أحمد فرغلي رضوان يكتب: منشور سياسي من فرق الأندرجراوند!

نحن لسنا مغنيون راب فقط بل سياسيون ..تأتي الجملة السابقة في بداية الفيلم الوثائقي (يلا اندرجراوند )على لسان أحد أبطاله لتحدد طبيعة فكروإتجاهات أبطاله الفنانين المهمشين، فمعظم الفرق الموسيقية التي ظهرت منذ نحو عشر سنوات وبدأت تنتشر في أكثر من دولة عربية وعرف بفرق موسيقى الاندرجراوند اتخذت من السخرية السياسية لأوضاع أوطانها عنوانا كبيرا للفن الذي يقدمونه فكان ذلك المحرك الرئيسي لهم ، وأعتبروه نوع من المقاومة الحديثة والتمرد على الأوضاع السائدة في بلدانهم العربية وبعضهم نجح جماهيريا وفنيا فصعد فوق (الاندجراوند) ولكن الغالبية ظلت تحت كما هي (اندرجراوند)!؟

رغم أن ذروة النشاط الجماهيري لهذه الفرق كان في أحداث الربيع العربي وبدأوا يخروجون من جمهورهم الخاص إلي العامه ، لكن الفيلم يأخذ تاريخ ٢٠٠٩ كنقطة بداية متنقلا بين بيروت والقاهرة وعمان والضفة الغربية ويلقي الضوء على تجردبة زيد حمدان أحد اشهر فناني هذه الموسيقى في لبنان والذي سجن لفترة بسبب غناءه منتقدا الرئيس ميشال سليمان ! وهنا المتابعين للشأن السياسي يعلمون جيدا ان الرئيس الجنرال ميشال سليمان رغم منصبه إلا انه الأقل تأثيرا بين الشخصيات القيادية في لبنان والذين رغم ضلوعهم الكبير في إستمرار الفراغ السياسي في منصب الرئيس منذ نحو أكثر من عامين إلا أنه لم يشير اليهم زيد من قريب أو بعيد، فجنرال لبنان يختلف بكل تأكيد عن جنرالات باقي الدول العربية!

ويأتي الحديث عن فناني مصر، مذكرا ببدايات هذه الفرق عبر موسيقى الروك والتي حينها نالوا هجوم إعلامي وأطلق عليهم (عبدة الشيطان)! وأنهت الدولة التجربة بقضايا ومنع لحفلاتهم ! ويتحدث أحدهم عن هذا الرفض لهم بداية من ملابسهم الى كل شيء قائلا ( الشعور حينها يماثل الهجرة من وطنك ) ويصل فيلم ( يلا اندرجراوند) إلي ميدان التحرير وذروة الأحداث بتنحي مبارك ويعلق أحدهم قبل الثورة (وصلنا إلي مرحلة ننتظر ان يموت هذا الرجل لنرى ماذا سيحدث بعد ذلك ).

هكذا حاول مخرج الفيلم الالماني فريد إسلام توصيل أراء ووجهات نظر هؤلاء الفنانين والتنقل بين المدن العربية مع نغمات فرقها خلال الفترة من 2009 _2013 كانوا فيها مقاومين وناشطين سياسيين أكثر منهم فنانين! ويتذكر أحدهم أحداث الثورة فيقول ( شاهدت الموت وكنت مستعدا له)، الفيلم لم يتعمق فيالتجربة الموسيقية بقدر تعمقه في فكر ومواقف هؤلاء الفنانين وحتى من هم تحت الاحتلال الاسرائيلي يذكر رأيه في الربيع العربي والذي لم يقترب منهم ! فكان أشبه بمنشور سياسي من فيلم توثيقي لحالة هذه الفرق الفنية إلا فيما ندر من قيود مجتمعية عليهم! .

والمتابع الان لموسيقى الاندرجراوند يجد تجربتهم باتت أقل زخما من البدايات ربما لعدم إمتلاكم لمشروع موسيقي واضح ومحدد فبعضهم متواضع فنيا ولا يملك أدوات فنية سوى تقليد شاجي او موسيقى الهيب هوب على سبيل المثال! ولكنهم حاولوا بجدية لعب دور سياسي وأعلنوا ذلك منذ البداية ولكن لا يخفي الكثير منهم إحباطه مما حدث مثل معظم الشباب ويقول أحدهم لأصدقاءه في النهاية (نعمل أغنية عن المستقبل خلال ١٠ سنين أكون عامل حزب وداخل انتخابات).

ونشير هنا إلي إهتمام السينمائيين المصريين بهؤلاء الموسيقين وتحديدا السينما المستقلة وكان من أشهر الاعمال التي تحدثت عن هذه الفرق فيلم ميكرفون لأحمد عبدالله و فيلم حاوي لابراهيم البطوط .

نرشح لك

أحمد فرغلي رضوان يكتب: حسين الإمام.. يكرم نفسه بنفسه!