كريم فرغلي يكتب: (Yalla underground).. حينما تحرر الموسيقى أحلام الشعوب

(السياسيون يسرقون الأحلام والفنانون هم الذين يستردونها) .. ربما كان مضمون تلك الجملة التي ذكرت على لسان أحد ضيوف الفيلم الوثائقي (Yalla underground) هو ما حاول صناعه أن يثبتوه من خلال استعراض إبداعات 16 موسيقيا يقدمون ما يمكن أن نسميه بالموسيقى المستقلة أو الموسيقى البديلة (Alternative music) في 4 مدن عربية هي القاهرة رام الله بيروت عمان، حيث رصد الفيلم ما يعانيه هؤلاء الموسيقيون من قمع وتهميش أثناء وبعد الربيع العربي في الفترة من 2009 حتى 2013.

كريم فرغلي
كريم فرغلي

وقد حاول مخرج ومنتج الفيلم الألماني الأفغاني الأصل فريد إسلام Farid Eslam أن يعكس التغيير الذي طرأ على رؤيته الشخصية عن العرب والتي كانت سلبية تماما بسبب –الهراء الذي نراه في التليفزيونات– على حد تعبيره.

1-17

حيث ألقى الضوء على مشاعر هؤلاء الموسيقيين وأحلامهم وما يواجهونه من صعوبات لتقديم موسيقاهم المختلفة عن السائد شكلا ومضمونا، ويبدو أنه نجح في تحقيق ذلك التأثير بعد تأكيده على أن الجمهور الغربي فوجئ “أن هناك أشخاص متعلمين عصريين و متسامحين في الوطن العربي” وذلك بعدعرض الفيلم في أوروبا.

3-16

وهو ما أكدته المطربة المصرية دنيا مسعود إحدى ضيوف الفيلم قائلة ضمن شريطه المسجل “لا يهمني كثيرا كيف ينظر لنا الغرب، وإذا كان يريد أن يجد له أعداء فهذه مشكلته وليست مشكلتنا.. ما يهمني هو حياتنا هنا”.

4-10

اختيار ضيوف الفيلم جاء متنوعا وموفقا ومتوافقا من حيث نوعية الموسيقى وتقارب الهم لدى الموسيقين العرب، إضافة لحساسية اختيار تفاصيلهم الشخصية المقدمة على الشاشة، ماحقق نوع من الإشباع العاطفي لدى المشاهد ساهم فيه أيضا استعراض نظرتهم الخاصة للفن والحياه والسياسه التي كنت أفضل أن تتقلص المساحة الممنوحة لها حيث أثر استطرادهم في الحديث عنها بالسلب على إيقاع الفيلم خاصة في نصفه الأخير رغم محاولات المخرج الناجحة إلى حد كبير في إحداث التوازن بين التأثير في وجدان المشاهد وعاطفته بالموسيقى والأغاني المتنوعة الموظفة جيدا وبين صلتها بالظرف السياسي الذي خرجت من رحمه بوعي كامل من مبدعيها والمدركين أنهم يناضلون بموسيقاهم المتمرده المحطمة لكل الثوابت كما يقول الرسام الفلسطيني عامر شوقي أحد ضيوف الفيلم ” نحن جيل ليست لديه قداسه تجاه أي شيء .. كل شيء بالنسبة لنا قابل للمساءلة “.

5-13

 

(Yalla underground) فيلم وثائقي يقدم صورة إنسانية لصناع الموسيقى المستقلة في الوطن العربي ومدى ارتباطهم بأوطانهم التي تئن تحت وطأة أحداث سياسية معقدة محاولا إيصال رسالة عالمية أكدها ضمن شريط الفيلم المطرب الفلسطيني شادي زقطان قائلا “سيظل صوت الموسيقى أعلى من صوت الرصاص”.

14171987_10207022278530712_1147458600_n
فريد إسلام مخرج الفيلم