ياسر أيوب يكتب: وداعاً عم رشاد

الموت هو قضاء الله سبحانه وتعالى.. الله وحده يحدد لكل إنسان موعدا لانصرافه وغيابه.. وكان قضاء الله أن يموت عم رشاد شرف قبل يومين فقط.. مات من كان أقدم أعضاء النادى الأهلى الأحياء قبل رحيله.. مات عاشق الأهلى بعد أن بلغ السابعة بعد المائة من عمره.. مات صاحب البطاقة رقم 9 فى كشوف عضوية النادى الكبير والعريق.. ومنذ الثلاثينيات وعم رشاد فى النادى الأهلى عضوا عاملا وموظفا ومسؤولا أيضا.. منذ سنين طويلة جدا كان مسؤولا عن النشاط الرياضى فى الأهلى ثم مسؤولا عن مكتبة النادى التى أصبحت فيما بعد القاعة الخاصة باجتماعات مجلس إدارته.. وحتى بعد جريان العمر وانحناء الظهر.. بقى عم رشاد يذهب للأهلى كل صباح حاملا صحفه اليومية وصندوق ذكرياته وحكاياته حتى حان موعد الرحيل والغياب للأبد.. ورغم الإيمان بالقضاء والقدر والتسليم بهما.. إلا أن غياب عم رشاد فى مثل هذا التوقيت بالتحديد أصبح درسا له الكثير من المعانى والدلالات.. فهو غياب بمثابة احتجاج حزين على من يريدون الآن أو يحاولون تقسيم الأهلى لمعسكر للأنصار وآخر للأعداء.. احتجاج على من بدأوا التمرد على وصية عمر بك لطفى، مؤسس النادى الأهلى، بأن الأهلى فوق جميع أبنائه ومصلحة الأهلى تسبق أى مصلحة شخصية.. ومن أجل زيادة مساحة الأهلى تنازل مؤسس الأهلى راضيا وطائعا عن منصب الرئاسة وسلمه لمن سيضيف إلى الأهلى..

غياب عم رشاد أصبح كأنه رسالة احتجاج على كل من يسيئون للأهلى، سواء كانوا ضد أو مع مجلس الإدارة.. من يدوسون بأقدام مطامعهم الثقيلة فوق تاريخ طويل يفيض بالحب والانتماء والعطاء والتضحية والبناء.. غياب أصبح رسالة تنبيه للجميع بأن الأهلى أكبر من الجميع وأبقى أيضا.. فعم رشاد فى الأهلى منذ أن كان التتش هو الذى يدير النشاط الرياضى.. وتعلم منه معنى الأهلى وقيمته.. وعاصر عم رشاد كل الكبار الذين تقاسموا رئاسة الأهلى وإدارته.. جعفر والى باشا وأحمد حسنين باشا وأحمد عبود باشا وصلاح الدين دسوقى والدكتور إبراهيم الوكيل والفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى وعبده صالح الوحش وصالح سليم وحسن حمدى.. ومع كل هؤلاء كان العمالقة والنجوم الكبار، سواء فى كرة القدم أو كل الألعاب التى شهدت بطولات الأهلى وانتصاراته.. ثمانون عاما قضاها عم رشاد داخل النادى الأهلى شاهدا على أن هذا النادى الكبير ليس ملكا لأى أحد وليس صنيعة أى أحد.. ثمانون عاما قضاها عم رشاد داخل النادى الأهلى شاهدا على سنوات الانتصار والانكسار، ورغم ذلك لم يشهد عم رشاد ما شاهده فى أيامه الأخيرة قبل رحيله.. الذين لن يترددوا فى هدم الأهلى إن كانت قيادته لغيرهم.. والذين يتخيلون أنهم الذين يبنون الأهلى.. والذين يهينون رموز الأهلى الكبار أو مجلس إدارة النادى الكبير من أجل مصالح شخصية وخاصة.. هؤلاء تركهم عم رشاد وترك لهم ناديا خاصا بهم ليس هو الأهلى الذى عاش فيه عم رشاد كل العمر وحكاياته وذكرياته.

نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”

اقرأ أيضًا:

حفل توزيع جوائز ACA حصريًا على النهار سينما

ميمي جمال لنجوى فؤاد: كفاية عمليات تجميل

ماما في الميديا

رسالة طوني خليفة لمرتضى منصور

يوسف فوزي يبكي على الهواء

سألنا 20 إعلامياً: ماما اسمها ايه؟

سادية الملكة أحلام

إلهام شاهين ترد على اتهامات غادة إبراهيم

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا