يسري فودة .. طيب الله أوقاته
هايدي إبراهيم
“طيبّ الله أوقاتكم”.. مقدمة أشتهر بها الإعلامي “يسري فودة ” الذى لقب بأكثر من أسم منها “فارس الإعلام العربي”، و” مذيع الثورة”، و”صوت الثورة الفصيح” وزادت شهرته بين المصريين خلال الأيام الثمانية عشر لثورة 25 يناير حتى أنه تم رسمه بالجرافيتى على أحد جدران شارع محمد محمود بجانب صور أبرز وجوه الثورة.
.
ولد بمنشية جنزور التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، حصل على درجة الماجستير في الصحافة التلفزيونية بكلية الإعلام جامعة القاهرة ، وعمل مدرسًا بها، وفي عام 1993 حصل على منحة من المجلس الثقافي البريطاني لدراسة الدكتوراة، وخلال فترة دراسته انطلق فى العمل الإعلامى من خلال انضمامه إلى تليفزيون الـBBC عام 1994م، وعمل فى البداية مراسل عربي متجول، ثم مذيع في البرامج الإخبارية، وبعد ذلك انتقل إلى وكالة أسوشييتد برس حيث شارك في إنشاء قسم الشرق الأوسط، وفى عام 1996 انتقل للعمل كمراسل لقناة الجزيرة لشئون المملكة المتحدة وغرب أوروبا، كما شارك في إنشاء مكتب الجزيرة بلندن وعمل كنائب المدير التنفيذي به.
بداية عام 1998 اتجه إلى إعداد وتقديم البرامج التليفزيونية وفى فبراير من نفس العام بدأ فى تسجيل أولى حلقات برنامج “سري للغاية” الذى سبب شهرة واسعة إليه على مستوى العالم العربي، و”سري للغاية” برنامج توثيقي استقصائي تحليلي يتتبع القضايا المحاطة بالكتمان والتستر في محاولة للكشف عنها، معتمداً على الأدلة المادية من الوثائق والسجلات والمقابلات وشهود العيان وتحليلات الخبراء والمرافقين وصانعي الأحداث، ومن أبرز القضايا التي غطاها كانت “قضية اغتيال الموساد لعالم الذرة المصري يحيى المشد و”طائرة البطوطي” التى مات بها أكثر من 20 طيار حربي تم تدريبهم فى أمريكا و حلقة “الحقيقة وراء 11 سبتمبر”، وعند عرض هذه الحلقة طلبت المخابرات الأمريكية من حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير خارجية قطر والمشرف على القناه إقناع “فودة” بالتعاون مع الأجهزة الأمريكية لمعرفة أماكن بعض من ضيوف هذه الحلقة والوسيط الذي رتب اللقاء، لكنه رفض، وإلى الأن مازال البرنامج يحقق أرقام مشاهدة عالية على اليوتيوب وقد حصلت أولى حلقات هذا البرنامج على الجائزة الفضية لمهرجان القاهرة للإنتاج الإذاعي والتلفزيونى للعام نفسه، وحصل مجمل حلقاته على جائزة الإبداع المتميز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2000م، ثم استقال من القناة عام 2009م بسبب التغير الذى طرأ على سياسة القناه اتجاه دول بعينها علاوة على التدخل المباشر من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في القناه.
وخلال عام 2009 بدأ “فودة” فى تقديم برنامج “أخر كلام” على قناه “on tv” وكان أسبوعى فى البداية ومع ثورة يناير 2011، وتبنى القناه للثورة وارتباط المشاهدين بصوت “فودة” وانتظارهم لمقدماته وتحليلاته للأحداث زادت عدد أيام إذاعته لأربعة أيام فى الأسبوع، و ظل في ذلك البرنامج معبرًا عن الثورة ومطالبها لا يتحدث إلا عنها، وأغلب استضافته كانت لشبابها ليعتبر منبرًا مسموعا لهم، وكانت هذه الحلقات تسجل أعلى مشاهدة على اليوتيوب خاصة الحلقة التي استضاف فيها رئيس الوزراء الأسبق، أحمد شفيق، وتقدم بعدها باستقالته من منصبه بعد مشادة مع الكاتب علاء الأسواني الذى كان الضيف الآخر، وحلقة “السباعي أحمد السباعى” كبير الأطباء الشرعيين في قضية خالد سعيد.
شاهد أخر مقدمة لبرنامج “أخر كلام”
من 2011 إلى منتصف هذا العام توقف برنامجه أكثر من مرة لأسباب عديدة كان أغلبها تعرضه لضغوط من عدة جهات إلى أن أعلن “فودة” يوم 25 سبتمبر 2014 توقف عرض برنامجه نهائياً وقال خلال مقدمة هذه الحلقة “رمى حجراً و أمعن ثم ولّى، و لم يترك دليلاً أو محلا، و عاذ بما تبقى من حياءِ، و شكّل يومه ثم استقلا، أموت، أموت، لكن لست أحني على كتف الزمان الرأس ذُلا”.. وأضاف: “لأن الموت لوّن كل شيئٍ، و ألقى بين أعظمنا عروقهْ، لأن اللون في دمنا ضبابٌ، لأنا نحن أخطأنا طريقهْ، لأن العمر يأتي عند يومِ و يعلن بين أيدينا مروقهْ، أرد إلى العيون شعاع أمسي، و ألقي في حُميّاها بريقهْ، و من جسدي النحيل أشد جسراً لكل العابرين إلى الحقيقة فيا وطني رأيتك في التقاء الرأس هلكٓى بالحوائط، رأيتك في عيون القطة الجوعى تغالط، رأيتك في اصفرار الماء في سلخ المشيمةْ، رأيتك في احمرار الأفق في وجه الحدود، رأيتك في انتشاري في السدود، رأيتك حين ينكشف الغطاء عن الصباح، و وجهك مستباح. رأيتك حين أخلع ياقتي خلف المشابك، و حين تحط في صدري مناقير السنابك، رأيتك في انتفاخ العِرق في كتف الأجير”، و وجهك يستجير. وأردف قائلاً: “طيب الله أوقاتكم و أهلاً بكم إلى آخر حلقة من “آخر كلام”.
وإلى جانب عمله كصحفى وإعلامى صدر لفودة عدة كتب منها كتاب سري للغاية، في سبعة أجزاء عن دار الشركة العالمية للكتاب عام 2003، وكتاب “العميل الهارب .. محاولة اغتيال القذافي وانفجار السفارة الإسرائيلية بلندن”، وكتاب ”الطريق إلى عتليت”، كما من المنتظر أن يشهد مطلع 2015 صدور أخر كتبه تحت عنوان ” في طريق الأذي .. من معاقل القاعدة إلي حواضن داعش”.
لمتابعتنا عبر الفيس بوك اضغط هنا
لقراءة المزيد: