نسمة سمير تكتب: جحيم فى الهند .. عندما تصبح الكوميديا هى البطل

نسمة سمير
نسمة سمير

منذ الوهلة الأولى ستدرك وجود وجبة دسمة من الكوميديا فى إنتظارك خلال مشاهدتك لفيلم “جحيم فى الهند”، للمخرج معتز التونى وبطولة (محمد إمام)، والمجموعة التى معه ( حسن حسنى-محمد سلام-أحمد فتحى- بيومى فاد-محمد ثروت- مسرح مصر) هى سر نجاح العمل هى من قامت بطهو الوجبة الممتعة، فبطل العمل شاب شرب الفن منذ صغره فى بيت الزعيم وهو محمد إمام فنان موهوب ولكنه لا يملك الكثير من روح الكوميديا وهذا لا ينقص من موهبته شيئا، وربما ذلك ليس عيبا فالعمل الفنى جماعى ولا يعد تقليلا منه أن تصبح الكوميديا هى البطل الأساسى.

واختيار نفس فريق العمل يعد وسيلة ترويجية يستخدمها صناع السينما فى الآونة الآخيرة من أجل استثمار نجاحهم معا، وهذا ما حدث فى فيلم جحيم فى الهند حيث الأبطال هم نفس فريق فيلم (كابتن مصر)، ونجد أن الخلطة المستخدمة فى عجينة ذلك الفيلم ممتازة وهى الإعتماد على مجموعة من الكوميديانات الذين حققوا نجاح كبير فى الفترة الماضية ليظهروا معا بشكل مختلف عن ما اعتدنا عليه معهم.

القصة لم يكن دورها كبير فى هذا العمل، قليلا من الأحداث .. كثيرا من الضحك، فالضحك هنا هو الأهم لأنه ما يحتاجه الجمهور حاليًا فى ظل ضغوط الحياة التى تمارس عليه مؤخرًا، فالحكاية معتادة وتيمة معروفة وهى اختيار خاطىء لأبطال مهمة ما والمفارقات الكوميدية ستكون هى الفيصل فى أحداث الفيلم، وستكتشف تدريجيًا أن الأحداث هى سر الضحك، وبعد قليل يبدأ كل فرد فى الصالة يسأل نفسه ماذا سيفعل عازفى آلات النفخ لتنفيذ المهمة المكلفين بها؟ وما المشاكل التى سيقعون بها بسبب سذاجتهم؟.

الديكور كان موفق فالتصوير فى الهند أعطى مصدقية كبيرة للعمل، كما جاءت السخرية من الأكشن الهندى، ومن التشابه فى الشكل والطريقة بين محمد إمام ووالده الفنان الكبير عادل إمام كانت موظفة جيدا ومادة جيدة للضحك، ويعتبر الفيلم خطوة للأمام لمحمد إمام وكذلك للفنان محمد ثروت الذى يبشر بمولد كوميديان متمكن الفترة المقبلة، كما أن الإضاءة ومؤثرات الصوت والملابس والإكسسوار مناسبين للعمل بشكل كبير.

وظلم العمل الفنانة ياسمين صبرى والتى لمعت مؤخرا فى سماء الدراما التليفزيونية عقب مسلسل طريقى فى رمضان الماضى ومسلسل الأسطورة فى رمضان 2016، فدورها فى الفيلم أقل من المتوقع لها الآن، وكذلك الفنان الجميل بيومى فؤاد لم يكن فى خطه الدرامى جديد يعطيه مساحة لإداء الدور بشكل متميز ولا أعيب على الكوميديان أن يُضع فى نفس القالب فعلى سبيل المثال زينات صدقى كانت دائما العانس التى ترغب فى الزواج ولكن كل دور لها كان مختلف عن الآخر، و طاهر أبو ليلة لم يكن عدم وجوده سيؤثر على العمل لأنه يتم الاعتماد على طريقة كلامه وعاجلا أم آجلا ستستنفذ فرص ظهوره.

و وقع المؤلف فى خطأ آخر وهو تكرار جمل مصطفى خاطر التى عُرف بها فى مسرح مصر فى الفيلم مما جعلها مستهلكة ولا تحث المشاهد على الضحك، كما استرسل فى سرد التخطيط للمهمة 3/4 مدة الفيلم، وحل المشكلة فى الربع الأخير مما يظهرها بصورة توحى بـ”الكروتة” والاستعجال إنهاء الفيلم ربما لو كان هناك مساحة أكبر لها لأعطت صورة أفضل وأقوى.

ولأن الفيلم مصور بالهند الشهيرة بالرقص والغناء كان لابد أن ينتهى برقصة هندية تم مزجها بأغنية مصرية بشكل خفيف الظل، لينتهى الفيلم وأنت مشحون بكمية من البهجة، ويمكننا تصنيفه بأنه فيلم العيد الذى يصلح لجميع أفراد العائلة فتعود منه وأنت راضى عن ثمن التذكرة التى دفعتها مقابل أن تنفض عن روحك الهموم التى تراكمت من مشاكل الحياة والعمل ورسمت بها أيضا ابتسامة صافية على وجهك.

نرشح لك

[ads1]

نسمة سمير تكتب: والله لسه بدري يا موسم الدراما (شخابيط رمضانية – الأخيرة)

تسريب فيلم “جحيم في الهند”

شاهد : هنا الزاهد مطربة في أغنية شهيرة

شارك واختر .. ناوي تدخل فيلم ايه في العيد؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن