فهمي عبد الحميد.. الرجل الذي يفتقده جيلنا في رمضان

لانا أحمد

أدخل البهجة إلى قلوب أجيال بكاملها، تعلق بأعماله الكبار والصغار، فصارت جزءا من وجدانهم وثقافتهم، إنه فهمي عبد الحميد الملقب بـ “ملك الفوازير”، والذي لم تعد للفوازير معنى بعد رحيله.

من “عروستي”، و”الخاطبة” لنيللي إلى فوازير شيريهان، وفطوطة، إلى ألف ليلة وليلة التي جمعت عدد كبير من النجوم، وغيرها من البرامج والحكايات، التي أبدع فهمي عبد الحميد، في إخراجها بتلك الصورة، سابقا عصره، مقدما فقرات واستعراضات جديدة من نوعها.

ولد عبد الحميد عام 1939 بحي العباسية بالقاهرة، والتحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وتخرج منها عام 1963، ليعمل بالتليفزيون المصري عام 1964 بقسم الرسوم المتحركة، وتتلمذ علي يد المخرج الكبير “علي مهيب” والذي ساعده في بداية مشواره بتصميم تترات عدد من المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية ومن أشهرها فيلم “الخيط الأبيض”.

دراسة عبد الحميد للفنون الجميلة جعل منه صاحب طريقة مبدعة في رسم استعراضاته وإخراجها بهذا الشكل، فقد عمل على إدخال الرسوم المتحركة بها، بإستضافتهم في كل حلقة، كما في الفوازير التي قدمتها نيللي، “صورة وفزورة”، و”صورة وفزورتين”، و”صورة وثلاث فوازير”.

إشتراكه مع الفنان صلاح جاهين كان له تأثير كبير في أعماله، فقد أخرجا معا فوازير “عروستي” و”الخاطبة” أجمل ما قدمت نيللي من أعمال.

“فطوطة” تلك الشخصية الكوميدية ذات الملابس الخضراء المميزة، والتي قدمها الفنان سمير غانم، ومازالت ذات تأثير كبير، على عدة أجيال، ما كانت لتظهر بهذا الشكل، لولا إخراج فهمي عبد الحميد.

أما “شيريهان” والتي عرفها الجمهور وعشقها من خلال الفوازير، فكانت بداية ظهورها مع فهمي عبد الحميد، عام 1985، عملت معه لمدة 3 سنوات، كانت فيها “الفوازير” أكثر ما ينتظره الجمهور في رمضان.

عشق عبد الحميد فنه وعمله، حتى اخر أيامه، فقد ظل يخرج الفوازير حتى وفاته في 17 يناير 1990، بعد تعرضه لأزمة قلبية أثناء تصوير حلقات “ألف ليلة وليلة” من بطولة مدحت صالح ورغدة ومني عبد الغني.

أغلب المحاولات لصنع فوازير رمضانية لم تلقى النجاح المطلوب، فجاءت أغلبها كتكرار دون روح أو فكر جديد يذكر، فالجيل الذي عاصر فهمي عبد الحميد، لم يجد نفس الشغف الذي كان ينتظر به الفوازير مع الجديدة المقدمة، أما الجيل الحالى قد لا يكون على دراية بالكثير عن مبدع الفوازير الأول، سوى من بعض البرامج والمقالات وذكريات من عاصروه، إلا أنهم بالتأكيد يفتقدون وجود أعمال بإبداع فهمي عبد الحميد.

بنر الابلكيشن