محمد المعتصم يكتب: مقال شخصى جداً

نقلًا عن “الوطن”

فى مدرسة المؤسسة الابتدائية المشتركة، كان الفصل يضم ٣٠ تلميذاً، كانوا وما زالوا أصدقاء، أضف إليهم صفاً موازياً حمل رقم «أولى تانى» حتى الصف السادس كان يشكل معنا فريقاً رائعاً، طوال المرحلة فى منافسات أوائل الطلبة والدورى المدرسى، وبحكم أن والدى -أطال الله فى عمره- كان وكيلاً للمدرسة ثم مديراً فمديراً للإدارة التعليمية، كنت أعرف جميع تلاميذ المدرسة فضلاً عن زملاء آخرين من ١٣ مدرسة ابتدائية كانت تضمها قريتى.

ومع دخول المرحلة الإعدادية كان عدد فصول أولى إعدادى ارتفع إلى ٢٢ فصلاً، نعم الرقم صحيح فبفضل اختراع دمج الصفين الخامس والسادس وصل الأمر إلى أن فيه زملاء فى فصل أولى اتنين وعشرين، ولاعتبارات تتعلق بأنى كنت أقدم الإذاعة المدرسية فضلاً عن المشاركة فى الإلقاء وأوائل الطلبة وفريق المدرسة كنت -بفضل الله- أعرف الجميع.

ومن الإعدادية إلى الثانوية ومنها إلى الجامعة اتسعت دائرة الأصدقاء بشكل لم أكن أتخيّله، بطبيعتى شخص اجتماعى وأهل صديقى أعتبرهم أهلى أتواصل معهم، وأعرفهم بالاسم.. الصعايدة يعتبرون معرفة الناس عزوة.. وعزوتى تمتد من أقصى الصعيد فى النوبة وأسوان والأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبنى سويف، فضلاً عن أصدقاء عمر بالبحر الأحمر من القصير وسفاجا ومرسى علم.

زاد الأمر بالطبع بعد مرحلة القاهرة التى بدأت أتواصل فيها مع أصدقاء جدد ومعارف فى مناطق لم أتخيلها، اكتشفت مثلاً أن المرحوم عبدالرحمن عبدالراضى تسبب فى فتح بيوت أكثر من ألف شاب ألحقهم بالعمل فى العريش ومن العريش إلى الدلتا ومنهم إلى بناة الإسكندرية الجدد وخد الخط فى إيدك وانت ماشى ناحية السلوم، ولا يمكن نسيان الواحات ولا الفيوم والأصدقاء هناك.

حاولت تذكر منطقة فى مصر كلها لم يكن لى فيها معرفة أو صديق أو جولة فانزعجت بشدة.. نعم انزعجت لأنه على الرغم من دائرة المعارف الكبيرة جداً فى شتى محافظات مصر، لم أجد من بينهم من تلقى اتصالاً هاتفياً من إبسوس.

لم يشارك أى منهم فى البحوث التى تعلنها كل شوية عن الأكثر مشاهدة. لم أجد ضمن ٥ آلاف صديق على صفحتى الشخصية على فيس بوك وآلاف من أتابعهم ويتابعوننى من يكتب أنه تلقى رنة من الشركة، لم أصادف شخصاً ولَم أسمع عن مخلوق من الذين تتخذهم إبسوس عينة بحث وتسألهم: انت بتحب تتفرج على إم بى سى مصر قبل الفطار ولا بعده؟ طيب انت بتتابع رامز علشان انت بتحبه ولا الأسرة اتعودت؟ لم أجد مخلوقاً من الـ٤٠٠ بنى آدم اللى بتكلمهم إبسوس ممثلين عن الـ٩١ مليون، ويرفعوا شركات وقنوات وبرامج ومسلسلات ويحددوا كوتة الإعلانات. ٤٠٠ بنى آدم هم من يحددون كل شىء ويقولك بحث علمى.. يا أخى إبسوس.

نرشح لك

محمد المعتصم يكتب: آفة “السوشيال ميديا” النسيان

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختر.. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن