11 تصريحًا لبطل رفع الأثقال "شعبان يحيى" في البارالمبية

إسلام وهبان

قديمًا كانوا يستخدمون الحمام الزاجل لنقل المعلومات والأخبار، وتطورت تلك الفكرة بمرور الوقت حتى وصلنا لنقل الخبر من خلال وسائل الإعلام المختفلة، المسموعة والمرئية وحديثًا الإلكترونية، لكن في دورة الألعاب البارالمبية التي أقيمت بالبرازيل هذا العام؛ لم نعرف كثيرًا عن الإنجازات التي حققها أبطال البعثة المصرية، أو نرى مبارياتهم على التليفزيون الرسمي للدولة.

إعلام دوت أورج حاول الاقتراب أكثر من الحياة الخاصة لأحد هؤلاء الأبطال من خلال حديث صحفي مع صاحب الميدالية البرونزية في رفع الأثقال؛ شعبان يحيى، وفيما يلي أبرز 11 تصريحًا له:

1- واجهت مواقف كثيرة منذ صغري بدءًا من مصمصة الشفايف أو من يقولوا لا حول الله لما يشوفوني، وصولا إلى عملي، فأنا أذكر أن أول مرة أقدم أوراقي للعمل في إحدى المدارس الخاصة، قال لي مدير المدرسة أنت مش هتبقى واجهة للمدرسة، لكن أسرتي كانت مساندة ومحفزة لي بشدة، مما جعلني مُصّر أكثر على تحقيق ذاتي.

2- بدأت ممارسة الرياضة في سن السابعة عشر، وأول رياضة مارستها كانت كمال الأجسام، وذلك لأني قصير جدا وضئيل الحجم، ولم يكن لدي! خبرة في الحياة مما جعلني طفل انطوائي، لكني حبيت أقول للمجتمع أنا موجود، فالتحقت بنادي الجزيرة ومارست “كمال الأجسام” ولكن للأصحاء لأنني لم أكن أعلم أن هناك رياضات للمعاقين وقتها، وحققت المركز الأول في إحدى بطولات كمال الأجسام للأصحاء، بعدها التحقت بلعبة رفع الأثقال للمعاقين بنادي الاتحاد أو ما يسمى بمركز شباب الحبانية بالدرب الأحمر عام 1993.

14572661_10154496240142593_1976430617_o

3- بداية طريقي في رفع الأثقال كانت صعبة جدا، وفكرت كثيرا في ترك اللعبة والعودة إلى كمال الأجسام، فبعد مشاركتي عام 1994 في بطولة الجمهورية حصلت على المركز الرابع، الأمر الذي لم يكن جيدا، كما أنني بعد التحاقي بمنتخب مصر شاركت في بطولة العالم عام 1998 وحصلت على المركز “الخامس”، مما أصابني بإحباط شديد خاصة بعد حديثي مع مدرب المنتخب الذي أوضح أن المشاركة للاحتكاك فقط قائلا: “إحنا جايبينك كمالة عدد”، هذه الكلمة غيرت كل شيء، بعدها شاركت في البطولة العربية بالأردن وحصلت على المركز “الأول”، ثم شاركت في بارالمبيات سيدني عام 2000 وحققت الميدالية “الفضية”، كأول ميدالية أولمبية لي.

4- لاعب رفع الأثقال للمعاقين يتحمل مصاريفه كاملة، إلا أن اللجنة البرالمبية توفر في المعسكرات الداخلية صالة تدريب ووجبات ثابتة لكنها غير كافية، كما أن كل لاعب يحصل على 800 جنيه كحد أقصى بدلات شهرية؛ في حين أن مصاريفه الشهرية تتجاوز ال 3500 جنيه، من مكملات غذائية تصل العبوة فيها إلى 500 جنيه شهريا، كذلك فيتامينات ووجبات إضافية ومصاريف انتقال، الاتحاد مظلوم لأن الدعم المادي الذي يأتي من وزارة الشباب والرياضة قليل جدا.

5- قبل السفر للبرازيل كانت لدي نية للاعتزال، لذا عزمت على تحقيق ميدالية في البطولة؛ لتكون بمثابة “ماتش اعتزال”، كان عندي حماس شديد لتحقيق شيء، لذا أخفقت في أول محاولة، لكني استجمعت قواي، وتذكرت أبي الذي توفى العام الماضي، ورغبته في أن أحقق ميدالية وظلت صورته أمامي، دخلت المحاولة الثانية ورددت آيات القران، وبالفعل نجحت في رفعها، وفي المحاولة الثالثة حققت الميدالية البرونزية، وكانت سعادتي بالغة.

14580427_10154496239092593_1010711314_n

6- مستاء جدا من تغطية الإعلام المصري الحكومي والخاص للبطولة، ومن بث الدورة الأولمبية للأصحاء على التلفزيون الرسمي ولم يتم معاملتنا بالمثل، فقد طُلب مني عمل لقاء مع قناة النيل للأخبار فذهبت إليهم وقلت للمراسل ليه ما ذيعتوش المباريات بتاعتنا، وكان رده: “مش معانا تصريح”، وقتها قلت له: “وأنا مش هسجل معاكم اعتراضا على التجاهل الإعلامي”، وذهبت إلى غرفتي وعملت استفتاء على صفحتى على الفيس بوك بمقاطعة الإعلام.

7- في رحلة العودة، اجتمع اللاعبون في مطار “كزابلانكا” بالمغرب، وتشاورنا وكان القرار هو مقاطعة الإعلام المصري، ثم قمنا بإبلاغ اللجنة البارالمبية بذلك وأيدتنا، إلا أننا قررنا بعد ذلك الموافقة على بعض اللقاءات ولكن بشروطنا والتي كان أهمها توفير القناة سيارات خاصة للاعبين لأخذهم من منازلهم وعودتهم، وظهور اللاعبين اللذين حققوا مراكز ولكنهم لم يحصلوا على ميداليات، كذلك ظهور أسرهم، والحصول على مقابل مادي لتلك اللقاءات.

8- معظم الإعلاميين تجاهلوا عن عمد أبطال البارالمبيات، فقبل سفري مع البعثة شاهدت حلقة الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها (معكم)، حين استقبلت أبطال الألعاب الأولمبية الثالثة، حينها تمنيت أن أكون أحد ضيوفها وتحفزت أكثر للحصول على ميدالية في البطولة، وطبعا لم يحدث هذا. لكن هنا بعض الإعلاميين قد ساندونا قبل السفر وبعد عودتنا ومنهم الإعلامي أحمد شوبير والإعلامي إبراهيم حجازي.

14509185_10154496241117593_1130050174_n

9- غضب الأبطال من رد الفعل الإعلامي والحكومي؛ هو الذي أدى إلى دعوة لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب للأبطال لتكريمهم على هامش مناقشته البنود الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة بالدستور، في حين أن التكريم اقتصر على حضور رئيس لجنة التضامن الاجتماعي عبد الهادي القصبي وبعض نواب اللجنة وبعض منظمات المجتمع المدني المهتمة بالمعاقين، في حين لم يحضر دكتور علي عبد العال رئيس البرلمان، فانتهزت الفرصة وتحدثت عن التمييز بين اللاعب الأولمبي واللاعب البارالمبي في المكافآت، وأوضحت أننا كنا نحصل على 10% ثم وصلنا إلى 35% في دورة لندن وتحدثت عن أنه وفقا للدستور يجب مساواة اللاعبين المعاقين بالأسوياء في المكافآت.

10- غير راض عن موقف وزير الشباب والرياضة، الذي لم يرافقنا في الدورة رغم طلبنا ذلك؛ حيث اعتذر بسبب انشغالاته السياسية على حد وصفه، كما أنه اكتفى بمتابعة انجازاتنا هاتفيا فقط، وكذلك لم يقم باستقبالنا في مطار القاهرة عند عودة البعثة وأرسل مندوبا عنه لم يقم حتى بتحية اللاعبين ولم يقابل سوا أعضاء اللجنة البارالمبية، مما أثار غضب وحزن اللاعبين، كما أن الوزير لم يقم بمقابلتنا حتى الآن لكنه أصدر قرار فقط بالمساواة بين اللاعبين ذوي الاحتياجات الخاصة والأسوياء في المكافآت.

14569720_10154496240832593_914893148_n

11- قررت بعد مشواري الرياضي؛ اعتزال اللعبة وسأتجه إلى التدريب والتحكيم وكذلك عمل دراسات عليا في رياضة رفع الأثقال للمعاقين، حيث قمت بالفعل بتقديم أوراقي بكلية التربية الرياضية جامعة الأسكندرية؛ فهي المكان الوحيد الذي يسمح للمعاقين بعمل دراسات في الكلية؛ بشرط حصولهم على ميداليات بارالمبية.

جدير بالذكر أن شعبان يحيى من مواليد شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية عام 1975، لأسرة بسيطة الحال، لديه أربع أخوات؛ هو الأخ الأوسط، حاصل على ليسانس آداب قسم لغة عربية جامعة عين شمس عام 1997، ويعمل الآن موظف في القسم الرياضي بمؤسسة الأهرام،أصيب بمرض شلل الأطفال، لكن لم تمنعه إعاقته من استمرار حياته والاستمتاع بها، فهو متزوج من سيدة أكد أنها تحبه وتسانده بشدة وأرجع الفضل لها في تحقيق الكثير من إنجازاته، مضيفا “هي سبب سعادتي في الدنيا”، كما أنه أب لثلاث أبناء صغار هم (يوسف – 14 سنة)، (أدهم – 10 سنوات)، (خديجة – 6 سنوات).

14555803_10154525000406308_166287884_n