ياسر أيوب يكتب: إسرائيل التى هزمتنا مرتين

نقلًا عن “المصري اليوم”

لم يكن خطأ إسلام الشهابى، بطل الجودو المصرى، هو رفضه مصافحة اللاعب الإسرائيلى أورى ساسون بعد مباراة الاثنين معاً فى دورة ريو الأوليمبية الحالية التى انتهت بفوز ساسون.. فليس هناك نص فى قانون لعبة الجودو يلزم اللاعبين بمصافحة اليد بعد انتهاء أى مباراة.. هكذا تحدث نيكولاس ميسنر، المتحدث الرسمى باسم الاتحاد الدولى للجودو، الذى اضطر لمواجهة إعلام العالم وشاشاته وصفحاته ومراسليه، مؤكدا أن الاتحاد الدولى للجودو لن يعاقب اللاعب المصرى لأنه رفض مصافحة زميله الإسرائيلى بل لعدم انحناء الشهابى بعد المباراة؛ احتراماً للحكم واللاعب المنافس، وهو ما ينص عليه قانون اللعبة سواء كان اللاعب فائزا أو مهزوما.. ومن أجل هذا اضطر حكم المباراة لإجبار الشهابى على العودة مرة أخرى للصالة ليظهر احترامه للجميع وقانون اللعبة وفلسفتها بعد أن كان الشهابى قد غادر الصالة دون أن يقوم بذلك..

وقال نيكولاس مسنر أيضا إن الاتحاد الدولى سيجتمع بعد انتهاء دورة ريو الأوليمبية لمراجعة سلوك الشهابى واتخاذ قرار مناسب وصحيح.. وهو بالضرورة ليس رأى إسرائيل التى بدأ مسؤولوها الرياضيون وإعلامها المتاجرة بعدائية إسلام الشهابى وعدم احترامه لأى قيم رياضية.. ولهذا قررت بروريا بيجمان، المسؤولة الإعلامية عن بعثة الجودو الإسرائيلية فى ريو، أن تمنع «ساسون» من الكلام والتصريح، مكتفية بالتأكيد على أنها ليست مشكلة اللاعب الإسرائيلى أو إسرائيل كلها إنما هى مشكلة اللاعب المصرى الذى عليه أن يشرح ويفسر هذا السلوك وكل هذه الكراهية واحتقار كل القواعد والمبادئ والأخلاق الرياضية وأمام العالم كله.. وقد كانت الإعلامية الإسرائيلية على حق..

فهى الآن مشكلتنا نحن وليست مشكلة إسرائيل.. فنحن لم نتفق بعد على أى صيغة محددة وواضحة للتعامل الرياضى مع إسرائيل.. لم نتفق مثلاً على أننا سنواجه إسرائيل فى أى بطولة أو دورة رسمية لكننا لن نلعب معهم ودياً أو أى لقاءات غير رسمية.. فالبعثة اللبنانية فى ريو رفضت قرار اللجنة المنظمة لدورة ريو باستخدام أتوبيس واحد مع البعثة الإسرائيلية.. ولم يستطع أحد إجبار اللبنانيين على تغيير موقفهم وقرارهم واستجابت اللجنة المنظمة وباعدت بين اللبنانيين والإسرائيليين.. ولم نتفق فى المقابل على أننا سننسحب ونرفض اللعب إذا اضطرتنا الظروف لمواجهة إسرائيل فى أى بطولة أو دورة رسمية.. مثل لاعبة الجودو السعودية جود فهمى التى اضطرت للانسحاب أمام لوجنتى بطلة موريشيوس لأن الفائزة منهما كانت ستلاقى اللاعبة الإسرائيلية جيلى كوهين.. فنحن دائما نحب أنصاف الطرق وأنصاف الحلول.. نحن نحب طول الوقت أن نخسر كل شىء ولا نعرف كيف ندافع بذكاء عن صورتنا واختياراتنا وقراراتنا..

نحب اللعب أمام إسرائيل بشرط أن نفوز عليها، فإن خسرنا نتذكر وقتها أنها العدو الذى ليس من المفروض اللعب أمامه ومعه.. وليس الحل الآن هو مهاجمة إسلام والسخرية منه أو الدفاع عنه باعتباره مناضلاً ضد إسرائيل.. أو اعتذاراً وتوضيحاً من اللجنة الأوليمبية المصرية.. إنما هو اتفاقنا على سياسة واضحة ودائمة وليست قرارات عشوائية، حسب الظروف والأهواء.

نرشح لك

[ads1]