محمد حمدي سلطان يكتب : 50 سنة حسام حسن

1- اللي جاي.. هنكسب اللى جاى !

ديسمبر 2009 .. الهزائم تتوالى فى الزمالك بشكل غير مسبوق ، فريق الكرة وصل لحال سيئة ربما لم يصل إليها على مدار تاريخه ، الدور الأول يقترب من نهايته والزمالك فى المركز الثالث عشر ! ممدوح عباس يُقيل المدرب الفرنسى هنرى ميشيل والذى رحل غير مأسوفًا عليه ، كان الوضع مأساويًا بامتياز ، جماهير غاضبة ومذهولة ، لاعبون تائهون مستسلمون للهزائم ، ادارة متخبطة وعاجزة عن فعل أى شىء ، والزمالك على حافة الهاوية يكاد أن يسقط فيها ، ثم .. يستيقظ جمهور الزمالك ذات يوم على خبر تعيين حسام حسن مديرًا فنيًا للزمالك لتدب الروح فى الجميع فكان هذا وقت حسام تمامًا ، ولعله كان هذا هو القرار الوحيد الصائب لممدوح عباس طوال إدارته للنادى ، كان حسام فى بداية مسيرته التدريبية وتدريبه للزمالك مغامرة كبيرة ولكن الزمالك وقتها لم يكن بحاجة إلى مدرب بقدر احتياجه إلى من يعيد الروح إلى جسد الفريق المتهاوى ولم يكن فى مصر من هو أقدر من العميد على القيام بتلك المهمة ، وكانت المباراة الأولى تحت قيادته أمام حرس الحدود على ملعب القاهرة ، كان لوجود حسام مفعول السحر فقد بدا واضحًا للجميع أن هناك روحًا جديدة تدب فى أوصال الفريق واللاعبون يقاتلون بشكل لم يحدث منذ زمن ، ولكن حرس الحدود يتقدم بهدفين ويقلص الزمالك الفارق فى الوقت بدل الضائع لتنتهى المباراة بهزيمة أخرى جديدة ، لا أبالغ لو قلت أن اللحظات القليلة التى تلت نهاية هذه المباراة هى من أهم اللحظات فى تاريخ نادى الزمالك وهى السبب الأول فى وضع الزمالك على الطريق الصحيح للعودة إلى مكانته الطبيعية ، فأى مدرب آخر كان سيخرج محبطًا بعد هزيمته فى أول مباراة يقودها وهو من ظنه الجميع منقذًا ليستسلم بعد ذلك لأجواء الإحباط التى تسود النادى ويدخل فى دوامة الهزائم والنتائج السيئة حتى يرحل مثل سابقيه ، ولكنه – ولحسن حظ الزمالك – كان من يقف على الخط فى هذه اللحظة هو حسام حسن ، فعقب إطلاق صافرة النهاية تساقط أغلب اللاعبين على أرضية الملعب يبكون ليدخل العميد إلى أرض الملعب فى مشهد سنيمائى وهو يصرخ فى اللاعبين ويستحثهم على النهوض : هتكسبوا الماتش الجاى – انا قلت كدة – أقسم بالله لو لعبتوا كدة هنكسب – انا راضى – لو لعبتوا كدة هتكسبوا أى حد – لو انتوا حد فيكوا وحش انا ماكنتش دربت – انا مبسوط – انا راضى – هتكسبوا الماتش الجاى ..

وبينما يخرج هو ولاعبوه من أرضية الملعب كانت الجماهير الوفية تهتف فى جنون ( بالروح بالدم هنشجع الزمالك ) لينظر إليهم حسام حسن ويصرخ فى انفعال بالغ ( اللى جاى ، هنكسب اللى جاى ، هنكسب )

وقد كان ..

14011798_651196931722563_1512058021_n

2- العميد .. عودة الروح إلى الجسد !

بعد تعادل سلبى مع الأهلى انطلق قطار العميد وحقق الزمالك 8 انتصارات متتالية وبعد تعادل آخر مع الاسماعيلى أعقبه 3 انتصارات أخرى ، أصبح الزمالك منافسًا بقوة على اللقب وهو من كان فى نهاية الدور الأول فى المركز الثالث عشر وقريبًا من منطقة الهبوط ، ثم يتعادل الأهلى مع المقاولون ويدخل الزمالك مباراة الشرطة التى فى حالة فوزه بها ستشتعل المنافسة على اللقب ويصبح الفارق 5 نقاط فقط ، ولكن كالعادة يتدخل التحكيم فى اللحظات الحاسمة وتحدث فضيحة الحكم توفيق السيد الشهيرة والذى تغاضى عن احتساب أكثر من 3 ركلات جزاء واضحة للزمالك ثم يكمل اتحاد الكرة المهزلة بعقوبات بالجملة ومبالغ بها جدًا على لاعبى الزمالك حتى يتم حسم اللقب فى هدوء للبطل الأوحد وكأن هناك من يستكتر على الزمالك وعلى حسام حسن أن يحققوا هذه المعجزة.

على أى حال ، كان هذا الموسم إنجازًا كبيرًا بكل المقاييس وختمه العميد بتقديم مباراة للتاريخ أمام الاهلى بكامل نجومه الأسطورية بركات وتريكة ومتعب وكان قريبًا من فوز استحقه عن جدارة لولا خطأ ساذج من اللاعب أحمد غانم سلطان فى الوقت القاتل استغله بركات ليحرز هدف التعادل وتنتهى المباراة 3 – 3 وسط فرحة هيستيرية من جماهير الأهلى ونجومه الدوليين الكبار لأنهم لم يخسروا من لاعبين مثل عمرو الصفتى واحمد غانم واحمد جعفر !

كم انت كبير يا عميد ..

unnamed (6)

3- دورى 96

25 يونيو 1996 .. ولا صوت يعلو فوق صوت لقاء القمة ، مصر كلها تنتظر فى شغف لقاء الأهلى والزمالك الذى عندما يحين موعده تتوارى كل الأمور وتصبح فجأة غير ذات أهمية ولا يبقى سوى الكلام عن هذه المباراة ، هذا ما يحدث دائمًا كلما تواجه الفريقان ، ولكن هذه المباراة تحديدًا كانت مواجهة من نوع خاص سواء قبل أن تبدأ او فى أحداثها او ما ترتب عليها من أحداث ، كنت مهووسًا بالزمالك – ولازالت – وكنا نملك وقتها فريقًا غير عاديًا ، فريق الأحلام الملىء بالنجوم مثل اسماعيل يوسف وأيمن منصور وعفت نصار والغندور وأشرف قاسم والجزائرى قاسى سعيد وحازم إمام فى بدايته وأحمد الكاس أحد أهم فلتات الكرة المصرية ومواهبها النادرة ، فريقًا مخيفًا فتح أبواب مدرسة الفن والهندسة على مدار الموسم وقدم أداءً لا يُنسى ، مباريات الزمالك فى هذا الموسم تحديدًا كانت متعة خالصة ، كل المؤشرات كانت تؤكد أن الزمالك هو الأقرب للدورى رغم امتلاك الأهلى أيضا لفريق قوي بقيادة التؤام حسن ، وبالفعل تصدَّر الزمالك المسابقة أغلب فترات الموسم وسبق الأهلى ب 6 نقاط ، ولكن تفرُغ أحمد رفعت وفاروق جعفر مدربو الفريق وقتها لخلافاتهم الدائمة أدى الى تعثر الزمالك وتعادله فى 3 مباريات وهكذا تبخر فارق النقاط الست ودخل الزمالك مباراة الأهلى وهما متساويان فى رصيد النقاط ، أى أنهما سيلعبان على الدورى والفائز سيتوج باللقب بنسبة تتجاوز 90℅ لأنها كانت المباراة قبل الأخيرة ، مباراة قدرى عبد العظيم الشهيرة جدًا ، لم يلعب الزمالك يومها وكان اللاعبون فى حالة عصبية غريبة واستسلموا للتوتر والخوف والتركيز مع الحكم أكثر من المباراة ، بينما الأهلى لاعبوه هادؤون جدًا وواثقون فى أنفسهم ، فكان الهدف الأول لفيليكس ثم أطلق حسام حسن رصاصة الرحمة وقضى على أى أمل فى التعادل بالهدف الثانى الذى أعقبه انسحاب الزمالك احتجاجًا على احتسابه بداعى التسلل رغم أنه هدف صحيح تمامًا ، انتهت المباراة وانتهى كل شىء ، ففريق الأحلام المخيف خسر البطولة ، وخسر من الغريم التقليدى ، وانسحب فى مشهد مخزى ، كان إحساسًا مهينًا ، فلم أحتمل وبكيت ، بكيت لأول مرة بسبب هزيمة للزمالك ، فى هذه اللحظة كنت أكره حسام حسن من كل قلبى فهو من حرمنى من تحقيق هذا الحلم ، وتسبب لى فى لحظات تعاسة لا تُنسى ، وهو من دمر فريق الأحلام الذى لم أحب لاعبين وأتعلق بهم مثلما أحببت نجوم هذا الفريق ، لم أكن أعلم وقتها أننى سأبكى مرة اخرى وبسبب حسام حسن أيضا .. !

unnamed (1)

4- حدث فى بوركينا فاسو !

فبراير 1998 .. منتخب مصر الأول يسافر إلى بوركينا فاسو للمشاركة بكأس الأمم الأفريقية وسط أجواء غير مسبوقة من التشاؤم ، فالمنتخب خسر فى آخر مباراتين وديتين قبل البطولة والجوهرى يصرح بأننا سنحقق المركز الثالث عشر ، بينما كل النقاد والخبراء يهاجمونه بشدة بسبب اختياره لحسام حسن رغم أدائه المتواضع وعدم تسجيله لأى هدف منذ فترة طويلة ، سافر المنتخب والجميع ينتظرون عودته سريعًا ولكنه لم يعد ، إلا بكأس البطولة التى نزل حسام حسن من على سلم الطائرة فى مطار القاهرة وهو يحملها ورئيس الجمهورية فى استقباله والملايين تنتظره فى الشوارع للاحتفال ، سافر حسام إلى بوركينا ( بشعره ) ولكنه تركه هناك الى الأبد وعاد ( بالصلعة ) الشهيرة التى فاجأنا بها وفاجأنا أكثر بمستواه الذى عاد أفضل مما كان ، وكأنه وُلد من جديد فى بوركينا فاسو فقد حقق هناك كل شىء ، أحزر الكأس وتُوج هدافًا للبطولة ورد على كل منتقديه ، ويبدو أن حسام هو انعكاس لشخصية ( شمشون ) الذى كانت قوته فى شعر رأسه بينما العميد قوته فى رأسه الذهبية الصلعاء التى لطالما سجل بها أغلى الأهداف ، فى بوركينا كانت العلامة الأولى التى لم يفهمها الكثيرون ، علامة تقول بوضوح أن من سيراهن على نهاية حسام حسن سيخسر ، حتمًا سيخسر ..

unnamed (3)

5- الانتقال للزمالك

أغسطس 2000 .. كان واضحًا للجميع أن أيام التؤام فى الأهلى أصبحت معدودة ، وبالفعل مع نهاية موسم 1999- 2000 تركهم الأهلى وبطريقة لا تليق بتاريخهم وعطائهم الكبير للنادى ، استبعد الكثيرون وقتها فكرة انتقالهم للزمالك لأنهم مؤكد سيخشون من خسارة جمهور الأهلى وأيضا بسبب عمرهم الكبير حينها ( 34 عام ) رجح أغلب الناس فكرة ذهابهم للإحتراف الخارجى لعام او عامين على الأكثر ثم يعودون ويعلنون اعتزالهم ، وكانت الأمور بالفعل تسير فى هذا الاتجاه وسافروا إلى تركيا ، وفجأة بدأت تتردد أنباء عن انتقالهم للزمالك ، ثم استيقظت مصر ذات يوم على الخبر والذى كان بالفعل خبر الموسم ، حسام وإبراهيم حسن فى الزمالك ، من كان يتخيل ؟ فى أول تدريب للتؤام فى ميت عقبة امتلأت مدرجات حلمى زمورا عن آخرها ، وربما كانت أعداد جماهير الأهلى يومها أكبر من جمهور الزمالك ، لم يصدقوا أن التؤام قد انتقل بالفعل الى غريمهم التقليدى فذهبوا ليشاهدوهم بأعينهم، وربما لم يستطيعوا مقاومة إغراء فكرة مشاهدة حسام وإبراهيم بتيشيرت الزمالك لأول مرة ، فهذه لحظة تحمل من الإثارة ما لم يكن ليخطر على البال .. المهم أن عشاق الرهانات الخاسرة مارسوا هوايتهم المحببة وراهنوا على فشل حسام وعلى نهايته الحتمية هذه المرة ولكنه كعادته بمثابرته وإخلاصه واجتهاده يحقق النجاح دائمًا ، ففاز مع الزمالك ب 14 بطولة فى 4 أعوام وعندما رحل عاد الزمالك لدوامته من جديد ولم يخرج منها إلا بعودته مرة أخرى كمدير فني هذه المرة وليس لاعبًا ..

unnamed

6- كأس مصر 2010

26 مايو 2010 .. لم تمضِ سوى أسابيع قليلة على مباراة 3 – 3 وشاءت الأقدار أن يتواجه الأهلى والزمالك مرة أخرى فى دور ال 16 من مسابقة كأس مصر ، معنويات جماهير الزمالك كانت فى السما بعد الأداء الرائع فى القمة الأخيرة ، كانت الثقة فى العميد شبه مطلقة ، لن يخذلنا حسام حسن ، هكذا كان لسان حال أغلب جماهير الزمالك قبل المباراة التى ذهبت مع صديق لمشاهدتها من الملعب ، يومها كانت دخلة التراس أهلاوى عبارة عن شعار الزمالك بالمقلوب وبجواره علم انجلترا مكتوب فوقه ( نادى المختلط للإنجليز فقط ! ) واشتعلت مدرجات الزمالك بالغضب ، ووسط أجواء المدرجات المشحونة بدأت المباراة وسجل حسين ياسر للزمالك فى أول دقيقة فانفجرت المدرجات فرحًا ، ولكن بمرور الوقت اختفى الزمالك وسيطر الأهلى وسجل 3 اهداف وانتهت المباراة لصالحه 3 – 1 ، وانا لا أنظر لاحد بالملعب سوى حسام حسن والذى خرج من الملعب صامتًا تمامًا ، وانا أنظر إليه ولا أصدق أننا خسرنا مرة أخرى بهذه الطريقة وفى وجود حسام ، بدأت الجماهير فى مغادرة المدرج ، أما انا فظللت جالسًا فى مكانى ثم انهرت دون مقدمات ودخلت فى نوبة بكاء غريبة ، لا أعرف لها سببًا واضحًا حتى اليوم ، هل كنت أبكى بسبب الهزيمة أم بسبب إهانة جماهير الأهلى ، أم أبكى حزنًا على هزيمة حسام حسن بالتحديد ؟ لا أعلم يقينًا ، ما أعلمه أننى كنت أبكى كالطفل ، الطفل الذى بكى بعد مباراة 96 ، مرت 14 عامًا ولا زال يحمل نفس المشاعر، لم يتغير سوى شئ واحد فقط ، فهذا الطفل لم يعد يكره حسام حسن من كل قلبه كما كان ، بل يحبه ، يحبه كما لم يحب لاعبًا او مدربًا من قبل ..

5

7- يوم غرق العَبّارة !

الجمعة 3 فبراير 2006 ، جاء الخبر الحزين صباحًا بغرق العبارة السلام 98 ، أكثر من ألف قتيل غرقوا فى البحر ، كارثة إنسانية بكل المقاييس ، فساد وإهمال وفشل وعجز وتراخى ، كل مساوئ زمن مبارك ظهرت فى هذا الحادث المفجع ، أما مبارك نفسه فلم يظهر يومها إلا فى استاد القاهرة ، ذهب بكل برود ليشاهد مباراة مصر والكونغو الديمقراطية فى دور ال 8 بكأس الأمم ، دماء الضحايا لم تجف ورئيسهم يذهب لمشاهدة مباراة كرة قدم والوقوف على أرواحهم دقيقة حداد !
فى هذا اليوم المشئوم لم تنتهِ فقط رحلة هؤلاء الأبرياء مع الحياة ، فكانت هناك نهاية أخرى لرحلة من نوع خاص ، رحلة ومشوار حسام حسن مع منتخب مصر ، ففى هذا اليوم كان الظهور الأخير للعميد بفانلة منتخب مصر ، ولانه نجم اسطوري استحق نهاية تليق به فسجل هدفه الدولى الأخير فى شباك الكونغو ، ثم رفع يديه ونظر إلى السما وبكى ، كأنه يشكر الله ويشهده أنه لم يقصر لحظة ولم يبخل يومًا بأى حبة عرق من أجل قميص منتخب بلاده ، كان يشعر أنها مباراته الأخيرة وهدفه الأخير، فبكى وأبكى معه الملايين والذين كانوا يبكون بطبيعة الحال على ضحايا العَبّارة ، كانت خسائر مصر فى هذا اليوم فادحة للغاية برغم أنها فازت فى المباراة على الكونغو ولكنها – وكالعادة – خسرت من نفسها ..

unnamed (4)

8- أخطاء العميد

مشكلة حسام حسن أنه إنسان واضح لا يجيد التلون ، ولذلك عندما يخطىء تأتى أخطاؤه واضحة جدًا ، واضحة لدرجة أنك لن تستطيع أن تسميها بأى اسم آخر سوى أنها أخطاء وسقطات وتصرفات غير مقبولة ، بينما حُماة الشرف والفضيلة والأخلاق من يملأون الدنيا صراخًا فى كل مرة مطالبين بإعدام حسام فى ميدان عام فهم يخطئون أيضا ، ويرتكبون العديد من الجرائم الأخلاقية والمهنية ولكنهم يجيدون التخفى والتلون والنفاق واللعب على كل الحبال فيجدون من يحميهم ، لا أدافع عن حسام حسن ولا أبرر له أخطاءه حتى وإن كنت أحبه ، فانا لا أحب أن أراه فى مثل هذه المواقف التى تسىء إليه وإلى تاريخه الكبير الذى أصبحت هذه الأخطاء للأسف جزءً منه لا تستطيع أن تتجاهلها ، أما حُماة الشرف فهم يحبون جدًا أن يخطىء حسام ليُعلقوا له المشانق فهم يكرهونه من أعماق قلوبهم ، ليس لأنه ناجح ومخلص فى عمله ، ولكنهم يكرهونه لأنه ليس مثلهم ووجوده يشعرهم بضآلتهم ، من يتنفسون الأكاذيب ليل نهار سيكونوا حتما كارهين لمن لا يملك شيئًا سوى الصدق مع النفس ..

unnamed (5)

9- رقم تسعة

لم أرَ أحدًا يحب الأهلى مثلما أحبه حسام ، ولم أرَ أحدًا يخلص للزمالك مثلما أخلص له العميد ، والنتيجة أنه خسر أغلب جماهير الأهلى بسبب انتقاله للزمالك وخسر أيضا الكثير من جماهير الزمالك بسبب تصريحاته الأخيرة عن أن انتماءه الأول للأهلى وأنه يحلم بتدريبه يومًا ما ، طوال مشواره بالملاعب لطالما حقق حسام ما كان يبدو مستحيلًا فهل يسعى الآن لتحقيق المستحيل بأن يجمع بين حب جمهورى الأهلى والزمالك ، انا أراه يستحق .. يستحق أن يحترمه ويحبه الجميع ، فطوال مسيرته الحافلة كان طرفًا فى أهم اللحظات فى تاريخ كرة القدم بمصر ، لعب 170 مباراة دولية وأصبح فى عام 2001 عميدًا للاعبى العالم ، أكثر لاعب مصرى سجل بقميص منتخب مصر حتى هذه اللحظة ( 83 هدف ) .. فى نهاية القرن الماضى اختاره الاتحاد الأفريقى لكرة القدم لاعب القرن كأفضل لاعب فى القارة فى الــ 50 عام الأخيرة ، وكان اللاعب المصرى الوحيد فى قائمة ( يورو سبورت ) لأفضل 20 لاعب فى تاريخ قارة أفريقيا ، هو قيمة ورمز كبير جدًا لكنه لم يجد منا سوى التجاهل والإهمال وكأننا سنصنع فى كل يوم حسام حسن جديدًا ، لم يأخذ مكانته التى يستحقها ولو كانت بلدًا آخرًا هى التى تملك لاعبًا مثله لصنعت منه أسطورة يتحاكى عنها العالم ، بالأمس أتم حسام عامه الخمسين فكان احتفال اتحاد الكرة به بأن قام بحجب جائزة أفضل مدرب فى الموسم والتى فاز بها العميد عقابًا على ما فعله فى مباراة المحلة وكأن حسام تحديدًا يجب أن يُحاسب على أخطائه مرة واتنين وتلاتة.

يومًا ما سيعرف الجميع قيمة هذا الرجل وقيمة ما قدمه للرياضة فى مصر وإلى أن يحين هذا اليوم أكتفى بأن أقول له كل 50 سنة وانت طيب يا عميد ..

unnamed (2)

نرشح لك

[ads1]