سينرجي وايت.. المُنقذ "الوهمي" للمسلسلات الدرامية

سما جابر

قد تبدو الأزمة التي تمر بها الدراما التلفزيونية قبل سنوات والمستمرة حتى الآن، سواء بسبب قلة إنتاج الأعمال الدرامية كل عام بالمقارنة بأعمال العام السابق له، أو تعثر بعض المنتجين على استكمال إنتاج أعمالهم أو توزيعها بشكل مناسب، أو أجور الفنانين التي أصبحت خيالية بعض الشيء، كلها عوامل تسببت في تصاعد أزمة الصناعة، التي لا نجد لها حلول مُحكمة وواقعية حتى هذه اللحظة، ونكتفي فقط بسرد الأزمات، لكن الأزمات تزداد يوم تلو الآخر، بدرجة تؤثر على كل العاملين في مجال الدراما التلفزيونية من أصغر عامل حتى أكبر فنان.

أخر تلك الأزمات التي مرت بها الصناعة مؤخرًا، إنذار من نقابة المهن التمثيلية لـ3 شركات إنتاج، بعدم الدخول في تصوير أيّ أعمال فنية جديدة إلى حين سداد المستحقات الفنية المتأخرة للفنانين الذين شاركوا في أعمال هذه الشركات خلال الفترة الأخيرة.
الشركات هي “mba” للمنتج طارق صيام، ومحمود شميس، والتي قامت بإنتاج مسلسلين هما “أزمة نسب” لزينة، والجزء السادس من “ليالي الحلمية”، و”كان” للمنتجة دينا كريم، التي أنتجت مسلسل “الطبال” لأمير كرارة، و”the gate media groub” للمنتج عاطف كامل التي أنتجت أيضًا مسلسل “7 أرواح” لخالد النبوي ورانيا يوسف، وتم عرض المسلسلات كلها في رمضان الماضي.

لكن أعلن أكثر من نجم مؤخرًا عن تقدمه بشكوى ضد المنتج الذي تعاون معه في أعماله الأخيرة، لعدم حصولهم على مستحقاتهم الأخيرة، ومن هؤلاء الفنانين مي سليم التي تقدمت بشكوى ضد دينا كريم وآخرين.

gfd

وبالعودة 4 أشهر إلى الوراء نجد شركة “سينرجي وايت” المملوكة للمنتج تامر مرسي والمنتج ياسر سليم قد تقمصت شخصية الفارس المغوار الذي يتدخل لإنقاذ عدد من الأعمال الدرامية من التوقف قبل رمضان، مثل مسلسلات “أزمة نسب، 7 أرواح، الطبال” التي شاركت الشركة في إنتاجها، وبالفعل انتهى تصويرها وتصادف عرضها على شاشة واحدة هي ONTV في رمضان الماضي، بسبب وجود “سينرجي وايت” وقتها كوكيلًا إعلانيًا للقناة؛ لكنها لم تلقى النجاح الكافي، كما أنها لم يتم إعادتها على أي قناة أخرى حتى الآن، وهي نفس المسلسلات التي أُنذر مُنتجيها بعدم الدخول في أية أعمال درامية أخرى إلا بعد سداد المستحقات المادية للجميع، لكن اللافت هنا الطريقة المبالغة التي أعلنت بها سينرجي وايت عن دعمها وإنقاذها لتلك الأعمال، فلماذا لم تُكمل سينرجي وايت ما بدأته من شراكة و”إنقاذ” لهؤلاء المنتجين، وتعطي العاملين بتلك الأعمال كافة مستحقاتهم المادية؟ أم هل تم دفع المبالغ من سينرجي وايت للمنتجين الأصليين لكنهم لم يحسنوا صرفها؟، أم أن الإنقاذ كان دعائيًا فقط؟.

والسؤال الرئيسي، هل ستتكرر هذه المبالغات في موسم 2017؟ وهل من الممكن أن تؤدي هذه الأزمة إلى خروج الشركات الصغيرة من سوق الإنتاج الدرامي تفاديًا لتكرار هذه المشكلات بجانب عدم ثقة النجوم فيها؟