف، لتحول الموضوع لقضية في المحكمة باعتبارها جناية، وتختفي ثانية بعدها عن الأنظار.

%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%89-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b2%d8%a7%d9%84-2

ولكن بالرغم من قرارها بعدم الظهور ثانية، عادت من جديد بسبب عدد من القضايا العائلية، والمثول أمام المحكمة في دعاوي ضد طليقها، الذي رفض الإنفاق على علاج نجلهما الوحيد، المصاب بكهرباء زائدة في المخ، ما كبدها مبالغ طائلة طالبته بها وألزمته المحكمة بدفعها إلا أنه امتنع، كما رفض لسنوات دفع الأربعة آلاف جنيه شهرياً، الملزم بهما من محكمة الأسرة كنفقة، وألفين جنيه بدل سكن لطليقته، ولم يكتف بذلك بل رفع عليها قضية تشهير في فبراير (2016) استند فيها على ذكرها لاسمه في أحد البرامج التلفزيونية، أثناء قصها لمشكلتها معه، وأسباب لجوئها للمحكمة، ليظل اسمها وارداً في الصحف لليوم إثر تلك القضايا المستمرة بينهما.