حسن الحلوجي يكتب: هل مسلسل " ونوس" جدير بالمشاهدة فعلا؟

رغم تعدد المسلسلات في السباق الرمضاني لهذا العام إلا أن هناك مسلسلات قليلة استطاعت تقديم مبررات قوية تجعلها جديرة بالمشاهدة لأسباب تتفرد بها، وتخرجها من دائرة النمطية وتوقع الأحداث، مع اشتمالها عناصر التشويق والصنعة الفنية وجودة الأداء.

ومسلسل ونوس للنجم “يحيى الفخراني” وكتابة “عبد الرحيم كمال” وإخراج “شادي الفخراني” اكتسب منذ الحلقة الأولى عدة سمات تجعله يستحق أولوية المشاهدة إن كنت تريد أن تجمع بين عناصر المتعة والتفكير والتشويق والحبكة الفنية الناجحة، وذلك للأسباب التالية:

التوقع والغموض

يكسر يحيى الفخراني هذا العام حاجز التوقع، لأنه يعود بمسلسل يحاكي الحياة المعاصرة في المدينة، خارجاً عن إطار السياق التاريخي والمجتمع المغترب عن القاهرة كما رأيناه في مسلسلات سابقة مثل “دهشة” و”الخواجة عبد القادر” و”شيخ العرب همام”، فهو في مسلسل “ونوس” يقدم دوراً جديداً غاب عن شبيهه لسنوات، فيعود ليرتدي ملابس أهل المدينة ويعاصر حياتنا الحالية، ومع ذلك الكسر لنمط الأدوار فهو يوقعنا في دائرة من الغموض لأن شخصيته الجديدة في المسلسل يلبسها الإبهام والحيرة في التعرف على هويته، من هو، وكيف يحرك الأحداث ويدفع الشخصيات إليها بطريقة تبتعد عن الواقع بنفس القدر الذي تجعله واقعياً جدا .

الإنسانيات

يقترب الفخراني من الحس الإنساني، لكن بطريقة جيدة تبتعد عن المواقف الإنسانية المألوفة كالحب والكره، الزواج والطلاق، الطمع والرغبة في الثروة، فرغم أن هذه “التيمات” موجودة في المسلسل إلا أنها معالجة بطريقة مبتكرة و إنسانية وذات طابع فلسفي، فهو الذي يحرك المطامع ويغوي النفوس ويزين لها أفعالها،مع تنوع الرغبات كالمال وحب الذات وغواية النساء. والطابع الإنساني في المسلسل عميق ولا يمكن اكتشاف دوافعه من خلال تصرفات نمطية ومألوفة، ولكن من خلال باعث مجهول يدفع المشاهد للتساؤل كل لحظة هن هوية ونوس وكيف يؤثر في الآخرين بتصرفاته المريبة والمدهشة.
الفكرة

رأينا نموذج الغواية في أعمال فنية سابقة مثل “سفير جهنم” ليوسف وهبي أو “موعد مع إبليس” لمحمود المليجي، أو “فاوست” النموذج الأشهر الذي عقد عقداً مع الشيطان ليسخر له الخوارق والتحكم في النفوس، لكن مؤلف ونوس في الحلقات الأولى يجعلنا ندخل في دائرة التوقع، هل “ونوس” هو الشيطان فعلاً، أم أنه جندي من جنوده، وربما تكشف لنا الأحداث القادمة تفاصيل أكثر حول دوافعه للقيام بهذه التصرفات، لكن الفكرة نفسها ومعالجتها العصرية تجعلها جديرة بطرح الأسئلة حول هوية ونوس بدلاً من التوصل لإجابة شافية حول شخصيته كما يحدث مع مسلسلات “تُحرق” أحداثها منذ الحلقات الأولى.
عبد الرحيم كمال

هناك عالم روحي ولغة فريدة يتمتع بهما عبد الرحيم كمال في كتاباته، وهي تتجلى في مسلسل “ونوس” بصورة أكثر قوة لأنه يستخدم مفردات معاصرة تجعل الفكرة وحوار الشخصيات خاليين من التعقيد اللغوي، مع الغرابة في المواقف واحتفاطة باللغة العميقة المليئة بالإشارات في المعاني التي تتكشف دلالاتها للمشاهد بعد تفكير، ويعيها المشاهد الذي لديه قدرة على قراءة ما وراء السطور، والربط بين الأفعال، وتوخي الحذر والريبة في تصرفات الشخصيات إلى أن يدله الحدس مع تطور الأحداث إلى اليقين حول ما يشاهد.
يحيى الفخراني

يحيى الفخراني هو النجم الألمع في ثالوث النجوم الكبار في دراما رمضان هذا العام، فهو المتصدر للقدرة على الابتكار والتجديد في أدواره والأحداث التي يتصدر بطولتها، وفي مرتبة تالية يوجد محمود عبد العزيز، وفي مرتبة ثالثة ومغرقة في النمطية يتواجد عادل إمام، مع تصدر الفخراني موقع الصدارة في”حرفنة” التمثيل، والإمتاع في الأداء، مع عودته للكوميديا في ونوس ليغلب بها كوميديا محمود عبد العزيز-رغم أنها كوميديا هادئة-وكذلك يجتاز بها عادل إمام، رغم أنه يعتمد على نفس المؤلف لأكثر من مسلسل ففعل الفخراني مالم يستطع فعله عادل إمام.

نرشح لك

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختار أي من هذه البرامج أو المسلسلات تتابعها وقت الإفطار؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن