في حفل أنغام.. تأملوا وجه إسلام القصبجي! - E3lam.Com

فاتن الوكيل facebook فيس

تخلق الفنانة أنغام حالة خاصة من السلطنة بين جمهورها، الذي يتنظر من العام للعام حفلتها في مهرجان الموسيقى العربية، وهو ما حدث خلال حفل هذا العام الذي أذيع على القنوات المصرية أمس الجمعة، 4 نوفمبر. استطاعت حفلتها أن تُذكرنا بأن اليوم هو الموافق لعيد الحب “المصري”، بعد أن طمست أخبار تعويم الجنيه ملامح حياتنا اليومية على مدار عدة أيام.

لكن أنغام لم تصنع هذا المجد وحدها، وهو ما تعترف به في نهاية كل حفلة، عندما تقوم بتحية الفرقة الموسيقية، حيث وصفت أمس أعضائها بـ”أشقاء الدرب” كما لم تتمكن من التعبير عن امتنانها للموسيقار هاني فرحات، الذي تدارك الموقف بتقبيل يدها بعد أن وصفته بصديق العمر. من بين الموسيقيين الكثر في الحفلة، كان لنا الحظ كمشاهدين في أن يجلس عازف العود إسلام القصبجي، خلف أنغام مباشرة، لتلتقط الكاميرا انفعالات وجهه طوال الحفل.

مشاعر جميلة ومتنوعة وصلتنا من وجه إسلام، وهي ميزة توفرت للمشاهدين في المنازل دون غيرهم، إلا من جلس أمام خشبة المسرح. يرتفع رأسه وتُغمض عيناه مع نبرات صوت أنغام. تقوم إيماءة رأسه بالتعبير عن الرضاء والإعجاب في آن واحد، وكأنه يريد أن يصرخ في نهاية كل جملة موسيقية “أيوة كدة يا أنغام”.

 

عندما أعادت أنغام غناء مقطعًا في أغنية “حتة ناقصة” عدة مرات، بعد أن نسيت إحدى جمل “الكوبليه” أرادت أن تُعوّض الجمهور، من خلال إعادة غناء المقطع حوالي خمس مرات، وكل مرة بأداء أفضل من سابقه، وهنا ضحك وجه القصبجي بتلقائية وطفولية فنان، بعد انتهاء الأغنية، فرحًا بهذا التفوق.

وجه عازف العود، لم يتوقف عن التأثر بصوت أنغام سواء في أغنية “اكتبلك تعهد”، أو”مهزومة”، أو”هتمناله الخير”، وغيرهم من الأغاني. كان كل انفعال على وجهه كأنه عزف فرقة موسيقية بأكملها، حتى في الأغاني التي لم يكن للعود دور فيها. “التعب النفسي” الذي ظهر على أنغام بعد أن طلب منها الجمهور إعادة غناء “أكتبلك تعهد” ارتسم على ملامح القصبجي، عندما كان يُغمض عينه تأثرًا بكل حرف تنطقه أنغام، وهو الأمر الذي تكرر كثيرا خلال الحفل.

نظرة امتنان فاضت من عينه خلال وعقب انتهاء الحفل، والابتسامة التي لم تُفارق وجه، ظهرت في الكاميرا. امتنان طوال الحفل بهذا الكم من المشاعر الصادقة المتدفقة مع صوت أنغام وامتنان لحضور الجمهور وتفاعله الكبير، وآخر للشكر الذي وجهته أنغام إلى الفرقة الموسيقية، الذي هو أحد أبرز أعضائها، ثم على هذه الليلة الجميلة بشكل عام.

“إسلام السيد”، الذي أطلق عليه لقب “القصبجي” لتميزه في عزف العود، حائز على جائزة مهرجان الموسيقى العربية كأحسن عازف عود عربي، ونفس الجائزة من مهرجان البحر المتوسط، كانت لديه المقدرة خلال حفل أنغام على “التسلطن” من صوتها والتركيز في عزف العود، ومتابعة انفعالات الجمهور، في وقت واحد.

شارك القصبجي في العزف ضمن العديد من الفرق الموسيقية مثل فرقة الفنان أحمد الحجار، وفرقة المايسترو خالد فؤاد، والمايسترو عبد الحميد عبد الغفار، وغيرها من الفرق الأخرى، كما شارك في تسجيلات موسيقية بعدد من المسلسلات أبرزها: “السائرون نياما، ورد وشوك، كيد النساء، سمارة، الشحرورة، قصص الحيوان في القرآن، خرم إبرة، 9 جامعة الدول”.

حقيقة أن الشغف والحب هما أكثر ما يميز إنسانًا عن غيره، هذا الشغف بالموسيقى الذي ظهر على وجه القصبجي، ووصلنا نتيجة “صدفة” الكاميرا، لا نجده في حفل أنغام أمس وفقط، بل هو ما يميزه عن غيره من عازفي العود، ويمكن العودة إلى جميع التسجيلات التي ظهر فيها للتأكد من ذلك.

انتهى الحفل، وغادرت أنغام خشبة المسرح، تاركة الفرقة الموسيقية تُنهي اللحظات الأخيرة منه، لتتركنا نرقب اللقاء القادم، ليس فقط مع صوتها الساحر، الملئ بالتحدي والقوة و”الغل” أحيانًا كثيرة، لكننا نتمنى من الآن أن تتكرر صدف الكاميرا، ونرى اندماج “إسلام قصبجي” آخر.