محمد سلطان محمود يكتُب: 7 نقاط عن هيبتا – المحاضرة الأخيرة

على عكس الصورة الرائجة عن الفيلم، هيبتا ليس فيلم سطحي ، كما أنه ليس غارق في الرومانسية والنظرات والهمسات، بإختصار هو غير موجه للمراهقين كما يحاول البعض وضعه في ذلك الإطار.

(1)

نستطيع أن نقول بعد مرور 5 أيام على عرض فيلم هيبتا أننا أمام حدث مميز وإستثنائي يواجه شباك التذاكر،وهو الإقبال على جميع حفلات العرض لفيلم غير كوميدي أو تجاري.

صناع الفيلم لم يعتمدوا على حملات دعاية مكثفة ولا أذكر أنني رأيت إعلان الفيلم في فواصل أحد القنوات التليفزيونية، فقط رأيت إعلان الفيلم عبر يوتيوب وصفحة الفيلم على موقع فيسبوك قبل أيام قليلة من عرضه.

الإعلان وأفيشات الفيلم كانوا متداولين بكثافة على مواقع التواصل الإجتماعى وسط تعليقات تنبيء بالترقب لعرض الفيلم، فيديو أغنية الفيلم حقق 4 ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب خلال 4 ايام من طرحه.

هيبتا

(2)

قبل أن نتحدث عن الفيلم يجب أن نتحدث عن الأجواء المحيطة بالفيلم، دور العرض بها 4 أفلام منافسة، فيلم “حسن وبقلظ” من بطولة كريم فهمى و علي ربيع و إنتاج أحمد السبكي، والجميع يدرك أن وجود فيلم للسبكي بدور العرض يعني أن المنافسة محسومة لصالحه ، فما بالك مع إمتلاكه لنجمين لهم قاعدة جماهيرية كبيرة تشمل الأطفال والمراهقين والكبار، بخلاف ذلك يوجد فيلمان يحملان لافتة “للكبار فقط” هما “قبل زحمة الصيف” و “اللي اختشوا ماتوا”، و أخيرًا فيلم رامز جلال و ساره سلامة “كنغر حبنا”، و بالرغم من كل ذلك الإقبال كان على “هيبتا” منذ الحفلات الأولى، قاعات ممتلئة و طوابير إنتظار لا تنتهي ودور عرض تضطر إلي فتح قاعات إضافية لتغطية الإقبال “غير المتوقع” على مشاهدة الفيلم.

(3)

صاحب الإقبال على هيبتا حملة من الإنتقادات غير المبررة للفيلم على مواقع التواصل الإجتماعي،وذلك بسبب أن القاعات تمتليء بجمهور من المراهقين،وهي حقيقة لا يمكن إغفالها، لكن منذ متى كان وجود المراهقين بقاعات السينما شيء يسيء إلى الفيلم؟

جيلنا الذي عاصر تحول السينما عام 1997 مع عرض فيلم “إسماعيلية رايح جاى” ومن بعده في السنوات التالية أفلام “صعيدي في الجامعة الأمريكية” و”عبود على الحدود” كان جيل المراهقين الذي كبر وأصبح ينتقد جمهور هيبتا، ومع ذلك لا اتذكر قيام أحد بإنتقاد إقبال جيلنا المراهق على أفلام “شورت وفانلة وكاب” و “تيتانيك”، حينها كان التوصيف للممثلين وليس الجمهور حينما أطلق النقاد على تلك الأفلام “سينما شبابية”، لكن لا أذكر قيام أحدهم بوصف الجمهور بالمراهقين كما لو كانت المراهقة شيء مهين.

كنت أتمني أن أري حملات إنتقاد إستهداف المراهقين من خلال  أفلام العنف والمهرجانات والرقص الهيستيري والأسلحة البيضاء، كان يجب تصدي حماة الفن السابع للأفلام التي أفسدت ألاف المراهقين بالفعل.

MAGED

(4)

لنتحدث عن الفيلم نفسه  دون الخوض في تفاصيل أحداثه نظرًا لحداثة عرضه، “هيبتا” هي رواية لمحمد صادق تم تحويلها إلى فيلم بواسطة السيناريست وائل حمدى والمخرج هادى الباجوري وثلاث شركات إنتاج لم تبخل على العمل لكي يظهر بذلك الشكل الرائع.

أحداث الفيلم نراها من خلال شخصية الدكتور شكري الذي يقوم بإلقاء محاضرة للجمهور في إحدى الجامعات بعنوان “هيبتا”، يتحدث فيها عن الحب،و يقسم الحب إلى 7 مراحل مشيرًا إلي أن رقم 7 في اللغة اليونانية هو هيبتا.

يستخدم شكري 4 شخصيات هم شادى،كريم،رامي ويوسف كنماذج للحب في أعمار مختلفة ينطبق عليهم كافة المراحل التي يحكي عنها للحاضرين.

شادي أحب مروة، وكريم أحب دينا، رامي أحب علا،اما يوسف فأحب رؤى، قصصهم مختلفة وطريقة حبهم لبعض لا تتشابه لكنهم جميعًا مروا بمراحل مختلفة من الحب.

طريقة تناول القصص جاءت مميزة فهي لم تختذل الحب في الكلمات المعسولة والهمسات والورود، بل أخذت نظرة أشمل عن الطباع الشخصية وكيفية التأقلم مع الإختلافات وتفادى المشاكل أوالفشل في تفاديها أحيانُا، الفيلم يتحدث عن الحب في المطلق، عن العلاقات الإنسانية بمميزاتها و عيوبها، وعن تأثير العوامل المحيطة كالأشخاص وظروف الحياة على مصائر أبطال القصص الأربعة.

نرشح لك: ١٠ كوميكس تؤكد الجدل حول فيلم “هيبتا” 

(5)

الفيلم يتميز بسيناريو مُحكم وحوار ساحر لوائل حمدى في ثاني أعماله السينمائية بعد فيلم ميكانو عام 2009، الفيلم مأخوذ عن رواية محمد صادق التي حققت مبيعات هائلة منذ طرحها عام 2013، و إستطاع وائل حمدى أن يدخل على الرواية عدة إضافات أبرزها تغيير اسامي شخصيات الابطال، تعديلات حمدى أسعدت محمد صادق وهو ما دفعه إلي كتابة رأيه في السيناريو والإشادة بالتعديلات التي أجراها وائل حمدي علي روايته.

أما هادى الباجوري فاستطاع أن يمزج أداء الممثلين ليخرج أفضل ما لديهم طوال أحداث الفيلم،ومثلما كانت القصص مختلفة،كانت طريقة أداء أبطال كل قصة تختلف عن الباقين.

سيناريو وائل حمدى ورؤية المخرج هادى الباجوري جعلا لكل قصة من القصص الأربعة إيقاع أحداث مختلف عن القصص الأخري وطبيعة صورة وأماكن مختلفة.

أداء الممثلين أكثر من رائع، و إختيار الثنائيات كان موفق، لا أستطيع تخيل قيام دينا الشربيني بدور ياسمين رئيس و العكس صحيح، الجميع تحركوا ضمن منظومة واحدة ليخرج العمل بصورته النهائية.

أعتقد ان جوائز التمثيل عن عام 2016 محجوزة بالكامل لأبطال العمل ليتنافسوا في الحصول عليها سواء في الأدوار الرئيسية أو جوائز الأدوار المساعدة.

هيبتا1

(6)

أن تري فيلم لا يحمل أى قدر من الكوميديا أو أغاني المهرجانات أو المشاهد الساخنة متصدر لشباك التذاكر و قاعات ممتلئة عن أخرها في الحفلات الصباحية بعيدًا عن أى موسم عرض سينمائي و قبل أيام قليلة من بداية إمتحانات نهاية العام الدراسي هي رسالة إلي كل صناع السينما أن يطلقوا العنان لأحلامهم، وكما قال ماجد الكدواني عن سحر الرقم 7، فسحر الفن السابع لا ينتهي طالما يوجد من يستطيع تجديده.

(7)

على عكس الإنطباعات السائدة عن الفيلم على مواقع التواصل الإجتماعي، هيبتا ليس فيلم سطحي ، كما أنه ليس غارق في الرومانسية والنظرات والهمسات،ولا تحتاج إلي وجود شخص تحبه إلي جوارك في قاعة العرض لكي تشاهدا الفيلم سويًا، بإختصار هو فيلم للجميع وغير موجه للمراهقين كما يحاول البعض وضعه في ذلك الإطار، هيبتا فيلم لمحبي السينما، والجمهور الذي رأيته داخل قاعة العرض إحترم الفيلم منذ اللحظة الأولي لظهور تتر البداية، وإلتزم الجميع الصمت،إحترام قاعة العرض شيء يفرضه العمل علي المشاهد، وإحترام المشاهد شيء يفرضه نجاح هيبتا على كل صناع الأفلام القادمة.

Malik

 

اقرأ أيضًا:

١٠ كوميكس تؤكد الجدل حول فيلم “هيبتا”

في ذكراه الأولى.. حكاية الزائر الوفي لمقبرة الأبنودي

تعرف على المشجعة الحسناء في مدرجات الأهلى

تعرف على “اللاعبين المطربين” في إعلان فودافون “الأهلاوي”

خِصم جديد لمرتضى منصور

مفاجأت جديدة في قضية قتيل الرحاب

اتهام هيفاء وهبي بإهانة الحجاب

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا