محيي الدين أحمد يكتب: 7أشياء تعلمها برما من عمر طاهر

كان لابد أن أذهب إليه في مقهاه المفضل حتى أستطيع أن أقابله، وهو ما يعني خوض رحلة طويلة عبر كوبري 6 أكتوبر، ضبطت نفسي أتمتم “مش آن الآوان يحولوا كوبري أكتوبر لسير إلكتروني متحرك؟ تطلع الكوبري تبطل عربيتك تشرب قهوتك وتبص على الإيميلات والسير يتحرك لوحده، أول ما تيجي نزلتك تدور العربية وتخرج برة السير” قطع أفكاري عسكري مرور يشير للناس بالإسراع بعد تجاوز السيارة المعطلة على جانب الكوبري، للمصريين عادة غريبة في الفرجة على حوادث الطرق والمعطلين على جانبي الطريق، لكن بالتأكيد ليس حل تلك العادة هو تلك الإشارة البديهية التي يعطيها لنا عسكري المرور وهو ينظر إلينا غاضبا.

وصلت فوجدته في مكانه الذي لا يغيره إلا فيما ندر، أسلم عليه بحرارة مبتسما ليباغتني “حلوة الصدفة دي” فأرد عليه وأنا أضع أشيائي على الطاولة “مش صدفة قوي يعني يا برما، مصر كلها عارفة إنك قاعد هنا”، ليرد برما وهو يغلق شاشة “اللابتوب”: “حتى الصدفة لازم يترتبلها كويس، جاي في إيه؟” لأرد عليه “عيد ميلاد عمر”، الميعاد السنوي لكتابة مقال جديد عنك وعنه، يبتسم برما سائلا “والسنة دي الكلام على إيه؟، الدوري راح، والسياسة ممنوعة، والبشر خلقها ضاق” كان يبدو على برما شيء من “الزهق” مازحته قائلا “خلاص.. نسيب المقال فاضي” ليرد برما حتى هذا لن يحميك من أسهم النقاد، ستجد من يفسر الفراغ الأبيض بأنه موالسة للنظام الحالي، لو كنت معارضا بحق لجلعته فراغ أسود، وهكذا لن تصل إلى شيء أبدا، تفهمت ما يقوله فالجميع في حالة استنفار عنيفة، فطلبت منه أن يخبرني بـ 7 أشياء تعلمها من عمر طاهر، ضحك برما “قائلا الشغل في المواقع لحس دماغك، ليه مش 5؟، وليه مش 10؟، وليه نعد لبعض أصلا هو إحنا في بنك؟” نظرت حولي متوجسا ثم همست له لا داعي للكلام عن البنوك، قد يسمعنا أحدهم ويظن أننا نتحدث عن الدولار ونعترض على أداء الحكومة، قاطعني برما “الحكومة برضو؟ هو إنت بقيت منهم”.

تجاوزت الأمر، فأنا أعرف ما يقصده برما تماما، حاولت أن أغير دفة الحديث وسألته عن كمية السكر التي يريدها بعد وصول القهوة الأمريكية على مائدتنا، فرفض أن يضع سكر من الأساس، وعندما عبرت له عن عدم قدرتي على شرب الأشياء بدون سكر، رد باقتضاب “السكر دي موضة وبطلت من زمان” ثم وجدته يكمل “هذه الأيام رفاق الميدان أصبحوا يتنافسون فيما بينهم على رفع سقف التطبيل، لدرجة مزعجة تهدم من رصيد من يطبلون له، تخيل أوركسترا كامل من عازفي الإيقاع بلا عازف كامنجا واحد، شيء مزعج بالتأكيد، أتخيل أحيانا أنهم يطبلون بهذا الشكل الفج من أجل إسراع عملية السقوط، مازلت لا أصدق ما وصلوا إليه؟”، حاولت أن أبحث عن مساحة حوار آمنة تجعل هذا المقال يخرج إلى النور، لكن أظنني أعرف برما جيدا، إذا حدثته عن الموسيقى وسوق الغناء سيدور الحوار دورته وأجده يتحدث عن دور أكبر راس في البلد فيما وصلنا إليه وهو أمر به شيئا من الصحة.

ساد الصمت المكان حتى تكلم برما مرة أخرى “الناس تعبت ومش لاقية تاكل، ما ناكلش؟ ماينفعش لازم ناكل”، بدأت أشعر بأن هذه الجلسة ستنتهي بي وببرما في مكان لا يعلمه أحد، “اهدا بقى يا برما إنت كارتون ماحدش هيعملك حاجة وأنا مش حمل قلمين أصلا، وبعدين يعني يا برما ماحدش بينام من غير عشا، حتى اللي عامل دايت”، لم يبتسم وكأن دعابتي كانت بغير موضعها فتكلم بصوت حزين “الناس بقيت راضية بالهم والهم راضي بيهم والعلاقة بينهم مستقرة”، يبدو أن ما وصل إليه برما أصعب من أن تداويه الكلمات والضحكات، سألته عن الحل خاصة وأن الناس تخاف من أي تحرك يسقط البلد أكثر من ذلك، فرد “لازم تسيب علشان تلاقي”.

فشلت كل محاولاتي للوصول لحوار ضاحك مع برما، فطلبت منه مرة أخرى أن يخبرني بالـ 7 أشياء التي تعلمها من عمر طاهر فرفض، ودعا لي “ربنا يتوب عليك من الخدمة في المواقع” ثم أكمل “اقرا المقال تاني فيه الـ 7 حاجات”.

نرشح لك

[ads1]

محيي الدين أحمد: أنغام الأولى والأخيرة.. أنغام الوحيدة  

هذا ما فعلته C.A.T في عامها الأول

إعلامية مصرية تغير اسمها!!

ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن