مهرجان المحرس التونسي يرفع شعار "ورشة للإبداع العربي المعاصر"

مدينة المحرس التونسية في محافظة صفاقس أو “محجة الفن التشكيلي في تونس”، والأمر هنا يتعدى كونه لقبا ليكون حقيقة تعرفها هذه المدينة الهادئة منذ ثلاثين عاما.

حقيقة اصطلح على تسميتها بـ “المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس” حيث يتدفّق الفنانون التشكيليون من كل أنحاء الأرض تقريبا إلى هذه المدينة ليضربوا موعدا مع الفن التشكيلي وسائر الفنون على امتداد أسبوع كامل أو أكثر.

ولعلّ اللافت في هذا أن الثورة التونسية وما تلاها من أحداث لم تمنع انتظام المهرجان ولم تمنع حضور الضيوف الأجانب، حيث يشعل المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس شمعته التاسعة والعشرين بحضور أكثر من سبعين فنانا نصفهم من الفنانين الأجانب جاؤوا من مختلف أنحاء العالم للالتفاف حول شعار دورة هذا العام “المحرس: ورشة للإبداع العربي المعاصر”  وسواء تعلق الأمر بالضيوف العرب أو بغيرهم فإن الفنون دائما ما تثبت أنها ذات لغة كونية لا تحدها جنسيات أو لغات.

يأتي شعار هذه الدورة “المحرس: ورشة للإبداع العربي المعاصر” ليضع الدورة في عمقها العربي خصوصا مع تزامنها واِنطلاق احتضان صفاقس لفعاليات  “عاصمة الثقافة العربية 2016″ التي اِنطلقت رسميّا يوم 23 جويلية الماضي كما تحتضن الدورة  بشكل حصري وغير مسبوق في العالم العربي مشاركة الجمعية العالمية للفنون التشكيلية  وهي  العضو المشارك في منظمة اليونسكو  بوفد يترأسه بدري بايكام رئيس الجمعية رفقة كل من اني بورني  وايكو أراس  والسيد محمد حداد ممثلا عن  العالم العربي وانعقد بالمناسبة جلسة عمل بين هذا الوفد والفنانين العرب لمناقشة العلاقة بين الجمعية والعالم العربي تحت شعار  ” الحالة الراهنة والتطلعات” كما وقع حسم موضوع الطرف الذي سيمثل الجمعية العالمية للفنون التشكيلية في تونس خلال الفترة المقبلة.

أحلام مؤجلة لدورة قادمة …

من خلال عملية حسابية بسيطة حول عدد الفنانين الذين زاروا مدينة المحرس طوال الثلاثين عاما التي خلت مع احتساب فناني المحرس يمكن التوصل إلى عدد اللوحات والأعمال الفنية التي تركها كل هؤلاء في مخازن المحرس والتي ترقد الآن في ظروف تخزين بائسة رغم كل محاولات لفت الانتباه التي يقوم بها القائمون على المهرجان لدى الأطراف المعنية ورغم تلقيهم تأكيدا علنيا وقت تولي وزيرة الثقافة السابقة لطيفة لخضر بأن المحرس ستحقق حلمها باِمتلاك القرية الفنية أو الحيّ الفني على أقل تقدير بالإضافة إلى رواق عرض بمواصفات عالمية  فإن كل هذه الوعود قد نُسيت سهوا في الحقيبة الوزارية التي حزمتها لخضر لدى مغادرتها قصر القصبة ليبقى الحال على ما هو عليه مع الوزيرة الحالية سنيا مبارك.

وتجدر الإشارة إلى أن نفس الأمر تقريبا يشمل حديقة المرحوم يوسف الرقيق أو المتحف الفني المفتوح والذي كان إلى فترة قريبة وجهة سياحية قارة يرتادها الأجانب خصوصا للإطلاع على المنحوتات والأعمال الفنية، هذا المتحف يحتاج بدوره إلى وقفة مراجعة للوقوف على المسئولين على تردي حالته بشكل جهري محلي و حتى بشكل مركزي.

eee

www

نرشح لك

[ads1]