مينا عادل جيد يكتب: آه يا سكر

يعتقد الكثيرون أن الدكتور «البرادعي» هو مكتشف علاج سقوط شعر الرأس والحواجب، ثم خاف أن يجرب العلاج على فروة شعره هو، حتى لا يحدث «عنف متبادل» بين المشط وشعره، وأنا في انتظارك مليت، وفليت «المنيو»، وكل ما «الويتر» يسألني، اقوله لسه مستني ناس!.
منذ فترة وأنا أبحث عن «فرصة عمل» فاقترح عليا أحد أقاربي، وهو يعمل في مدينة الإنتاج الإعلامي، أن أظهر في التلفزيون كـ «محلل استراتيجي على ما الفرصة تيجي» فلاحظ عليا ظهور بعض علامات الضيق نتيجة اقتراحه الغير مناسب لأحلامي، فبادرني بالقول: “يابني وافق دي شغلانة فلوسها حلوة، وهيوزعوا عليكم «جواكت بِدل» رمادي بفتحة من ورا”.
«عزيزتي حواء» حلقة اليوم عن الأسعار، ورقة، وقلم، وأكتبي معايا يا ست الكل، أنتي هتجيبي «ثمار التنمية» وهتقطعي عليها «الخيار الأفضل» ، وتقومي بالتقليب جيدًا، ثم ضعي المسحوق على أكثر « سلعة مولعة » في السوق، وبالهنا والشفا لكِ، ولحبايبك، وللأهل، والأقارب، في المنصورة.
اقترح علينا أحد «العطارين» الشرفاء من أصحاب الخبرة علاج مشكلاتنا الإقتصادية بـ «الأعشاب»، وبالفعل قد نجح هذا العطار من قبل في علاج طفل جيرانا من «التبول اللاإرادي» ، وهو أهل ثقة ولذلك تم ترشيحه على الفور لايجاد حل اقتصادي سريع ومنجز، اقترح علينا هذا العطار الوطني «خلطة بلدي» مجمعة بعناية وحرص شديدان من نباتات طبيعية، وفواكه استوائية…حيث سيتم وضع « الخلطة » في كوب ماء مع «الجنيه المصري» ونُكلف مواطن مصري شريف من الطبقة الوسطى الدايخة بالجري حول الكوباية وهو يغني «اتقدم اتقدم – طول ما الدنيا هدور أنا من الدنيا هتعلم هتقدم هتعلم اتقدم اتقدم هتقدم هتعلم»

من كل قلبي أدعوكم جميعًا على «حفل شاي» في منزلنا بمناسبة عودة أخي الصغير بعد غياب متواصل 10 ايام حاملاً في يده «كيلو ونصف» من السكر، وباليد الأخرى يرسم «علامة النصر»، وعيناه تملؤها الأمل والدموع، فنظر له أبي من أقصى الصالة نظرة حنان وفخر، وكانت خلفنا موسيقى أيام السادات للموسيقار الكبير ياسر عبد الرحمن تحتضن الموقف، ربت الأب على كتف ابنه وحضنه، وباركه، وأطلق عليه أسم «سكر»، ثم قال له “يا سكر يابني.. ربنا «يحلي» ايامك ” ثم تعلو الموسيقى.
وفي النهاية وأنا أحدثك كـ «مواطن عاقل» وليس بحكم عملي الجديد «محلل استراتيجي على ما الفرصة تيجي»، “نحن بدون صناعة، زراعة، وسياحة سنظل نقترض ونتسول – وستظل «عملات العالم المتقدم» تتنافس في صراع «البقاء للأفضل» و«الجنيه المصري» يتربع وحده على عرش «البقاء لله».
– ونطلع فاصل ثم نعود
– لو سمحت يا أستاذ… انا هاخد جاكت البدلة الرمادي أُم فاتحة من ورا دي صح؟
– اه خدها أنت تستاهل …حلوة قوي فكرة خلطة العطار دي، أنت كنت فين من زمان يا ابن مصر!؟