محمد المعتصم يكتب: فيلا بجنينة واحدة

نقلًا عن “الوطن”
كانت مشكلة الإخوة الثلاثة فى الإعلان أن الحاج اتقلب وساب لهم فيلا بجنينة واحدة. لا يا شيخ، هى دى أزمة حياتك؟.. أصعب شىء أن تعلن المطاعم الفرنسية فى تليفزيون بلد مش لاقى ياكل، أو تتحدث عن شاليه على البحر بـ400 ألف جنيه بس فى بلد بتقسط تمن التليفزيون اللى بتتفرج عليه.. ده إذا احتفظت بيه أساساً وماكانتش بتشتريه علشان تحرقه مفهوم حرق الأجهزة الكهربائية ظهر مع موجة الغلاء تقوم فيه الأسرة بشراء أجهزة كهربائية بـ10 آلاف جنيه مثلاً بكمبيالات وإيصالات أمانة بالتقيسط على سنتين أو ثلاثة وتقوم ببيعها بخمسة آلاف كاش، أو يطلع أحمد عز يرمى إفيهات على ماجد الكدوانى اللى مش عارف يستمتع بحياة أوروبا وباريس فيقرر عز أن طلبه عنده، وفى التجمع الخامس وشقق ومطاعم وفيلات وبحر.. خايف على آخر رمضان يطلع عز ويحلف: «أقسم بالله ما فيلاتى».

لا أعرف كيف يفكر من يدير الحملات الإعلانية فى مصر، أزمات فى الأسعار، وارتفاع فى كل حاجة إلا البنى آدم نفسه (للأمانة البنى آدم نفسه ارتفع عنده ضغط الدم) ويطلع اللى يتكلم عن فيلا بـ3 جناين هتحل مشكلة الناس المخنوقة من الجنينة الواحدة، وتدى فرصة للى عايز يشوى كفتة ياخد راحته. لا أتخيل المنطق الذى يفكر به البعض وهو يعلن عن منتجات وشقق وفيلات وشاليهات بطريقة استفزازية للناس اللى حطت صوابعها فى الشق من «الغلا والكوا» اللى قطم وسطهم.

الأكثر لفتاً للنظر هو ترتيب بثّ الإعلانات، ففى الوقت الذى يتم فيه حرق دم الناس بمنتجعات كاملة وحياة ملوك ما يحلمش حد بيها، تكتشف إن اللى بعده إعلان للتبرع لمستشفيات السرطان وجمعيات كفالة اليتيم والتبرع بالملابس للفقراء والمحتاجين، وكأنها رسالة إلى المجتمع الذى يعانى من خلل وسع الفارق بين الطبقات لدرجة مخيفة، يبتعد فيه من يملك ومن يحاول الاقتراب ممن يملك من الطبقة الوسطى بنفسه وأسرته لمكان معزول مغلق عليه بأسوار وحراسات وكاميرات بعيداً عن الطبقة التى ما زالت بتحسبها لو اشترت اتنين كيلو سكر زيادة لأن عليهم عرض هتعرف تشترى الزيت، طبعاً هناك فئات ربنا يتولاها برحمته تجاوزت مرحلة الحياة على حد الكفاف، وأخدت الحد اللى بعده.. أسرتان فى غرفة واحدة يتشاركون مع آخرين بنفس التقسيمة فى شقة من 3 غرف بحمام واحد لا يصلح لآدمى ومطبخ واحد، وآخرون لو اختفت من جيب أحدهم 10 جنيه تعمل له أزمة.. تخيل إحساس مواطن شايل بيت وأسرة وحياة صعبة وزحمة أوتوبيس وخوف من مرض يجبره على ذل مستشفيات الحكومة والعلاج اللى بيقطم الضهر وفى الآخر يطلع اللى مشكلته إن أبوه ساب له فيلا بجنينة واحدة.. الله لا يرحمه يا شيخ.

نرشح لك

محمد المعتصم يكتب: مقال شخصي جدًا

شاهد: كيف ضلل إيهاب توفيق وهالة فاخر المشاهدين

دعاء فاروق تكتب: الكماشة رقم (١) في مصر.. قناة الحياة سابقًا

شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا