توقعات ما بعد انتهاء "تشفير" عمرو أديب

سما جابر

(1)

قد يكون انضمام الإعلامي عمرو أديب لقناة ONTV والذي أعلن عنه رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة ظهر اليوم، مفاجأة لدى البعض، لكن في ظل التغير والتطور السريع الذي يلحق بالسوق الإعلامي مؤخرًا، كانت “المفاجأة” متوقعة لدى البعض الأخر من المهتمين والمتخصصين في سوق الميديا، وكانت قناة ONTV بديلًا مطروحًا لبرنامج عمرو أديب الجديد عقب تركه شبكة أوربت بعد 20 عامًا من تقديم برنامجه “القاهرة اليوم” هناك.

(2)

لم يفت من الوقت سوى حوالي 20 يومًا منذ إعلان عمرو أديب عن رحيله من شبكة أوربت، حتى تم الإعلان سريعًا عن انضمامه لـONTV، بالرغم من وجود بعض المعلومات التي أفادت أن أديب قرر بعد تركه لأوربت، الحصول على استراحة طويلة قد تصل لنهاية العام الحالي، بحيث تتزامن عودته مع بداية عام 2017 أو على الأقل استمرار الغياب حتى نهاية إجازة عيد الأضحى، وهو ما لم يتحقق، مما راود بعض المهتمين عدة تساؤلات، أبرزها: هل من الممكن أن يكون التفاوض مع ONTV قد بدأ قبل رحيله من أوربت؟

ملحوظة: ONTV أنهت تعاقدها مع الإعلامي جابر القرموطي بعدما أبلغته بوجود سياسة مالية جديدة لتبرر تخفيض أجره للنصف، ثم تعاقدت مع “أديب” الذي من المؤكد أن أجره لن يساوي نصف أجر القرموطي

نرشح لك: 4 قنوات تفاوض عمرو أديب‎

(3)

خطوة انتقال عمرو أديب من قناة مشفرة كان ينافس من خلالها بقوة باقي إعلاميو القنوات المفتوحة الأخرى حتى ولو بمقاطع فيديو قصيرة يشاهدها الجمهور بعد انتهاء الحلقة مباشرة؛ إلى قناة مفتوحة تُعد من أشهر القنوات الإخبارية في مصر مثل ONTV، بالتأكيد سيُصَعّب المنافسة على بعض مقدمي برامج التوك شو الذين يحتلون صدارة المشاهدة يوميًا، وسيُعيد ترتيب مشاهدة الجمهور للبرامج الليلية، كما سيُصَعّب المنافسة أيضًا على “أديب” الذي سيحاول بالتأكيد الإجتهاد أكثر للحفاظ على تاريخه الإعلامي طوال الـ20 عامًا الماضية.

(4)

إذا تحدثنا عن تأثير انضمام عمرو أديب لقناة ONTV، فسيكون أبرز المتضررين من داخل القناة نفسها هو الإعلامي يوسف الحسيني الذي عاد قبل فترة قصيرة لتقديم برنامجه “السادة المحترمون”، والذي بات الآن بعد رحيل جابر القرموطي عن القناة، وعودة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى لقناة القاهرة والناس، هو المذيع الأبرز اسمًا وأداءً داخل قنوات ONTV، فبالتالي بعد انضمام أديب سيعود “الحسيني” ليصبح المذيع “رقم 2” داخل القناة، وقد يتم ترحيل برنامج الحسيني إلى ميعاد مبكر في حالة إذا تم عرض البرنامجين على نفس القناة، أما إذا عُرض كلا البرنامجين في توقيت متقارب على قناتي  ONTV و ONTV LIVE، فغالبًا اختيار المشاهد سيكون لبرنامج عمرو أديب.

نرشح لك: ⁠⁠⁠بالصور.. أين تم توقيع عقد انضمام عمرو أديب لـONTV؟

(5)

أما من أبرز من سيدخلون دائرة المنافسة، أو بمعنى أدق “أبرز المتضررين”، خارج مجموعة قنوات أون فيأتي في المرتبة الأولى الإعلامي وائل الإبراشي، المصنف وفقًا لعدد من الإحصائيات أن برنامجه هو الأول في نسبة المشاهدة، فكان الإبراشي يغرد منفردًا ولا يوجد منافسًا له تقريبًا، سواء بسبب موعد برنامجه الذي يُعرض في “العاشرة مساءً” ويستمر أحيانًا حتى مطلع الفجر، أو بسبب اختلاف ضيوفه، وترك مساحة كبيرة للمداخلات الهاتفية، أو ما تحتويه حلقاته من بعض المشادات الكلامية بين الضيوف، ولا سيما بعض الانسحابات خلال الحلقات التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة متابعة البرنامج… فالإثارة هي السمة الرئيسية التي ارتبطت بالبرنامج، بينما الإعلامي عمرو أديب فبجانب تشابه بعض مما كان يقدمه في “القاهرة اليوم” مع ما يقدمه الإبراشي، كان أيضًا ظهوره على الشاشة “المشفرة” وتعليقه على أي من الموضوعات التي تشغل الرأي العام، يتحول سريعًا لخبرًا صحفيًا تتداوله كل المواقع الإخبارية ويظل حديث المتابعين لفترة، فما بالك إذا كان هذا الظهور وتلك التعليقات على قناة مفتوحة يشاهدها الملايين؟

(6)

أحمد موسى مقدم برنامج “على مسئوليتي” والمصنف برنامجه ضمن قائمة البرامج الأعلى مشاهدة، سيتقهقر ترتيبه بين برامج التوك شو الليلية أيضًا بعد انضمام عمرو أديب لقناة مفتوحة، فبدلًا من وجود منافسًا وحيدًا له وهو وائل الإبراشي، سيجد منافسًا جديدًا.. فكفة المشاهد سترجح بالتأكيد متابعة عمرو أديب إذا وُضع بين اختيارين لمشاهدة برنامجين في نفس التوقيت تقريبًا.

نرشح لك: موعد ظهور عمرو أديب على ONTV

(7)

قد لا يكون هناك منافسين أخرين يستطيعوا منافسة “أديب” بقوة حتى الآن، فمثلًا زوجته الإعلامية لميس الحديدي لم يكن برنامجها بنفس قوة البرامج السابقة، بجانب أن عدد كبير من حلقات البرنامج مؤخرَا إما مُسجلة، أو إعادة، كذلك الحال مع الإعلامي خيري رمضان الذي سيكتفي بعرض حلقتين أسبوعيًا فقط من برنامجه “ممكن” بدلًا من ثلاثة، بجانب وجود تغيير شامل في محتوى البرنامج، فلا يستطيع بذلك أن يدخل دائرة منافسة البرامج اليومية، أما برنامج “الحياة اليوم” فأسلوب تامر أمين الحاد، أو أسلوب لبنى عسل الهادئ جدًا، لا يرقى لمنافسة أديب.

(8)

بينما برامج بعض الإعلاميين مثل إبراهيم عيسى أو شريف عامر أو أسامة كمال، فنوعية برامجهم لها جمهور ذو تفكير مختلف، أما باقي برامج التوك شو الأخرى فلن تتأثر، بظهور عمرو أديب على ساحة القنوات المفتوحة، فهم ومقدميهم بالطبع ليس لديهم الشعبية أو القدرة التي يمتلكها أقدم مقدمي التوك شو في مصر، عمرو أديب.

وأخيرًا.. انضمام عمرو أديب لقناة ONTV المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة لن يكون أخر المفاجآت–كما قال أبو هشيمة-  في سوق الميديا الذي بات غير مفهومًا مؤخرًا.

نرشح لك

[ads1]