محمد فوزي سعيد يكتب : ٤٥ يوماً في قناة الأجداد

إذا تلقيت مكالمة هاتفية تخبرك بوجود فرصة عمل ستكون سعيدا حتى لو كانت غير مناسبة لكنها ستشعرك بوجود تحركات وعروض في الحياة العملية بشكل كبير …

أما إذا تلقيت مكالمة تبلغك بوجود فرصة عمل في مكان مرعب تتحدث عنه الأساطير في كل مكان هذا يجعلك تشعر بالتوتر …

لقد حدث لي هذا بالفعل عندما تلقيت مكالمة تخبرني بوجود فرصة عمل في قناة ( الأجداد) ووسط ذهولي دققت في الاسم وكررته وضحك صديقي وأكد أنه لا داعي للقلق فالوضع مختلف… أنهيت المكالمة وفكرت كثيرا ومن داخلي أرفض وبشدة ووجدت الاتصالات مستمرة ووجدت أن هناك فريق عمل كبير من كبرى القنوات المصرية سيكون في القناة وجاء موعد اللقاء المرتقب وذهبت وأنا أريد أن أشاهد هذه القناة الأسطورة.

دخلت المبنى مع أصدقائي الجدد وبدأت أتأمل المكان بدقة ووجدته مثل أي مكان يسير بدقة وهدوء… وجدته ممتلئ بالعاملين والفنيين من أصحاب الخبرة في مجال الإعلام .

وبدأ الاجتماع مع النجم المثير للجدل وجدته شخص هادئ ورزين يحتفظ بمظهره الريفي إلى حد كبير ويفخر بهذا ، وجدت شخص آخر مختلف عن ذلك الذي يظهر أمام الكاميرا وكأن الكاميرا هي التي تحول شخصيته الغريبة وبدأت أستمع منه لمعلومات دقيقة عن الإعلام ووجدته يتعامل بإنسانية مع الموظفين وبدأت أسمع عن حبه لهم والحفاظ عليهم جميعا وعدم المساس بهم بأي حال من الأحوال مهما مرت القناة بظروف ووجدتهم يحبونه بالفعل.

عدة اجتماعات قررت بعدها ألا أقبل العرض خوفا من المجهول إلا أن الأصدقاء الجدد طمأنوني كثيرا… وحدثت ظروف أخرى اضطرتني أن أقرر قبول العمل وأن أكون في الفريق الجديد … بعدها أصبحت عندما أقابل أحد الأصدقاء ويسألني عن مكان عملي وأخبره بالاسم يضحك وكأنها نكتة بالفعل اسم القناة يضع على كاهل العامل فيها عبء ما حسب سمعتها لا يد له فيه ..

بدأت التواجد في العمل وسط شعور بالقلق وكان الجميع يتحدث عن اختلاف الأوضاع وأن القناة تشهد عصرا جديدا وبالرغم من وجود فرق عمل كثيرة بعضها رحب بنا والبعض الآخر لم يرحب كأي قناة فضائية إلا اننا مارسنا عملنا ووجدنا أن صاحب القناة يهتم بالآخرين وبالأوضاع الإنسانية ويخدم الجميع.. وجدناه شخص رزين تارة وغريب الأطوار تارة أخرى إلا أنه يفكر ويتصرف بعقلية تخاطب فقط المشاهدين البسطاء ويعلم جيدا أنهم يسمعوه ويصدقوه .

أما المذيعة الشهيرة في القناة وواجهتها فكانت شخصية متواضعة وخجولة تتعامل مع الجميع في ود وهدوء ودائما لا تحب الظهور كثيرا.

واستمر الوضع مستقرا لنحو أقل من شهر بعدها أصيب صاحب القناة بوعكة صحية ومرت أيام أخرى وعلمنا أنه تماثل للشفاء وسيعود قريبا وعاد …

وبعد كلمة عاد كانت العواصف … خرج كعادته ليعلن وجود أزمة مالية طاحنة ستصيب القناة بالشلل التام وبدأت مع أصحابي الجدد نعيش لحظات القلق بينما يسير العاملون القدامى بهدوء وبشكل طبيعي واستوقفت أحدهم وسألته فضحك وقال ( الإعلان ده طبيعي ولما تسمعه تعرف إن القناة ماشية في الاتجاه السليم !!!! ).

ضحكت وعلمت أنهم دائما ما يواجهون ذلك وبدأت أتعامل بأسلوب الأمر الواقع وجاء القرار بتخفيض نسبة العاملين والأجور والغريب أن هذه النسبة كانت في فريق العمل الجديد الذي أنتمي له وليس القديم الذي يبقي عليه صاحب القناة بشدة ويحافظ عليه بكل ود وقوة … ورحلنا عن القناة بعد 45 يوما وفكرتي عن الشخص والقناة جديدة وأصبح عدد كبير من العاملين أصدقائي.

وللأمانة أقول أنه يعطي كل ذي حق حقه فقبضت مرتبي على الفترة التي عملت بها في القناة … صحيح قبضته بالتقسيط على 5 أشهر وبتخفيض إلا أنه قد وصلني … وأصبحت القناة بالنسبة لي ذكرى غريبة ومثيرة في حياتي المهنية.

اقـرأ أيـضـًا:

محمد فوزي سعيد يكتب: صفات الإعلام السبع !

محمد فوزي سعيد يكتب: إنتبه السبوبة ترجع إلى الخلف !!!

محمد فوزي سعيد يكتب : عندما رن الموبايل في جنازة أمي

محمد فوزي سعيد يكتب : كله ولا حتة منه

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا