محمد فتحي : كيف تحتقر زياطين السوشيال ميديا بدون معلم ؟؟

(1) هل تذكر (العيال) الذين كانوا يتسكعون على النواصي، يضايقون المارة ، ويعاكسون البنات، ويلسعون النسوة في مؤخراتهم بقشر اليوسفندي، ويشوطون الكرة (قاصدين) في غسيل الدور الأول ؟؟ لقد كبروا والحمد لله ، وأصبح لكل منهم أكاونت على فيس بوك وتويتر.
(2) فض الاعتصام على أشده . مشهد مؤسف وفارق في تاريخ مصر التي انقلبت شيعاً بين (حرام عليكم) و (شر لابد منه) و (هما اللي عملوا في نفسهم كده)، يأتي خبر مقتل أسماء البلتاجي برصاصة في الرأس، يبكي كثيرون ابنة السبعة عشر عاماً صاحبة الابتسامة الجميلة، ينقل البعض فيديو للحظاتها الأخيرة وهي تحتضر، والمفاجأة التي لا يريد أحد الالتفات إليها أن الفيديو لا يخصها أصلاً، أما المفاجأة الأخرى فهي التويتة الأولى التي كتبها أحدهم، يؤكد فيها أن البنت لم تقتل، وأن والدها تاجر بدمها على الجزيرة ، وأنها ظهرت في مداخلة على الجزيرة !! ينقلب المأتم إلى انتقادات، وشتيمة، ويسير القطيع في اتجاه أن البنت حية، والمفاجأة أن الخبر أصلاً كاذب، مرت أيام ومعظم الناس (تزيط) فيه، وحتى بعد أن تأكد مقتل البنت، ذهب البعض على السوشيال ميديا إلى (الريتويت) و(الشير) للشائعة التي تؤكد أنها لم تقتل، معتمدين على مداخلة على الجزيرة لم يطلع عليها أو ينشرها أحد . الدرس المستفاد: يجب على المقتول أن يثبت أمام جحافل الزياطين على السوشيال ميديا أنه مقتول.
(3) وزير الدفاع سيترشح للرئاسة ، ياسلام ، خطوة تاريخية لاشك، لكن لابد أن البعض لهم وجهة نظر فيما يتعلق بترويج هذه الخطوة، لاسيما بعد تشبيه الرجل آنذاك بأنه عبد الناصر الجديد. لا تتعجب ، إنها إرادة الله، فمرسي نفسه تم تشبيهه بعمر بن الخطاب شخصياً، ومع ذلك ليس هذا موضوعنا، الموضوع هو تلك الصورة التي يظهر فيها طفل يرتدي ثياباً أشبه بثياب الكشافة ويصافح عبد الناصر، مع التأكيد أنه الطفل عبد الفتاح السيسي. حسناً ، لا هذا هو عبد الفتاح السيسي ولا الصورة تخصه، بل تخص طفل غير معروف من بورسعيد صافح ناصر في إحدى زياراته هناك. لكن هل تعلم : الزياطون نقلوا الصورة كما هي ، دون تأكد ، فرحاً بالطفل الذي يؤدي التحية العسكرية لعبد الناصر هل تعلم أيضاً : مجلة المصور في احتفاليتها بمرور 90 عاماً على إنشائها نشرت الصورة مؤكدة أن الطفل هو … عبد الفتاح السيسي!!! الدرس المستفاد : تستطيع أن تصبح رئيساً للجمهورية لو أديت التحية العسكرية لجمال عبد الناصر، والبركة في السوشيال ميديا.
(4) كنت حاضراً في هذه الواقعة كرئيس تحرير للبرنامج .. خيري رمضان يعلن عن حملة لجمع البطاطين للفقراء في قرى صعيد مصر . عمل خيري في برنامج تليفزيوني يمكنك المشاركة فيه أو الإحجام عنه. الحملة تكبر وتمتد لخارج نطاق مصر حين يطلب عدد من المصريين في الخارج التبرع، ويتفقون مع طائرة خاصة لنقل ما يريدون. النشاط معتاد من الجمعيات الخيرية في مصر ومنها من يطلب الملابس القديمة للمساعدة في الأمر ، لكن الجمارك لها رأي آخر ، حيث طلبت بتطبيق رسوم جمركية على التبرعات !!! نندهش في البرنامج، تتعطل الشحنة، نتحدث للمسئولين على الهواء، يمر يوم ، وآخر ، وثالث، ثم بعد (وجع دماغ) مع (شوية موظفين) ، يفرج عن شحنة البطاطين دون جمارك. يفرح المذيع ويصطحب معه بطانية للبرنامج ويقول : “أخيراً .. بطاطين الإمارات وصلت يا رجالة”. يبدي إعجابه بإحداها ويقول : “حاجة ألاجة خالص” . نخرج جميعاً طالبين من الله أن يتقبل ما تعبنا فيه، لكن السوشيال ميديا لها رأي مختلف. خيري رمضان يشحت على المصريين، يتسول لهم من الإمارات .. فضيحة على الهواء، ثم سيصبح إفيه “حاجة ألاجة خالص” تريند باسم خيري يسخر الكثيرون به من الآخرين!! الدرس المستفاد : إذا لم تتغطى بالبطانية ، فاصنع ما شئت بالمناسبة : يمكن مد الخيط على استقامته ، وهناك وقائع عديدة لمستها بنفسي في البرنامج نفسه، ليس آخرها الحلقة التي هاجمت محافظ المنيا بسبب عدم وجود مياه في إحدى قرى المحافظة ، وخروج الناس لشراء المياه، وعدم تحرك أحد لحل المشكلة ، تيمة الحلقة أصلاً كانت عن (الناس) التي لا تجد من يتحدث عنها أو يحترمها من المسئولين، وتم لفت النظر لهذه القرية التي لا يتحدث عنها أحد في الإعلام ثم دخل أحد المتصلين من مكان آخر ليعلن عدم وجود مياه في قريته، فاستفسر منه المذيع عن سبب عدم وجود المياه وأكد على أنها ليست منطقة عشوائية، مما جعل المذيع يسخر (من الحكومة لا من الشخص) ليقول له : عندك كهربا وعندك بيت وكمان عايز مية نضيفة تشربوها .. بطلوا افترا يا أخي على الإير بيس كنت أقول لخيري : ده احنا شعب لعين على كده .. العيب من عندنا واحنا مش واخدين بالنا ، وكنا نضرب كفاً بكف بعد الحلقة تم قطع هذا الفيديو ليظهر للناس على ان المذيع يسخر من شكوى مواطن، هناك المحترم الذي يعلنها صريحة ويكره المذيع (وش)، وهذا يمكن تفهم وجهة نظره، لكن الزياطين ذهبوا في وصلات سب علني وشتم بذئ مشى فيها نفس القطيع بنفس الأسلوب، لتحدث نفس الخناقة (لا قلم زاد ولا قلم نقص) ، قبل أن يصبح الأمر راسخاً في الأذهان أنها سخرية من شكوى المواطن، وبالتأكيد لن تجد أحداً يشرح ، أو يوضح، ولو وجدت فلن يفهمه أحد لأن (السوفت وير) عند مستخدمي السوشيال ميديا تحتاج لإعادة تصطيب!!

 

(5) المذيعة الآن في مطعم (حبايب السيدة) الشهير، مع زملائها من الصحفيين الشباب ، لم يسأل أحد أين كانت، بل أقبل الجميع على التعليق والسخرية من صورة تجمعها معهم وهي تأكل (الممبار)، ثم اعتبر أحد المواقع الالكترونية في هذا الخبر نصراً عظيماً ليتحدث عن ردود الأفعال حول أكل رولا خرسا للممبار !! رولا أكدت على زملائها ألا يردوا حتى لا ينقص الأجر والثواب، لا من أجل السخرية التي طالتها، لكن لأن نفس المجموعة كانت عائدة للتو (قبل زيارة المطعم) من توزيع بطاطين على الفقراء في تلك المنطقة ، وتعاملوا مع السخرية التي طالتهم على أنها هدية تزيد من ثوابهم، أما الزياطون ، فلا يهمهم سوى الممبار الدرس المستفاد : لا يسخر من الممبار إلامن حرم من أكل المخاصي.
(6) تحب القصص القصيرة ؟؟ حسناً ، لنختصر – صورة قديمة للعبد لله في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2009، طالت فيها ذقني بعض الشئ، يأتي أحدهم لينشرها على موقع تابع لآسفين يا ريس بعد معركة شخصية معه ليؤكد على أنها صورة فلان قبل تمويل يناير !! المفاجأة أن نفس الملابس عندي ونفس هواية إطالة الذقن موجودة، والتمويل لم يأت بعد !!! – زميل من الصحفيين يتحدث عن المهنية في كل شاردة وواردة ، لكنه لا يخجل من أخذ (سكرين شوت) لبوستات زملائه ، المحمية لكونها (للأصدقاء فيط) لينشرها ويسخر منها. الدرس المستفاد: مهنية ماتت وشبعت موت – يسبوك ويشتموك، ويزايدوا عليك، ويخونوك، ويتهموك بأبشع الاتهامات، ويخوضون في عرضك، ثم حين تستخدم حقك في (البلوك) ، يتحدثوا عن ادعائك لحرية الرأي والتعبير بينما أنت تقوم بتبليك من يختلف معك الدرس المستفاد : انت حمار يا حمار ؟؟
(7) الحفلة على مين النهاردة ؟؟ صاحب السؤال هو مستخدم عتيد للسوشيال ميديا، والسؤال موجه لمجموعة من العتاولة سيقصدون شخصاً بعينه للتحفيل عليه ، بمعنى شتيمته والسخرية منه ، وصناعة هاشتاج يدخل عليه كثيرون بثقافة القطيع نفسها ليشاركوا في الحفلة .. هي ليست اللجان الالكترونية المعتادة بالمناسبة، بل مجموعات متناغمة من الأصدقاء أو الزملاء أو أصحاب المصالح المشتركة أو مجموعة شر الطريق المتحدة للسوشيال ميديا. يتم الانتقام من (فلان) أو (علان) ، وتعلن أحياناً مواعيد الحفلة ليشارك الجميع فيها ، أو تعد في الخفاء . يقول صديقي : خلي بالك .. بيحضرولك حاجة. يقول زياط آخر : عندي ملفه من أيام دعمه لأبو الفتوح. يقول ثالث : سنفشخه فشخة رجل واحد !!!!! يقررون التأجيل لاعتبارات تتعلق بمكسب منتظر قد يأتي يتعلق بملف يتقاطع معهم، ولا يلغون الفكرة .. سنحفل عليه يوماً ما ، وسيشارك الجميع معنا .. قبل أن يضحكوا على طريقة الساحرة سونيا في ميكي جيب : نياهااا هااااه .. نياااهااا هاااااه
(8) سؤال أبدي : لماذا يعتقد من يتابعونا أننا يجب أن نكتب ما يريدوه لا ما نريده ؟؟ من أين أتت هذه القناعة ؟؟
(9) الحواديت لا تنتهي . فكرة الزياط نفسها على أي شئ وفي كل مناسبة تستحق الرصد. والعشوائيات امتدت من المباني إلى عشوائيات التفكير ، ووسائل الإعلام التي تنقل عن السوشيال ميديا دون تدقيق، فتشارك في نشر أخبار خاطئة ، أو تحاول إبراء ذمتها بعبارة غير مهنية بالمرة (نشطاء على فيس بوك يتداولون …..)، قبل أن يصل الأمر مساء إلى برامج توك شو تساهم في ترويج الكذب دون أن تدري، وأحياناً مع سبق الإصرار والترصد ، للدرجة التي تجعلك تحتقر الجميع ، بالمعنى الحقيقي والحرفي للاحتقار .. احتقار يدفعك دفعاً لهجر المشهد أو كرهه بكل تفاصيله ، ولاعتبار أن المذيع/ المستخدم/ صاحب الأكاونت ما هو إلا تجسيد للحدوتة القديمة التي تحكي عن الولد الكاذب الذي يدعي الغرق قبل أن يضحك، حتى غرق فعلاً لأن أحداً لم يصدقه وإن كان من توقع لشئ، فخلال فترة لا يمكن الجزم بمقدارها بقدر ما يمكن الجزم بما سيحدث فيها ، ستتحول السوشيال ميديا إلى وسيلة حقيقية للتدمير الكامل، في مجتمع غير مؤهل للسوشيال ميديا!!!!!

 

(10) قال له : بلوك .. ثم ضغط الزناد !!

إقرأ ايضا

محمد فتحي: ريهام سعيد vs ويل ماكفوي.. الزبد في مواجهة ما ينفع الناس!
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا