وليد رشاد يكتب: هزموه كما لو كان زملكاوياً

مما لا شك فيه ان مستوى فريق كرة القدم بالنادى الاهلى فى الموسمين الاخيرين لم يكن على ما يرام، وربما الاهلى فى تراجع عن مستواه المعهود منذ رحل “حسن حمدى” وتولى “محمود طاهر” رئاسة مجلس ادارة الاهلى، ففى الموسم الماضى خرج الاهلى خالى الوفاض ولم يفز باى بطولة كروية سوى فى مباراة السوبر الاستعراضية والتى لم يكن له الحق اساساً فى المشاركة فيها، وكما اوضحنا فى مقال سابق فان جماهير الزمالك تعمدت احراج جماهير الاهلى عندما هتفوا قبل المباراة “جايين السوبر ليه .. هو انتوا كسبتوا ايه ؟!”، ومعنى ذلك ان الاهلى خلال الموسم الماضى احرز فقط بطولة يتيمة وغير مستحقة اساساً من اصل خمس بطولات شارك فيها، حيث خسر البطولة الاقوى وهى بطولة الدورى، وخرج مرتين من افريقيا من دورى الابطال فى دور الستة عشر بركلات الترجيح امام المغرب التطوانى وبعدها من الكونفيدرالية فى قبل النهائى بمجموع اللقائين امام اورلاندو بيراتس (3-5)، وخسر نهائى الكأس امام الزمالك (0-2) بهدفى “باسم مرسى”.

وفى الموسم الحالى فاز الاهلى بالدورى ولكن مستواه طوال الموسم كان متذبذباً لدرجة انه خسر 4 مباريات وتعادل فى 7، ولم يفز بالدورى لقوة فريقه فقط، ولكن ايضاً بسبب التخبط الادارى والفنى فى الاندية المنافسة وخصوصاً فريقى الزمالك والاسماعيلى، ووصل بصعوبة لنهائى الكأس ثم خسر امام الزمالك للمرة الثانية على التوالى (1-3)، وخرج من دورى المجموعات فى دورى الابطال الافريقى بهزيمتين وتعادلين وفوز يتيم !!

بل ان الامور وصلت الى حد ان جماهير الاهلى كانت تتابع بشغف مباراة الوداد المغربى واسيك، وتدعو الله ان يفوز اسيك حتى يحتفظ الاهلى ببارقة امل فى الصعود للدور التالى، وكان مشهداً ساخراً ان تجد مشجعى الاهلى يتحمسون لفريق اسيك الايفوارى وهم لا يعرفون اى لاعب بالفريق، بل انهم يتمنون فوز اسيك على الوداد حتى يفوز فريقهم على اسيك (قمة السخرية) ويصل الدور قبل النهائى فى حال الخسارة الثالثة للوداد امام زيسكو الزامبى !!

وكانت الطامة الكبرى هى اقتحام بعض جماهير الاهلى لملعب التدريب فى مدينة نصر وتعديها على بعض لاعبى الفريق وخاصة “حسام غالى”، “عمرو جمال”، “صالح جمعة”، وهنا يجب ان نوضح نقطة فى منتهى الاهمية ان نتائج الاهلى فى العامين الاخيرين قد تبدو عادية مع اى فريق طبيعى، ولكن ما حدث فى السنوات الاخيرة من الانتصارات الكاسحة والمتواصلة للاهلى استغلالاً لغياب المنافسة خلق لدى لاعبى الاهلى وجماهيره حالة من انكار اهم المبادئ الاساسية التى تقوم عليها الرياضة بشكل عام وهى المنافسة وتقبل الهزيمة، لدرجة انتشار كوميكس على شبكات التواصل الاجتماعى بعد خروج الاهلى من دورى الابطال يقول “يا جماعة انا اهلاوى ومش متعود على كده !!!!” واكبر دليل على حالة اسقاط مبدأ المنافسة من قاموس لاعبى الاهلى وجماهيره هى المظهر غير الاخلاقى للاعبى الاهلى بعد مباراة نهائى الكأس وانفعالهم بعد خسارتهم امام الزمالك الغريم التقليدى ثم خروج عدد كبير منهم على النص.

ولا زلت اذكر واقعة تاريخية وهى ان الاهلى فى الموسم الاول للفريق الذهبى الذى كان يقوده المدير الفنى البرتغالى “مانويل جوزيه” فى عام (2004) وجد الطريق مفتوحاً لدرع الدورى فى ظل انهيار المنافسين وخاصة الزمالك، فقررت فجأة الجماهير الاهلاوية ان تنسى درع الدورى والبطولات بشكل عام وتركز على رقم قياسى عجيب وغير ايجابى بالمرة ويدل على انهيار المنافسة، وهو رقم قياسى عن الحصول على الدورى بالفوز فى كل المباريات ذهاباً واياباً دون اى تعادل او هزيمة، ولا يمكن ان انسى حدوتة ذلك المشجع الاهلاوى الذى توفى فى المدرجات اثر ازمة قلبية لمجرد انه شعر باقتراب انتهاء مباراة الاهلى والمصرى بالتعادل فى الدور الثانى لدورى موسم (2004-2005) وكان التعادل الاول للاهلى خلال ذلك الموسم، لهذا الحد وصلت المبالغة ووصل شحن الاعلام المتحيز وغير المحايد للجماهير وتجريدهم من كل المفاهيم الرياضية السوية التى تقوم على احترام الخصوم والمنافسة الشريفة وقبول الفوز والهزيمة، واخيراً نتمنى ان يدرك جمهورالاهلى تلك الحقائق جيداً ولا يقسوا على اللاعبين، ونتمنى ايضاً ان يخرج الفريق من كبوته الاخيرة ويعود منافساً قوياً على كل البطولات المحلية والافريقية باعتباره رافداً اساسياً للمنتخب الكروى المصرى .