‫‏إبراهيم عيسى‬ يكتب‬: يا عزيزي كلهم ‫‏أردوغان‬!

نقلاً عن المقال

نهاجمه يوميًّا في مصر.

في الصحف والبرامج ووسائل التواصل الاجتماعى وتصريحات السياسيين وتحليلات المحللين وصيحات المذيعين، نرمى أردوغان بكل التهم، وكلها صحيحة تمامًا.

هو ديكتاتور يبحث عن سلطة فوق المطلقة، هو يريد أن يصنع من نفسه خليفةً مقدسًا، هو يسيطر على القضاء ويسطو على البرلمان، هو يقتل الصحافة الحرة ويصادر تعددية الرأى والتعبير لصالح الصوت الواحد، بل صوته الواحد والوحيد، هو يرمى بمعارضيه فى السجون، هو يدَّعى امتلاكه الحقيقة الكاملة، هو يزعم أنه الذى يعرف دون غيره من عموم تركيا مصلحة الشعب التركى، هو يظن أن ‫تركيا هو وهو تركيا، كذلك يعتقد ويقول ويعلن ويروج كل لحظة أن العالم كله يتآمر عليه وأن تركيا تتعرَّض لمؤامرة تستهدف وحدتها وقوتها ونجاحها!

حسنًا، كل هذه الاتهامات صحيحة وحقيقية، لكن السؤال: هل نحن فى مصر بممارسات حكامنا وقرارات حكومتنا وتصرفات أجهزتنا الأمنية وسلوك برلماننا أبرياء مما نتهم به أردوغان؟

أرجوكم لا تكونوا كمَن يرى القَذَى فى عين أخيه ولا يرى القشَّة فى عينه.

أرجوكم لا تصبحوا مثل الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.

أردوغان يستحق كل لعناتنا طبعًا وقطعًا.

لكن الدولة المصرية تقلِّده فى ما تفعل وفى ما تطبِّق بل وفى ما تقول.

مشكلة أجهزة الدولة المصرية ومنافقيها وأبواقها ورجالها مع أردوغان ليست لأنه ديكتاتور يذهب بتركيا نحو الاستبداد المطلق، بل مشكلتها معه أنه يكره الدولة المصرية ويعادى ثلاثين يونيو، بدليل أن هناك مستبدين عربًا يملؤون الساحة استبدادًا وظلمًا وعسفًا بالقوانين وبشعوبهم، بينما هم زى العسل على قلب حكومتنا ودولتنا لأنهم أصدقاء للدولة المصرية.

أرجوكم لا تزعموا أو تدَّعوا أنكم ضد أردوغان دفاعًا عن الحرية، فالأهم أن تدافعوا عنها فى مصر.

ولا أنتم ضد أردغان لعصفه بالدستور وسعيه للسلطنة، فالأجدر أن تحترموا أنتم دستور مصر وتتوقفوا عن فرعنة الدولة.

الذين يريدون أن يعطوا دروسًا لأردوغان يشبهون أردوغان نفسه، فهو يفرط فى الحديث عن الديمقراطية وهو مستبد، ويثرثر بالدافع عن الحرية وهو ديكتاتور، ويزعم حماية دولته من الأعداء وهو يطارد أبناء دولته الأحرار ومواطنيها المختلفين المعارضين، ويقتل حرية الإعلام والصحافة.

دعونا نحن نعادى أردوغان، لأننا نعادى الاستبداد.. ونعادى مَن يعادى بلدنا.

أما الخلاف بين محبِّى المستبدين فهو أمر لا علاقة له بالإيمان بحقوق الشعوب ولا احترام الدساتير ولا الالتزام بالديمقراطية.. فكل طرف يسعى لتأليه حاكمه وتنزيه رئيسه وتحصين حكمه وتحسين صورته.

نرشح لك

[ads1]

هذا ما فعلته C.A.T في عامها الأول

إعلامية مصرية تغير اسمها!!

ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن