قاعات المحاكم "مظلومة" في دراما رمضان

فاتن الوكيل

 

بالرغم من أننا تعودنا على أن الكثير من المسلسلات المصرية، يتم تفصيلها على النجم ، بدلًا من أن يكون جزءًا يساهم في إنجاح العمل ككل، إلا أن ذلك لا يمنع من أن بعض المشاهد، تظل ساذجة ومتكررة، ولا تضيف إلى رصيد الفنان أو العمل الدرامي.

ومع الحلقات الأولى التي عرضت مع أول أيام شهر رمضان هذا العام، كان لقاعات المحاكم دورًا في بعض المسلسلات، والأغرب أن نهاية المشاهد كانت واحدة تقريبًا، حيث أختتمت بـ”السقفة الحلوة” من الحاضرين في القاعة، وهو ما حدث تحديدًا في مشهدين بمسلسلي “هي ودانشي”، و”مأمون وشركاه”.

القاعة (1) “هي ودافنشي”

في مشهد “عادي”، ظهرت الفنانة ليلى علوي، في دور محامية تترافع عن أحد الشباب، ابن رجل أعمال، متهم بحيازة مخدر الحشيش، حيث ظهرت قاعة المحكمة هادئة في انتظار المرافعة العظيمة من المحامية “كارما”، لتحاول إثبات أن الضابط الذي ألقى القبض عليه، لفق القضية انتقامًا من والده رجل الأعمال، صاحب الخصومة مع الداخلية والنظام.

كرما تنجح في النهاية في إثبات تلفيق الضابط، لينتهي المشهد بتصفيق حاد من الحاضرين في القاعة، واندهاش القاضي ووكيل النيابة والمحامي الذي تعمل في مكتبه، من براعتها، ولكن أي حضور يمكنه أن يصفق لمحامية جلبت البراءة لابن رجل أعمال من تهمة حيازة المخدرات، بخدعة لا تصل لمرحلة العبقرية، إلا إذا كان جميعهم “شغالين عند والده”.

 

قاعة (2) “مأمون وشركاه”

المسلسل الذي يقوم ببطولته الفنان عادل إمام بمشاركة الفنانة لبلبة، يبدو من حلقته الأولى أن جرعة الكوميديا ستكون كبيرة هذا العام، حيث يجسد عادل إمام دور رجل “بخيل”، وبالرغم من إقامته في قصر كبير، إلا أنه يسرق الكهرباء من عمود الإنارة، ويمتنع عن دفع فواتير الكهرباء والمياه، ويتهرب من الضرائب، مما يدفع الجهات الحكومية إلى مقاضاته في المحكمة.

وفي قاعة المحكمة، الهادئة دائمًا على عكس الحقيقة، وكما يُحب صناع الدراما في مصر تصويرها، يقف ثلاثة محاميين، ليشرحوا كيف تهرب مأمون من دفع الفواتير، حتى يأتي دور محامي مأمون، ليقوم بشكل هزلي – مناسب لطبيعة المسلسل -، بالدفاع عن موكله، ويؤكد كيف أنه أعلن إفلاسه منذ فترة طويلة، لكن المشاهد يُفاجئ بتصفيق جميع الحضور، للمرافعة الباهتة والبعيدة عن الكوميديا تمامًا.

 

القاعة (3) الميزان

مشهد مرافعة الفنانة غادة عادل التي تقوم بدور محامية، تترافع عن أحد المتهمين بالقتل بهدف السرقة، بالرغم من أنه أفضل المشاهد بالمقارنة مع باقي المسلسلات، إلى أن الصورة النمطية التي تعتمد على العداء بين المحامي ووكيل النيابة، كانت حاضرة وبقوة، من خلال نظرات غادة عادل المليئة بالتحدي والاستخفاف بوكيل النيابة، واتهامه بانتظام بالتخاذل في البحث عن الحقيقة.

بالرغم من ذلك، نحمد الله على أن المشهد لم ينته بالتصفيق الحار من الحاضرين في الجلسة، حيث انتهى المشهد بأن استطاعت إظهار براءة موكلها، وبإفحام ممثل النيابة.

https://www.youtube.com/watch?v=02XsKBYzMQU
وبما أننا فيما يبدو على موعد مع قاعات المحاكم لمرات مقبلة خلال شهر رمضان، فعلى صناع الأعمال الدرامية أن يعرفوا بأن زمن التصفيق في قاعات المحاكم قد أنهى، وأن محاولة تكرار مشاهد على غرار أفلام مثل “ضد الحكومة”، و”كتيبة الإعدام”، قد تنتهي بالفشل، بالإضافة اإلى أن الحاضرين في المحاكم بالكاد يجدون مكانًا للوقوف لمتابعة تسلسل قضاياهم، ولا يظهرون بهذا الشكل المرتب وكأنهم في قاعة سينما وليس محكمة.

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختار من النجم الأفضل في إعلان فودافون رمضان ٢٠١٦؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن