أحمد فتح الله يكتب: خناقات الهواء.. هل يتحمل نتيجتها الإعلام؟

مساء يوم السبت تجمع الناس لمشاهدة حلقة العاشرة مساء المذاع على فضائية دريم، والتي استضاف فيها المذيع وائل الإبراشي، الإعلامي أحمد شوبير، والمعلق الرياضي أحمد الطيب، بصفة عامة كان يتوقع الناس حوارا يخرجون منه بمعلومات لكن ما حدث كان مؤسف حقًا معركة بالأيدي انتهت بقطع البث.

على وسائل التواصل الاجتماعي حقق الفيديو الذي يوثق ما حدث نسبة مشاهدة كبيرة مع اتهامات للإعلام بأنه إعلام غير مهني يعرض مصائب على الهواء!

في الحقيقة أن ما حدث منتشر في العالم كله، وفي أمريكا نفسها الرائدة في مجال الإعلام يتكرر هذا الأمر كثيرًا ويطلقون عليه Trash TV وهنا لا أوجه اللوم لوائل الإبراشي فهو في النهاية مذيع قام بدوره على أكمل وجه وقطع البث في أسرع وقت كما أنه لم يقل لضيوفه هيا اضربوا بعضكم البعض! بل بدا حياديًا جدًا غير راضي عن المستوى الذي وصل له ضيفيه!

بحسب ما نشرته صحيفة اليوم السابع فإن شوبير أصيب بكدمات فى الجانب الأيمن من الوجه عقب اشتباكه بالأيدى مع الطيب كما أن معدي البرنامج تدخلوا لفض الاشتباك، و رئيس تحرير “برنامج شوبير” تدخل أيضًا فى الاشتباك وتعدى على أحمد الطيب خلال “الخناقة”.

أمن قناة دريم تدخل أيضا لفض الاشتباك الذى تواصل عقب الفاصل. الأزمة في مصر أن الأمر انتهى بكل هذا العنف، ضرب مبرح وصل لإصابات، لماذا كل هذا العنف والحقد؟ المشكلة هنا لا تتعلق بالإعلام المصري، رغم أنه يعاني من مشاكل عدة سبق وتحدثت عنها في مقالاتي على موقع إعلام. أورج، لكن ما حدث في العاشرة مساء لا يتعلق بأزمات الإعلام بقدر ما يعبر عن غياب ثقافة الحوار عن الشارع المصري، الناس أصبحت لا تجيد الحديث باللسان ويفضلون عنه حديث الأيدي، ولو استخدموا اللسان وقت الغضب يستخدمونه فقط في الشتائم والإهانات.

من وجهة نظري فإن من يتحمل نتيجة ما حدث هو نظام التعليم في مصر الذي يشجع فقط على الحفظ والتلقين وليس على الحوار واحترام كل الأفكار، يكفي أن هناك إجابة نموذجية واحدة يتعلمها الطلاب لسؤال شهير يبدأ بجملة “اكتب رأيك في كذا كذا”! بعض المصريين وصلوا لدرجة صداقة مع العنف، يعتبرونه الحل الوحيد للحصول على حقوقهم، وهذه كارثة حقيقية يجب الانتباه لها، نريد أن نتعلم جميعًا ان اختلاف الآراء نعمة وليس نقمة، وأن من حق كل الناس أن تعبر عن أفكارها ما دام يتم ذلك بشكل سلمي ودون تحرض أو كراهية.

نحتاج جميًعا لأن نتعلم من جديد أن حوار الإيدي يحدث فقط في الغابات حيث يعيش الوحوش والحيوانات وليس في بلاد محترمة يعيشر فيها ناس.. توقفوا عن استخدام ثقافة الحديث بالأيدي وعودوا بشرًا مرة أخرى.

إقرأ للكاتب

أحمد فتح الله يكتب: من المستفيد من شراء أبو هشيمة لقناة ONTV؟ 

أحمد فتح الله يكتب: نقابة الصحفيين تحتاج لثورة؟

بنر الابلكيشن