كيرلس عبد الملاك يكتب: الزند والنبي المجهول

سقط المستشار أحمد الزند في شِباك سكت عن أن يزيلها أو يواجهها طوال فترة جلوسه على سدة العدل المصرية وهي شِباك ازدراء الأديان التي وضعوا لها قوة الله القدير فصارت تكفر، وتسجن، تثور، وتعزل بل أقول إن الله يشفق على الإنسان أكثر من هذا القانون الأحمق فيصبر على الإنسان ويعفو، هذا هو حال مصر المحتقن الذي عيّنوا فيه مبادئ دينية ترتقي على الحق والعدل لم يشرعها الله جل جلاله لكن شرعتها العصبية والقبلية المسيطرة على أحشاء الوطن المدعومة من بلاد نعرفها جميعاً تحقن المجتمعات الفقيرة بشرورها في تغافل قارس من المسؤولين.

لم يستجيب مجلس الوزراء للمطالبات بعزل وزير العدل بعد اتهامه بالفساد وإهدار المال العام لكنه استجاب للحملة الشعواء المؤيدة لقانون ازدراء الأديان، مما يؤكد أننا في مجتمع يتنفس التشدد الديني كما يتنفس الهواء، وقيادات تستجيب لحالة السعار الديني لكنها تتجاهل أصوات المظلومين، فبمراجعة ما قاله الوزير السابق نجد أنه لم يحدد نبي بعينه فقد قال “إنشا الله يكون نبي”، في رده على سؤال: “تسجن صحفيين؟”، لكنني لم أجد واحداً من المعترضين لم يأخذ الجملة على المحمل الإسلامي فانتشر القول على أنه “هحبس النبي” في إشارة إلى نبي الإسلام، وهذا دليلاً على أن الازدراء يسري في دماء المصريين بصيغة إسلامية، فمن جهة اليهود والمسيحيين الأنبياء غير معصومين من الخطأ لأنهم أدوات في أيدي الله وليسوا آلهة.

تفهمت إلى حد كبير مطالبة آيات عرابي الإعلامية الإخوانية بمحاكمة الزند وتعديها لفظياً على البابا تواضروس الذي لا أعلم ما دخله في ذلك الموضوع، هذا هو حال أبناء جماعة الإخوان المسلمين منذ ولدوا في مصر يحملون الأقباط مسؤولية أي شئ يرونه ضد الدين باعتبارهم كفار رغم أن الدول الكافرة كلها في تقدم وازدهار، لكنني من جهة أخرى لم أتفهم موقف حمدين صباحي الرجل الليبرالي الثوري في مطالبته بمحاكمة الزند على زلة لسانه تجاه النبي المجهول، إنه بموقفه هذا يؤيد قانون ازدراء الأديان إذن فمن الذي ينبغي أن يعارضه؟!

ومع ذلك، من العدل أن يُسجن وزير العدل السابق بتهمة ازدراء الأديان أو قل تدقيقاً “ازدراء الإسلام” لكي يتذوق مرارة الظلم الذي وقع على الكثيرين في الفترة الماضية آخرهم أربعة من الأطفال البسطاء، وهو صامت عن أن يُعمل العدل الذي لن يتحقق إلا بالحرية والكرامة الإنسانية، فالإقالة أو الاعتذار ليست العقوبة المقررة في ذلك القانون المتطرف، عليكم أن تدللوا على أن قوانينكم الدينية عادلة وإلا فإنكم تزدرون الأديان أيضاً بعدم تحقيق العدل.

أرى أن تهمة ازدراء الأديان دائرة تجز أعناق المصريين واحداً تلو الآخر، فلا يظن أحد أنه بمنأى عن هذا السلاح الغاشم مهما وصل من المنصب أو السلطان، سيأتي على المسؤولين يوم يندمون فيه على عدم اتخاذهم موقفاً واضحاً صريحاً تجاه قانون ازدراء الإنسان، أقصد “ازدراء الأديان”، فإن لم تستيقظوا حتماً ستسقطون.

اقـرأ أيـضـًا:

كيرلس عبد الملاك يكتب: نصائح للتخلص من إدمان “Facebook” 

كيرلس عبد الملاك يكتب: كي تتوقف انتهاكات الشرطة‎

كيرلس عبد الملاك يكتب : إفلاس تعويذة محمد سعد‎

كيرلس عبد الملاك يكتب: الشهرة على طريقة إسلام جاويش

كيرلس عبد الملاك يكتب: يناير.. الثورة الساذجة

كيرلس عبد الملاك يكتب: المسيحيون الدواعش

كيرلس عبد الملاك يكتب: الأقباط وإسلام بحيري!

كيرلس عبد الملاك يكتب: ماذا يقدم التليفزيون المصري للأقباط في أعيادهم؟ 

كيرلس عبد الملاك يكتب : الإعلام القبطي يسقط في مستنقع السياسة

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا