سما جابر تكتب: بشرى وشادي سرور.. الضحك على طريقة "الخليل كوميدي"

يبدو أن اتباع طريقة “الخليل كوميدي” في تقديم بعض الأعمال الفنية وتصنيفها بـ”الكوميدية”، أصبحت موضة يقوم بها من أصبحوا يحملون لقب “فنان” دون تقديم أي شيء يعبر عن “الفن” بمعناه الحقيقي.

طريقة الخليل كوميدي أصبحت طريقة مضمونة تجعل صاحب العمل المُصنف “كوميديًا”، تريند على تويتر وفيس بوك… تجعله يحقق أعلى نسبة مشاهدة على يوتيوب في أقل عدد من الساعات، فالمشاهد أصبح ينجذب لكل ما هو مستفز، ليس لإعجابه به، بل لانتقاد ذلك العمل وتحليله وإبداء الرأي فيه، خاصة الرأي السلبي، أما على الجانب الآخر يعتبر أصحاب تلك الأعمال أن الانتشار المبالغ فيه حتى وإن كان انتشار سلبي، ما هو إلا نجاح ساحق لأعمالهم.

بعد مرور يومين فقط من طرح فيلم “تيتانيك- النسخة العربية” على موقع “يوتيوب” وتخطيه للمليون ونصف مشاهدة، وهو ما اعتبره صناع الفيلم نجاحًا ساحقًا، ربما إذا بحثت عن أراء الجمهور الذي شاهد العمل فلن تجد إلا انتقادات وسخرية من الأبطال، وندم البعض على مشاهدة الفيلم من الأساس.

في البداية لسنا ضد تقديم أي عمل ساخر، كما أن بطلا الفيلم “شادي سرور وبشرى” بالتأكيد لديهما الموهبة التي تؤهلهما للقيام ببطولة أي من الأعمال، لكن خارج سياق الكوميديًا بلا شك!.

وفي هذا المقال نحاول رصد أهم الملاحظات التي أثيرت حول الفيلم المصنف بأنه عملًا كوميديًا ساخرًا

ثقة في الله نجاح.. على أي أساس؟!

منذ الإعلان عن الفيلم ونشر صور من الكواليس، وهناك حالة من الـ “ثقة في الله نجاح” التي يتبعها الفنان محمد رمضان مع أعماله؛ من أبطال الفيلم بشكل غير مباشر، لكن المقارنة هنا خاطئة، فرمضان بالرغم مما يقدمه سواء اتفقنا أو اختلفنا فلديه جمهور عريض، لذلك يضمن النجاح الكافي لما يقدمه، أما في حالة بشرى وشادي فهنا يجب أن نتساءل: أين جمهورهما؟!، هل عدد مشاهدات فيديوهات شادي سرور أو عدد متابعيه يعتبر مقياسًا للنجاح؟ هل “جمهورية شادي سرور” تعبر عن كل طوائف السوشيال ميديا؟ بالطبع لا، فهناك العديد من الصفحات والأشخاص الذين اكتسبوا شهرة زائفة لمجرد عدد متابعيهم الذي يُقدّر بمليون أو أكثر، أما على أرض الواقع لن تجد سوى جزء بسيط فقط من هذا النجاح المهول الموجود على مواقع التواصل.

اتهامات السرقة

قبل عرض الفيلم توقع خالد مختار مؤسس صفحة “تمت الترجمة” على فيس بوك، أن بعض إيفيهات الفيلم ستكون مأخوذة من الكوميكس الخاصة بالصفحة، وبعد مشاهدته للفيلم أكد أن توقعاته كانت صحيحة وأن هناك إيفيهات مأخوذه منه بالفعل، بجانب اختياره لأحد المهرجانات الشعبية في ألبوم الصور الشهير الذي نشرته الصفحة عن الفيلم، والذي تم استخدامه في فيلم شادي وبشرى أيضًا.

طريقة الحوار.. مثيرة للاشمئزاز!

بمجرد نطق أي من البطلين لأي جملة على اعتبارها “إيفيه”، تجد أنك مضطرًا للاعتراض والانتقاد، فاستخدام اللهجة البورسعيدي من قِبل شادي سرور، جاء بطريقة مفتعلة وغير مبررة، وغير “ظريفة” على الإطلاق.

أما بشرى التي تحاول إظهار نفسها في صورة الفتاة الشعبية “البيئة طحن” وذلك بإبراز حرف “الشين” في كل كلمة تقولها على غرار “شاك” بدلًا من “جاك”، فجاء أداءها أيضًا مفتعلًا بعيدًا كل البعد عن الكوميديا.

الإصرار على الكوميديا

على مدار الـ14 عامًا الماضية، منذ أن بدأت بشرى التمثيل في السيت كوم الشهير “شباب أون لاين”، حاولت تقديم عدد من الأدوار الكوميدية لكنها فشلت بجدارة في إقناع الجمهور بموهبتها في تقديم الكوميديا، وكان أخر تلك الأعمال فيلم جدو حبيبي ومسلسل العملية ميسي؛ إذن فلماذا الإصرار على تقديم الأدوار الكوميدية رغم الفشل فيها؟!
أما شادي سرور حتى وإن كانت فيديوهاته تحقق انتشارًا على السوشيال ميديا إلا أنه بعد مشاهدة الفيلم تأكد الجمهور أن “الاستظراف” هو بطل الفيلم وليس شادي أو بشرى.

الفكرة عكس التنفيذ

الفكرة ككل جاذبة، ويمكن أن يخرج منها عدد لا نهائي من المشاهد الكوميدية والإيفيهات المضحكة إذا تم تنفيذها بشكل سليم وبأداء غير مفتعل وبأبطال مناسبين لأداء الأدوار الكوميدية، كما قدمها مثلًا الفنان أحمد مكي في إحدى حلقات “الكبير أوي”، كذلك فكرة تنفيذ عمل فني يُعرض على الإنترنت فقط فهي فكرة تستحق الإشادة بصُناعها، لكن الفكرة بالشكل المبالغ فيه التي قُدمت به في الفيلم الذي لم يتخط الـ30 دقيقة، تستحق اعتراض الجمهور، خاصة بسبب استخدام كلمة “الكوميديا” بهذا الشكل المبتذل على عمل لا يمت للكوميديا بصِلة.

فيلم تيتانيك بالنسخة العربية الذي يعتبر أول عمل فني لشادي سرور، هل من الممكن أن يكون الأخير في تجربته التمثيلية، ويكتفي فقط فيما بعد بالفيديوهات القصيرة التي يبثها على صفحته كل فترة؟، كذلك بشرى فأيضًا هل يكون هذا الفيلم سببًا في ابتعادها عن الكوميديا للأبد؟!.

نرشح لك: سما جابر تكتب: عن “الظالم” يحيى الفخراني