فتاوى الأزهر قديمًا.. بين "لبس البرنيطة" وتحريم حفلات الملك فاروق - E3lam.Com
منحت كلية الآداب بجامعة القاهرة درجة الماجستير بامتياز للباحث عمرو عبدالمنعم عن رسالته التي حملت عنوان “الفتوى وقضايا المجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين”، حيث عرضت الرسالة أبرز الفتاوى التي صدرت من الأزهر خلال هذه الفترة.
تكونت لجنة المناقشة التي نشر موقع “محيط” تغطية موسعة عنها، من الدكتور السيد عشماوي أستاذ التاريخ الحديث بالكلية، والمستشار طارق البشرى مشرفاً مشاركاً وقد شغل منصب النائب الأول لمجلس الدولة ورئيس قسم الفتوى والتشريع ، كما شارك فى المناقشة الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بالكلية وأمين المجلس الأعلى للثقافة الأسبق والدكتورة حورية توفيق مجاهد أستاذ الفكر السياسي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
الرسالة التي استغرقت في إعدادها سبع سنوات، سلطنت الضوء على عدد من الفتاوى والتي شكلت مجالات عديدة في حياة المجتمع سواء السياسية أو الاقتصادية أو فتاوى تتعلق بتفاصيل الحياة اليومية.
من أمثلة تلك الفتاوى التي تعرض لها الباحث في المجال السياسي فتاوى عن فلسطين والجهاد لاستردادها و فتاوى “مروق” الخديوي توفيق وفتوى إعدام قاتل بطرس غالي وفتوي اغتيال النقراشي باشا وجذور فتاوى العنف وردود المفتين وسياقاتها السياسية والاجتماعية والتاريخية.
من أمثلة ذلك أيضًا، الفتوى التي أصدرتها لجنة الفتوى بالأزهر برئاسة الشيخ حسنين مخلوف سنة 1947 بضرورة إنقاذ فلسطين، مؤكدة أن إعادتها واجب ديني على المسلمين، وطالب العلماء بالإجماع الحكومات الإسلامية والعربية بتهيئة المأوى والنفقة للعرب المشردين والجهاد، لكن في فترة الثمانينات نجد أن هذه الفتوى تغيرت مع تغير الظروف السياسية، فتحولت إلى فتوى أصدرها الشيخ جاد الحق بجواز الصلح مع إسرائيل.
أشارت الرسالة إلى وجود استقلال نسبي لمؤسسة الإفتاء والمفتين عن السلطة الحاكمة مقارنة بالعصر الحالي، فقد كانت تصدر فتاوى جريئة تنتقد الملك في سياساته المالية أو حتى تصرفاته الشخصية بالحفلات الراقصة وغيرها كفتاوى الشيخ عبدالمجيد سليم، كما واجه الشيخ المراغي الملك فاروق فقال له: “لا سلطان على شيخ الأزهر إلا الله” رافضا اشتراك مصر بالحرب العالمية الأولى، أو منح فاروق فتوى تمنع زواج طليقته من غيره.
من بين العلماء الذين أصدروا فتاوى أثارت جدلا وقتها، الإمام إمام محمد عبده الذي وضع تقنينا لتعدد الزوجات وأباح عمل المرأة وخروجها من بيتها، وفتاوى أخرى تعلقت بإباحة الفنون تعلما وممارسة، كما كانت هناك اعتراضات من المفتين على بعض ما جاء بكتابات كـ”الشعر الجاهلي” و”الإسلام وأصول الحكم”.
شملت الرسالة الفتاوى الاجتماعية مثل لبس “البرنيطة الإفرنجية” وعمل المرأة وتحريم الختان وتعدد الزوجات والرق والعبودية وعلاقات المسلم بأهل الكتاب، وفتاوى القضايا الفكرية المختلفة، ومن الفتاوى الاقتصادية تحريم شهادات الاستثمار وبيع وشرب السجائر.
