أحمد فرغلي رضوان يكتب: طفل بريدجيت جونز.. الحياة تبدأ بعد الأربعين!

 

42352

من المؤكد أن فيلم طفل بريدجيت جونز أو «bridget jones’s baby» سيمس مشاعر الكثير من النساء في مصر والعالم العربي، الفيلم يعطي طاقة إيجابية للسيدات بشكل عام حول إمكانية الحصول على السعادة وشريك مناسب للحياة في سن متقدمة  حتى وإن تخطت المرأة سن الأربعين.

طفل بريدجيت جونز هو الجزء الثالث من السلسلة التي بدأ إنتاجها في عام ٢٠٠١ وحققت نجاحا جماهيريا عالميا الفيلم يقدم نوعية الكوميدية الرومانسية بشكل بسيط وممتع للمشاهد إلي جانب عنصر التمثيل الجيد جدا،فالبطلة هي مثل معظم النساء في هذا السن لديها هوس الوزن الزائد والشكل الخ، تعمل كمنتج فني لبرامج التوك شو في محطة تليفزيونية  ولكنها تهتم بالمظهر كما لو أنها مذيعة تقف أمام الكاميرا ! في نفس الوقت تحاول أن تظهر امرأة قوية أمام زملاءها في العمل رغم أننا نكتشف كم الإحباطات العاطفية التي تعاني منها وتقبل بعد تردد بناء على طلب صديقاتها في البحث عن الحب من جديد! وفي ظل بحثها عن ذلك تتعرف على جاك (الوسيم) وتقيم معه علاقة سريعا وتعود لعالمها مرة أخرى وفي أثناء ذلك تلتقي بحبيبها القديم مارك ! ويعودان مجددا لبعضهما وفجأة تكتشف أنها حامل في هذا السن المتقدم ولكن المشكلة أنها لا تعرف هوية والد الجنين الذي تحمله هل هو مارك أم جاك! وهي المفارقة الكوميدية للعمل في الوقت الذي تبحث فيه البطلة عن شريك للحياة تجد أن هناك اثنان على الاستعداد للارتباط بها!

الممثلة رينيه زيلويجر (رشحت للأوسكار ثلاث مرات وفازت بها مرة واحدة 2004) نجحت في المحافظة على الشخصية بمشاعرها وروحها المرحة رغم تقدم سنها،وساعدها وزنها الزائد شيئا ما لتقديم مصداقية لهذا السن، وهناك مخاطرة وشجاعة إنتاجية لتقديم عمل فني لمخاطبة من هم في منتصف العمر في الوقت الذي يتجه كل إنتاج السينما تقريبا لمغازلة من هم دون الثلاثين والمراهقين! ولكن نجحت المخرجة شارون ماجوير مع الأبطال الثلاثه رينيه زيلويجر وباتريك ديمبسي وكولين فيرث في خلق فريق عمل بينهما تناغم كبير ومواقف كوميدية ممتعة ومسلية بينهم ولكن العمل أقل فنيا من الجزء الأخير وأيضا لم يحقق نفس الإيرادات!

بالتأكيد المعالجة غير مناسبة للمجتمعات العربية (المحافظة) حيث جمعت بريدجيت بين صديقين في نفس الوقت وعندما وقع الحمل احتارت من يكون والد الطفل، فتقرر جمعهما ومصارحتهما بالأمر! في واحد من أكثر مواقف الفيلم كوميدية  والمفاجأة أن يقرر الرجلان البقاء بالقرب منها ويتنافسان في مساعدتها حتى تضع مولدوها ويتم عمل (dna ) ولكن الفيلم ينتهي دون أن يحدد للمشاهد هوية والد الطفل! في نهاية مفتوحة ربما لإمكانية تقديم جزء رابع! ولكن عليه ألا يكون بعد عشر سنوات أو أكثر فالبعض وجه انتقادا للفاصل الزمني الطويل بين الجزء الحالي وسابقه (12 عاما) في حين كان الفاصل بين الأول والثاني ثلاث سنوات فقط، وتساءلوا هل الجمهور لازال مهتم بأن يشاهد هذه الشخصيات ويتذكرها بعد كل هذه السنوات ؟ وهو أمر بالطبع ليس في صالح مثل هذه النوعية من الأفلام المسلسلة.

المهم هنا هي فكرة أن المرأة لا تيأس مهما تقدم بها السن وعليها قبول التحديات التي توجهها في كل مرحلة عمرية بحب ورضا تام، فالعثور على شريك للحياة ممكن في أي سن،خاصة وانه لدينا أرقام مخيفة الآن في مصر عن ارتفاع سن عدم الزواج بصورة غير مسبوقة بعد عزوف الشباب عن الزواج بسبب الأزمات الاقتصادية إلي جانب الإحباط العام المسيطر عليهن وعلى الجميع ! فتجد عدد الفتيات اللاتي ما بين سن ( 30_40) ولازلن بدون زواج تخطوا الخمسة ملايين فتاة!

 نرشح لك-أحمد فرغلي رضوان يكتب: كتير كبير.. بحجم الفراغ الحقيقي في لبنان!