رائد عزاز يكتب: سمينا و عدينا و إيد المولى ساعدتنا!

نقلاً عن جريدة المقال

عندما مرت تسديدة رمضان من بين غابة السيقان لتسكن المرمي بأمان ، و حين منع القائم القذيفة النيجيرية المدوية من الدخول إلى الشباك المصرية ، أيقنت أننا سنفوز بتلك المباراة المصيرية و نتأهل لبطولة الأمم الأفريقية بعد غيبة دامت ثلاث دورات متتالية. عقب صفارة الحكم النهائية تذكرت كلمات أغنية شهر زاد الوطنية التي تلخص أحداث تلك الموقعة الكروية و تعبر كذلك عن فرحتنا الهيستيرية : (سمينا و عدينا و إيد المولي ساعدتنا … شقينا طريق النصر و رجعنا أبتسامة مصر).

منتخبنا الوطني لعب بطريقة حذرة قامت علي تكثيف التكتل الدفاعي أمام منطقة الجزاء بأكبر عدد ممكن من اللاعبين ، مع شن غارات أمامية خاطفة أعتمدت علي سرعة الجناحين اللذين نحجا في خلق عديد من فرص التهديف خلال الشوط الأول لم يتم أستثمارها بالشكل الأمثل نتيجة الرعونة أو التسرع . بداية النصف الثاني من عمر اللقاء شهدت زيادة التحفظ بمنع ظهيري الجنب من التقدم فضلا عن إنضمام عنصري خط الوسط – النني و إبراهيم صلاح- للحائط الخلفي ، فقلت نسبة المبادرة الهجومية و صرنا نكتفي فقط بالتمرير العرضي الذي منحنا أفضلية رقمية في نسبة الأستحواذ لكن دون خطورة حقيقية علي مرمي المنافس. التعادل السلبي هو النتيجة العادلة المنطقية لهذه المواجهة التاريخية ، لكن مشيئة الإرادة الألهية أستجابت لدعاء الجماهير الوفية و منحتنا هدفا علي سبيل الهدية جاء بطريقة عشوائية تخلو من أي ملامح فنية أو جمل تكتيكية.

أبرز المشاهدات و الملاحظات :

أولا : صورة المدرجات الممتلئة عن أخرها كانت رائعة مبهرة ، في ظل ألتزام الجميع بالتشجيع الحماسي الإيجابي النظيف الذي سيدفع الجهات المسؤولة لتكرار التجربة خلال قادم المواعيد . المظهر الحضاري المشرف الذي رأيناه داخل جنبات ستاد برج العرب يؤكد أن أفراد الجمهور العادي أكثر أهمية و وطنية من كل أعضاء روابط الألتراس الذين يرفضون حضور مباريات المنتخب القومي بأعتبارها شئ ثانوي لا يستحق المساندة أو حتي المتابعة!.

ثانيا : كثير من الأصوات و الأقلام أنتقدت بضراوة خطة المدير الفني هيكتور كوبر و أتهمته بالجبن و الإفلاس الكروي!. الحقيقة أن الرجل تعامل بواقعية شديدة مع إمكانات عناصر فريقه و لعب بطريقة أمنه تضمن له تحقيق النتيجة المطلوبة بغض النظر عن حلاوة الإداء التي لم تكن لتشفع له لو خسر بطاقة الصعود. الحذر الدفاعي في مثل هذه المواقف يكون أفضل بكثير من التهور في فتح الخطوط و الإندفاع للأمام دون حساب لسرعات و قدرات الخصوم .

ثالثا : نجم اللقاء الأول هو أحمد حجازي الذي لعب بروح قتالية عالية و أدي واجباته بدقة متناهية ، لذلك أدعو مجددا المعلق أجمد الطيب لإعادة النظر في تقييمه المجحف لهذا النجم الكبير. غريس الليلة هو الواعد رمضان صبحي صاحب الإنطلاقات المميزة و اللمسات الساحرة التي مكنت صلاح من أحراز هدف التعادل خلال المواجهة الأولي قبل أن يقوم (رمضونا) نفسه بتسديد كرة الفوز في موقعة العودة..المصلحة العليا تقتضي أحترافه فورا.

رابعا : مازلنا نفتقد وجود ضابط إيقاع بحجم أبو تريكة الذي كان يصنع الألعاب و يرجح كفتنا وقت الصعاب… عبد الله السعيد يبذل جهدا ملموسا لكنه يعاني من مشكلة عدم ثبات المستوي علي مدار التسعين دقيقة ، حسام غالي يبالغ بشدة في أستعراض مهاراته و حركاته أما حمودي فقد خرج و لم يعد. الخليفة المنتظر هو محمد إبراهيم الذي يمتلك كل المقومات و المفردات المطلوبة للمهمة لكنه يحتاج إلي تأهيل نفسي و بدني مكثف.

خامسا : معظم المواهب الموجودة ضمن تشكيلة منتخب الفراعنة الحالي تم أكتشافها بواسطة ضياء السيد الذي تولي قيادتها بإقتدار خلال مونديال الشباب في كولومبيا عام 2011 . أتمني أن يكون لهذا المدرب الخبير دور داخل الجهاز الفني خلال المرحلة القادمة خصوصا أن جميع هؤلاء اللاعبين مازال يرتبط معه بعلاقة وثيقة و يحرص علي أستشارته في كثير من الأمور رغم سفره الدائم للخارج بحكم عمله كمدير فني للإتحاد الإماراتي .

كلمة أخيرة للشعب المصري : ياريت نشجع بلدنا في كل حاجة ، مش في الكورة و بس!.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك اضغط هنا

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز يكتب: التعادل نعمة و اللي يكرهها يعمى!

رائد عزاز يكتب: ست الحبايب يا حبيبة!

رائد عزاز يكتب: فوق يا طيب واتكسف على دمك!

رائد عزاز يكتب: أنا بكره إسرائيل!

رائد عزاز يكتب: أبو تريكة كمان وكمان!

رائد عزاز يكتب: الزمالك الذي لايحبه أبناءه!

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا