مينا عادل جيد يكتب : وطي صوتك الناس نايمة!

حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب، وأنت أخ ولست غريب وتعرف جيدًا أننا شعب مستهلك «لا نعمل إلا الشاي بعد الغدا» ، وبما أننا «عالة على كل حالة» ، فبالتالي نحن بشكل أساسي «ندير أقتصادنا على المعونات الأجنبية » و«نعتمد في سياساتنا على الأفلام الأجنبية» فلذلك تجد مسرحنا السياسي دائمآ «+18» ، أو لا ينصح بان تجتمع الأسرة عند مشاهدته أو الرد عليه.

سياستنا الأقتصادية مجهولة الهاوية، بيتها من زجاج، متقلبة المزاج، ، فتجد نصف الوزراء يحبذون «سياسة الأقتراض من الخارج» ، والنصف الأخر يشجع «سياسة التبرعات من الداخل» ، ورئيس الوزراء على الحياد يشجع السينما الصامتة ويعمل لعودتها بقوة.

الأعتماد على «القروض» يتطلب منا أن نصبح «قرود» نتنطط ونرقص ونغني لمدة شهور علشان نرضي البنك الدولي فيعطينا قرض ، ونأخذ قرارات أقتصادية نتايجها خطيرة على المدى البعيد والقريب من أجل «موزة» تلقىَ لنا تصبيرة بكام مليار تكفينا لكام شهر ثم تعود الأزمة تحتلنا وتهلكنا من جديد «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت»

وحتى لا نتحامل على رئيس الحكومة فيجب أن نعترف بأن الحمل ثقيل، والتركة كبيرة، والمسئولية الوطنية تحتاج إلى التركيز في القيادة وشد الحزام، وبصراحة شديدة رئيس الوزراء يتحمل المسئولية في صمت رهيب ولا يتكلم، ولا يرد حتى على ما يكتب في الصحف أو ما يقال في الإعلام، وهذا ليس من باب الأحتقار أو التجاهل ولكن هذا الصمت يعود لسبب آخر هام، وهو أن هذه الحكومة هي ممثلة للشعب ، ونحن «الأغلبية الصامتة» التي تمثلها «الحكومة الصامتة» ووطي صوتك ضحكتك بقى علشان الناس نايمة!.

نحن في مسلسل متكرر منذ عقود:-

«المواطن المصري» كثير الشكوى، قليل الثورة، خفيف الدم،و«الحاكم» طويل العمر يطول عمره، يزهزه عصره، و ينصره علي مين يعاديه هااااي هئ…

ولكن الهام الأن لماذا نحن كمصريون لا نرى أماممنا «شبر» واحد !؟ هذا ليس «أنفصال في الشبكية» أو «تعتيمات حكومية» ولكن أثر «حجم الأنجزات الهائل» الذي يحجب أمامنا الرؤيا.

«اللي يخاف من العفريت يطلعلوا» و«اللي يخاف من التعويم يقلعلوا» ، ونحن أقرب للأخيرة ليس حبًا في القلع لا سمح الله، ولكن أجبارًا عليه بما سيعوده علينا «التعويم» الحل الأقتصادي المر الذي سيزيد من أسعار الطاقات والسلع .والحكومة قررت تحرير سعر العمله وعدم تقيده بسعر معين في البنوك، ولكن كيف يتم تحريره الحقيقي؟، فمثلآ يعني «تحرير الأرض» يحتاج لجيش قوي، و«تحرير المرأة» يحتاج للثقافة مستنيرة، و« تحرير الجنيه» يحتاج لصناعة وزراعة و«أستك كبير» وزمم مش آستك ولا واسعة!