هشام المياني يكتب: السيسي مش زعلان من الشباب.. بس ممكن يتقبض عليهم بالخطأ!

نقلاً عن جريدة المقال

– كيف يريد القائمون على مقاليد البلاد إقناعنا بأن ضبط إسلام جاويش كان خطأ بينما بيان الداخلية تحدث عن إذن نيابة واتهامات محددة له؟

– هل الرسالة المطلوبة أن يفكر كل من يوجه نقدا للدولة في احتمالية القبض عليه بالصدفة؟

-كيف أظهرت مكالمة الرئيس لعمرو أديب مكنون الغضب الكامن في قلبه وعقله من تصرفات الشباب؟

نعيش الآن حالة من الفانتازيا الحكومية الشديدة، فانتازيا تخطت كل الحدود وتجاوزت أي معقول أو منطق.

شاب يتم القبض عليه وتصدر وزارة الداخيلة بيانا رسميا وحيدا عن القصة تقول فيه: إنه تنفيذاً لقرار النيابة تم ضبط إسلام نعيم إبراهيم محمد جاويش مسئول الرسوم الجرافيك بوكالة شبكة أخبار مصر الكائنة في مدينة نصر وتم ضبط وحدتي معالجة مركزية محملة على الأقراص الصلبة الخاصة بها أخبار الشبكة المشار إليها ، و راوتر لتوزيع الإنترنت .

ووفقا لبيان الداخلية الرسمي أيضا: فقد تبين أن إسلام جاويش نفسه يدير موقعا خاصا به على شبكة المعلومات الدولية دون ترخيص بالمخالفة لقانون تنظيم الاتصالات ودون الحصول على تراخيص من هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، ومخالفة قانون حماية حقوق الملكية الفكرية لاستخدام برامج حاسب آلي مقلدة ، وأنه تحرر عن الواقعة المحضر اللازم وعرض المتهم والمضبوطات على النيابة.

هذا هو بيان وزارة الداخلية التي ألقت القبض على إسلام جاويش بالقطع تنفيذا لتوجيهات الدولة، البيان سرد اتهامات محددة ومفصلة موجهة لجاويش ولذا تم القبض عليه وتنفيذا لقرار النيابة.

إذن حينما يخرج إسلام في اليوم التالي للقبض عليه بعد أن تكون الدنيا انقلبت رأسا على عقب وأصبح السائد والمؤكد أن عملية القبض عليه تمت بسبب رسوماته التي تصل إلى الشباب كالبرق بينما تفشل الدولة باعتراف رئيسها في التواصل مع الشباب، ثم يقول لنا غن القبض عليه كان خطأ وانه ليس المقصود فهذا عرض كوميدي غير مضحك بالمرة.

أي خطأ هذا وأي صدفة تلك التي تجعل أجهزة الأمن بالصدفة تلقي القبض على واحد من أشهر رسامي الكاريكاتير الذي يخاطب عقول ووجدان الشباب عبر مواقع التواصل وبشكل لحظي؟

ثم أي صدفة هذه وأي خطأ يجعل أجهزة الأمن التي تتعامل كخبيرة في كل شيء بهذا البلد يختلط عليها الأمر بين صاحب وكالة الأخبار وبين إسلام الذي يعمل بها؟

وهل إذن النيابة الذي تحدث عنه بيان الداخلية لم يكن مدون فيه اسم صاحب الوكالة الأصلي؟

ثم ما معني أن يتضمن بيان الداخلية إقرار بأنه تم القض على إسلام عن قصد وذلك بأن سرد البيان اتهامات موجهة له شخصيا وهي أنه يدير موقعا خاصا به على شبكة الانترنت والمقصود هنا صفحة الورقة على فيسبوك ويستخدم برامج حاسب آلي مقلدة؟

ألم تكن تعلم الداخلية وأجهزة الدولة مجتمعة أنه حينما تم كتابة هذا البيان فإنهم يقصدون إسلام جاويش؟

بل أن سبب صدور البيان كان محاولة لقطع الجدل الذي ثار حول أن القبض على إسلام بسبب غضب الرئيس من رسوماته فما كان من البيان إلا أن زاد الطين بللا.

ثم أن يأتي رئيس الجمهورية في مداخلة هاتفية مع برنامج القاهرة اليوم الليلة الماضية ويذكر جاويش بالاسم رغم أن الإعلامي عمرو أديب في سؤاله لم يذكره فهذا يدل على أن الرئيس مهتم شخصيا بقصة جاويش، بل لا أكون مهولا إن قلت إنه عرضت عليه رسومات له وقرأها الرئيس جيدا، ومن ثم فمن المستحيل مطلقا قبول مسألة الصدفة في هذه القصة.

وعن كون إسلام نفسه خرج وقال إنه يس المقصود فهذا ما قبل له فعلا في النيابة ولكن عملية القض مقصود بها رسوماته وإن كانت ليست في حد ذاتها بل في معناها والرسالة المرادة من وراء عملية القبض هو أن يفكر كل من يفعل مثل إسلام سواء بالكتابة أو الرسم في احتمال القبض عليه بالخطأ أو بالصدفة.

وبعد كل هذا يقول الرئيس ويعترف بأن النظام والدولة فشلوا في إيجاد وسيلة للتواصل مع الشباب، فكيف نقتنع بمثل هذا الكلام عن محاولة حقيقة للدولة في التواصل مع الشباب وكل المؤشرات تشير إلى محاولة إسكات هذا الشباب وعدم احترام عقله ومنطقه؟

بعد كل هذا يقول الرئيس إن الشباب أولاده وأنه لا يغضب من أولاده أبدا، وهو محق فهو لا يغضب من أولاده الحقيقيين بينما مجمل مكالمته أظهرت غضبا شديدا كامن في نفسه من الشباب وتصرفاتهم وأحكامهم على الأشياء التي قال عنها إنها أحكام ينقصها الكثير من الحقائق، بينما تناسى الرئيس أن الدولة هي التي تتعمد إخفاء الحقائق وحتى حينما تكون هناك حقيقة واضحة كالشمس تحاول إخفائها ببدائل كوميدية وغير منطقية.

وبقي أن نؤكد للرئيس أن شباب مصر ليسوا أولادك، وأولادك هم من أنجبتهم فعلا يا سيادة الرئيس، بينما شباب مصر مواطنين ضمن مجموع الشعب الذي يريد أن يعرف الحقائق ويريد مكاشفة ومصارحة، وليس كلاما طيبا بينما كل أفعال أجهزة الدولة تضرب بهذا الكلام الطيب عرض الحائط.

اقـرأ أيـضـًا:

هشام المياني يكتب: تجديد النفاق السياسي

هشام المياني يحقق: هل كان “هيكل” وراء القبض على “صلاح دياب”؟

 هشام المياني يكتب: لا عودة للوراء يا ريس لأننا في الوراء أصلا 

 هشام المياني يكتب: هيا بنا نكتب دستورا سيء النية! 

هشام المياني يكتب: ذهب محلب وجاء إسماعيل ولاشيء تغير!

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا