إسعاد يونس: لم أتوقع كل هذه السعادة وكل هذا النجاح‬

أجرى الحوار الكاتب الصحفى ياسر أيوب

فى نفس المكتب الذى كنت فيه أجلس أمام إسعاد يونس الصديقة والسند الحقيقى لى فى الحياة.. جلست أمامها هذه المرة صحفيًا أراد وأحب أن يحاور نجمة رائعة وجميلة وقديرة أيضًا.. فإسعاد ببرنامجها التلفزيونى على شاشة السى بى سى.. صاحبة السعادة.. غيرت الكثير من مفاهيم وقواعد العمل والنجاح التلفزيونى.. دخلت البيوت والقلوب والعقول دون أى استعراض أو استظراف أو صراخ او ابتذال.. احترمت شاشتها فأحبها الناس وكانت نفسها دون أى وجوه مستعارة فاحترمها الناس.. وطلبت منها فى البداية أن تعذر ارتباكى لأنه ليس من السهل الحوار الصحفى مع صديقة العمر فابتسمت مشجعة وبابتسامتها سألتها إن كانت قد توقعت منذ البداية كل هذا النجاح فقالت:

 

– أبدًا.. ولم يسبق لى أن توقعت النجاح فى أى عمل أبدؤه.. لكن داخلى كان هناك إحساس بأننا سننجح لأن كل أسرة البرنامج صعدوا على سطح نفس المركب معًا.. فى البداية لم يكن هذا التفاهم واصلاً للجميع لكننا منذ بداية الموسم الثانى تخلصنا كلنا من فوارق السن والفكر.. أصبحنا كيانًا واحدًا.. ولنا هدف واحد هو أن نساعد أى مصرى على التمسك والاعتزاز ببلده بعدما جاءته أوقات رأى فيها آخرين يحاولون إقناعه بأن مصر ما تسواش.

هل وظيفة إسعاد يونس الآن هى إسعاد الناس أم مساعدتهم على الهروب من واقعهم؟

– إذا كان الواقع الحالى يفيض بالمرارة والتشتت ومحاولة تشويه كل شىء وكل أحد.. فهذا واقع نحن كلنا مطالبون بنسيانه والهرب منه.. لكن هذا ليس واقعنا الحقيقى.. نحن أبدًا لم نكن كذلك فى أى وقت مضى والدليل هو أننا كلنا نعيش حالة استغراب مما نحن عليه الآن.. وأنا أتمنى أن أساعد الناس للعودة إلى واقعهم الحقيقى حتى رغم أنه لم يكن سعيدًا جدًا.. فالناس حتى الآن لا يجدون من يعينهم ويساعدهم على أن يتجاوزوا ما يعيشونه الآن ويسترجعوا ما كان ويستعيدوا مصر الحقيقية.. ففى الماضى كان هناك طوال الوقت أجيال جديدة تأتى بأفكار وقواعد جديدة تفرضها على المجتمع وترفضها الأجيال القديمة فى أول الأمر ثم تتقبلها تدريجيًا وتتعايش معها حتى تأتى أجيال أخرى جديدة تعارض الأجيال التى لم تعد جديدة.. وبقيت مصر لا تتاثر بذلك لأن هويتها كانت حقيقية وصلبة وصامدة.. الآن هذه الهوية تتعرض لتشويش وتشويه هائل.. وأنا شخصيًا أتمنى أن أكون مجرد جزء أو خطوة من محاولات الحفاظ على هويتنا المصرية.

 

 

هل صاحبة السعادة برنامج تلفزيونى أم قرص مسكن أم حقنة مخدرة؟

– أنا لا أدعو الناس للهرب ولا أقدم لهم مسكنات.. أساندهم فقط وأدعم الناس الذين تعرضوا لأكثر من أزمة.. وطوال الفترة الماضية كان هناك كثيرون تعمدوا وحاولوا إرغام المصريين على نسيان هويتهم وأصولهم الإنسانية والثقافية والاجتماعية.. وكأننا أصبحنا ملطشة لأفكار غريبة ودعاوى أغرب.. وأنا كمصرية أملك تاريخًا قديمًا جدًا ورائعًا.. أملك حضارة أستطيع الاستناد إليها والاحتماء بها وليس مجرد حواديت قديمة أحكى عنها أحيانًا من باب التسلية أو التفاخر.. كل ذلك يجعلنى أفكر فى مواجهة الواقع وليس معايشته بالمسكنات أو الهرب منه بالمخدرات.

وما الفارق بين إسعاد التى كانت على شاشة الأوربت قديمًا وصاحبة السعادة الحالية؟

– فى الأوربت كنت أقدم برنامجى عبر قناة مشفرة عدد المشتركين الذين يتابعونها قليل جدًا جدًا.. لكننى الآن أخاطب الملايين كل أسبوع وبشكل مباشر جدًا.. أطرح موضوعات تخص جذورنا وتاريخنا ومجتمعنا.. وقبل صاحبة السعادة بوقت طويل كنت أتابع أهم وأنجح برامج التوك شو فى الغرب دون أن أعرف أو أتوقع أننى سأعود إلى الشاشة من جديد.. وكنت أتابع كل ذلك بمنتهى الاهتمام وأسجل كثيرًا من تلك الحلقات وأشاهدها أكثر من مرة دون أن أملك وقتها أى دافع أو سبب لذلك.. وحين بدأت صاحبة السعادة.. قررت ألا أقدم توك شو أصلاً.. وما أقدمه ليست له فورمات أو أشكال تلفزيونية محددة ومتعارف عليها

هل ستظلين طوال الوقت فى الاستوديو أم ستقررين أحيانًا الخروج إلى الناس فى الشارع؟

– أظن أننى سأبقى فى الاستوديو.. فهناك الآن كثيرون يخرجون إلى الشارع.. كما أن الصورة من الشارع أو فى الشارع تحتاج إلى فكر مختلف تمامًا.. وحين أقرر مثلاً الخروج بإحدى الحلقات إلى الشارع فلابد أن أقدم شيئًا يختلف بمعنى أنك كمشاهد تظل معى ونتفرج نحن الاثنين معًا على الشارع “مش أنا فى الشارع علشان أنت فى بيتك تقعد تتفرج عليا”.. وأنا لا أريد ذلك.. لا أريد فرجة الناس وإنما مشاركتهم.. لو خرجت إلى البحر فلابد أن يشم الناس رائحة البحر واليود.. ولا أزال أذكر حوارًا لى مع المخرج الرائع الراحل حسين كمال.. وكنت قد شاهدت قبلها فيلمًا شهيرًا بطولة ليزا مانيللى عنوانه كباريه.. وسألته كيف يصنعون هناك أفلامًا بسيطة وفى نفس الوقت شديدة العمق والسحر.. فقال لى إنها أفلام تصنع حالة نفسية للمشاهد.. تجعله يعيش فيها ولا يكتفى بمشاهدتها.. قال لى حسين كمال وقتها أيضًا إنه إذا قدم مشهدًا (لست بتطش طشة الملوخية) ولم يشم المشاهد بخياله رائحة الملوخية.. أكون فشلت كمخرج.. وهذه باختصار هى الفكرة الأساسية لصاحبة السعادة.. أن يكون الناس معى وحولى طوال الوقت.. وحين نصر على الخروج إلى الشارع ليبقى الناس يكتفون بالفرحة من خلف الزجاج.. فهذا ليس إعلامًا وليس نجاحًا.. وأعدك إذا استطعت الخروج إلى الشارع ويخرج معى كل الناس فسوف أقوم بذلك.

Isaad
إسعاد يونس

من الذى تتمنى إسعاد الآن أن تراه سعيدًا يضحك أو الذى يحتاج إلى الضحك؟
– كل الناس فى مصر الآن يحتاجون إلى الضحك.. المواطن الذى صنع شخصية مصر وحافظ عليها عبر التاريخ هو الذى لابد أن يضحك ليبقى محافظًا ومحتفظًا بهذه الشخصية لمصر.

هل لا يزال المصريون شعبًا خفيف الدم بعد كل ما جرى؟
– أبصم أننا شعب خفيف الدم.. وتبقى خفة الدم تلازمنا طوال الوقت.. والذى يرى أننا لم نعد كذلك هو الذى لا ينتبه إلى تغيير طرأ على مفاهيم وكتالوج خفة الدم.. نوع الضحك نفسه تغير.. وإذا انتبهت إلى صفحات التواصل الاجتماعى من يناير 2011 وحتى الآن.. ستجد خفة دم وسخرية لن ترى مثلهما فى أى مكان فى العالم.. مستوى السخرية المصرية مرتفع جدًا جدًا وذلك بسبب ثراء لهجتنا العامية.. هى اللهجة الغنية جدًا بكل هذه المترادفات التى تجعل سخريتنا مميزة جدًا.

ولكن ألا تلاحظين أن ضحكاتنا بات بها الكثير من الفظاظة؟
– نعم هناك فظاظة.. ولكن لابد أن ننتبه إلى أن السخرية وألفاظها تتبدل كل عشر سنوات مثلاً.. حين يقدم نجوم الكوميديا فى أعمالهم تشبيهات جديدة ومترادفات جديدة.. والجيل القديم غالبًا يجد هذا الجديد فظًا.. خللى بالك من لغاليغك كانت يومًا ما عبارة فظة بالنسبة للبعض.. وهكذا سيكون هناك جديد طوال الوقت يرفضه البعض ويسعد به ويستخدمه البعض الآخر.. والكوميديا المصرية ستبقى قادرة على تنقية نفسها بنفسها طوال الوقت.. ولن يعيش إلا الإفيه الأعلى والأذكى وليس الأقبح.. وستختفى كل تلك الفظاظة القبيحة عندما نهدأ ونعود إلى هويتنا الحقيقية والدائمة.. فنحن الآن أساتذة فى طعن بعضنا البعض بالخناجر.. لكن لن يستمر ذلك.. فالشتائم قاموسها محدود جدًا.. لدينا كلنا فى مصر ثمانى عشرة شتيمة غالبًا معظمها تتعلق بأعضاء فى جسم الإنسان.. وكل الناس يستطيعون غزل شتائمهم من تلك المفردات المحدودة العدد.. وبالتالى فإن الذى لا يختار أو لا يملك إلا الشتيمة هو فى النهاية إنسان شديد الفقر.. بعكس الحال مع الإنسان الذى يجيد أن ينسج من اللغة جماليات الكلام والفكر والذكاء.

 

هل تشاهدين صاحبة السعادة؟
– طبعًا أشاهد كل حلقاته.. أشاهده بمفردى تمامًا.. حيث أكون فى سريري وأبدأ فى المشاهدة ومعي على التليفون المخرج ورئيس التحرير.. ونقوم بجلد أنفسنا على الأخطاء.. وأسعد حين أجد تعليقات إيجابية أو سعادة عبر صفحات التواصل الاجتماعى.

ما أكثر ما يسعدك فى صاحبة السعادة؟
– أحب حين نضحك كلنا أنا وفريقى ونلعب ويقاسمنا الناس ذلك لكننا فى نفس الوقت نضيف إليهم معلومات وحقائق مهمة وجميلة.. ففى حلقة الجالية الأرمنية فى مصر.. كانت هناك صوفينار فى الحلقة ترقص وتتكلم باعتبارها مواطنة أرمنية تعيش فى مصر.. ولكننا لم نبع الحلقة للناس بصوفينار.. وإنما وضعناها فى إطارها الصحيح.. فلم تكن هناك سخرية أو ابتذال أو تجريح لأى أحد.. وشاهد الناس الحلقة وخرجوا منها بمعلومات مهمة عن الأرمن فى مصر.. أو حلقة يهود مصر.. أو حلقة صندوق الدنيا والأستاذ مكرم سلامة.. فأنا لم أسعَ منذ البداية إلى أن يشاهد الناس أى حلقة فيضحكون وينتهى الأمر.. وإنما يستقبلون معلومات جديدة بصدر رحب.. فالناس الآن أصبحوا غالبًا يكتفون بقراءة العناوين ثم يبدأون فى التعليق مدحًا أو ذمًا دون قراءة أى مضمون.. وغالبًا العناوين خادعة وكاذبة.. ونجاحنا فى صاحبة السعادة أن الناس باتوا يسمعوننا للنهاية ويستفيدون أيضًا.

على ماذا تضحك إسعاد يونس؟
– أضحك حين يكون أمامى شخص ذكى.. وتكون هناك كوميديا بدون دم.. كوميديا بدون رائحة.. أو خشونة.. وأنا أضحك جدًا مع أولادى.. وأضحك حين يغلبنى الحنين لأزماتى القديمة.. ففى سنواتنا الصعبة كانت والدتى تقول لنا إننا فى يوم ما سنضحك على معاناتنا.. وهذا ما أقوم به الآن.

 

Isaad

هل يعجبكِ أم يضايقكِ أو لا يعنيكِ وصفك بأنك أوبرا وينفرى مصر؟
– أعتبره نوعًا من التكريم لأن أوبرا هى أذكى من قدمت التوك شو فى العالم.. وهى الأكثر وعيًا بالرسالة التى تقدمها.. عمرها ما جريت ورا قرن الشطة.. ومن أحلامى أن أكون فعلاً مثل أوبرا وأن يتحول هذا البرنامج إلى مؤسسة تقدم الخير للكثيرين.

ما رأى زوجك علاء الخواجة فى صاحبة السعادة؟
– هو فخور بى وبالبرنامج.. وأحيانًا ينتقدنى ويكون نقده غالبًا صحيحًا ومفيدًا أيضًا.. وأحيانًا يكون سليط اللسان وهو ينتقد البرنامج.. ولكن هناك فى المقابل حلقات أحبها جدًا مثل حلقتى تترات المسلسلات والأغانى القديمة.. وحلقة حسن مصطفى.. وحلقة المذيعين والإذاعة المصرية فى سنوات تألقها ومجدها.. وأنا أنتظر رأيه دائمًا بعد إذاعة الحلقات وليس أثناء التفكير فيها أو تصويرها.

 

وماذا عن شريهان؟
– هى سعيدة جدًا بالبرنامج وتقول لى دائمًا رأيها وتعبر عن إعجابها بحفاوة وحب وفرحة.. وكثيرون طلبوا منى استضافة شريهان فى إحدى حلقات صاحبة السعادة.. وغالبًا سيحدث ذلك قريبًا.

ما الطموح التلفزيونى لصاحبة السعادة؟
– لا تزال هناك أحلام ورغبات وطموحات كثيرة جدًا.. فمصر نفسها التى هى فى الحقيقة صاحبة السعادة.. لا تزال منجم سعادة وفرح وبهجة تستحق منى أنا وزملائى.. ومن كثيرين جدًا غيرنا.. إعادة الاكتشاف والبحث والتأمل والوصول إلى كل تفاصيل وحكايات صاحبة السعادة.. أنا بدأت بأول صفحة فقط فى كتاب الحنين وأنوى التفتيش عن القديم ثم الأقدم.. وربما أصل إلى زمن مينا الذى وحد المصريين فى دولة واحدة.

هل قررت صاحبة السعادة نسيان السينما؟
– أبدًا لكننى مثل كثيرين متوقفة مؤقتًا.. لا أحد يتخيل حجم الضربة التى تلقتها صناعة السينما فى مصر.. حتى بعض العاملين فيها لا يدركون حجم وقسوة الضربة التى تلقتها صناعتهم.. فكثير من المخرجين مثلاً لا يدرون أسرار اقتصاديات السينما ودورة رأسمالها.. وكثير من النقاد لا يزالون أسرى أفكار قديمة تجاوزها الزمن والواقع.. ويمكن تحليل تلك الضربة الموجعة والقاتلة بأنها تجمع عدة عوامل.. القرصنة التى استفحلت وتوحشت فى ظل إهمال من الدولة.. فالدولة قبل وبعد يناير لم تقتنع أبدًا بأهمية وضرورة صناعة السينما.. أثناء تأميم السينما فى زمن عبدالناصر كان هناك البعض يعلم بأهمية هذه الصناعة وأدى التأميم إلى بعض المكاسب وبعض الخسائر أيضًا.. لكن بشكل عام لم تعترف الدولة المصرية بأهمية السينما.. وبالتالى باتت هناك هوليوود فى الولايات المتحدة.. وبوليوود فى الهند.. ونوليوود فى نيجيريا حيث مئات الأفلام يجرى إنتاجها أو تصويرها الآن هناك.. فجأة أصبحت نيجيريا عملاقًا سينمائيًا فى العالم بينما مصر غائبة تمامًا.. وعلى الرغم من أساتذتى الذين حاولوا إقناع حكومة وراء حكومة بأهمية السينما فإن أحدًا لم يستجب لذلك.. وبعد القرصنة على الإنترنت جاءت الضربة الأكثر قسوة للسينما المصرية ممثلة فى القنوات التلفزيونية التى تذيع الأفلام الجديدة دون أى حقوق ودون أى حساب أو مساءلة.. ثلاث وسبعون قناة على النايل سات تبث الأفلام الجديدة المسروقة دون أن يحاسبها أحد.. أفلام مأخوذة من شاشات السينما.. بمعنى أن الفيلم الجديد بعد ساعتين فقط من عرضه على شاشة السينما لأول مرة تجده فى تلك القنوات يذاع بالمجان.. وحاولنا التصدى لذلك دون جدوى.. والمشكلة ليست فيمن يدخل السينما ويقوم بالتصوير.. المشكلة فيمن يعرض هذا التصوير غير القانونى وغير المشروع.. وبالتالى امتنعت كل القنوات الكبيرة المعروفة عن شراء أى أفلام جديدة.. البلاد التى كانت سوقًا للفيلم المصرى باتت تشترى الفيلم كله بخمسة آلاف دولار فقط أو عشرة آلاف دولار للأفلام الكبيرة والعظيمة.

لماذا إذن المبالغة فى أجور النجوم؟
– ليست هناك مبالغة فى أى شىء.. التكلفة الحقيقية للفيلم فى بلد بها تسعون مليون نسمة.. وحولها منطقة بها ثلاثمائة مليون بنفس اللغة والثقافة.. يصبح العشرون مليون جنيه تكلفة للفيلم الواحد رقمًا عاديًا جدًا دون أى مبالغة.. لكن القضية الحقيقية هى أنك لن تستطيع استعادة مالك بطرق طبيعية.. لم تعد لديك قنوات تشترى الأفلام مطلقًا منذ عام 2011 وأسواق مفتوحة للعرض بأسعار عادية وواقعية.. ولديك قرصنة دون أى حساب.. فلماذا يجرى إنتاج الأفلام إذن.. والأفلام التى تراها الآن هى أفلام يتم إنتاجها حتى تبقى صناعة دور العرض السينمائى قائمة ويبقى أهل السينما على قيد الحياة.. وتبقى شركات الإنتاج السينمائى أيضًا على قيد الحياة.. فلو أنت خرجت بسبب هذه الأزمة من السوق فلن تعود إليه مرة أخرى.. وإذا توقفت صناعة السينما المصرية تمامًا فلن تعود للحياة مرة أخرى.. ولابد أن نحاول إنقاذ هذه الصناعة التى هى مصدر للدخل القومى وأيضًا أمن قومى.. وأرفض أن نبقى الدولة الوحيدة فى العالم التى فيها قنوات معلنة هكذا تذيع طوال الوقت الأفلام المسروقة.. وأنا توقفت مؤقتًا لأننى لا أملك موهبة إنتاج فيلم بإمكانك جمع أمواله فى المواسم كالأعياد وغيرها.

ماذا كان موقفك من فيلم حلاوة روح؟
– كنت ضد قرار الحكومة بوقف عرض الفيلم وسعدت جدًا بحكم القضاء الذى ألغى قرار الحكومة.. وبصرف النظر عن الفيلم نفسه.. وإنما هو مبدأ ألا تملك أى سلطة حق وقف أى فيلم.

 

Isaad2

وماذا عن المشهد الإعلامى الحالى فى مصر؟
– لا أستطيع الحديث عن هذا المشهد وأنا جزء منه.. لكننى سأبقى أرفض أن يكون الإعلان هو وحده الذى يرسم ويصيغ ملامح هذا المشهد.. فليس من الطبيعى أن ترسم الشركات المشهد الإعلامى بأكمله حتى تقبل وضع إعلاناتها.. وحين نسافر خارج مصر نرى الصورة الصحيحة.. وحجم ودور الإعلان والفاصل بينه وبين الإعلام.. وبهذه المناسبة نحن تفوقنا جدًا فى صناعة الإعلان وباتت لدينا أفكار وصور وإعلانات رائعة.

وماذا عن الكاتبة إسعاد؟
– يوم أدى عبدالفتاح السيسى قسم الرئاسة.. أقسمت أنا بأننى لن أتحدث فى السياسة مرة أخرى.. ورأيت أن الأفضل أن نترك هذا الرجل يعمل ويحاول النجاح ويسكت بعضنا.. نعم هناك عيوب لكننى أتحدى أى مخلوق كان يدير البلد فى هذا الوقت دون أن تكون له عيوب.. وحق السيسى علينا أن نمنحه الوقت والفرصة للعمل والبناء.. ولهذا توقفت عن الكتابة لكن من الممكن أن أعود مثلاً للكتابة الدرامية.

 

إذا كان الواقع الحالى يفيض بالمرارة والتشتت ومحاولة تشويه كل شىء وكل أحد.. فهذا واقع نحن كلنا مطالبون بنسيانه والهرب منه.. لكن هذا ليس واقعنا الحقيقى
أنا كمصرية أملك تاريخًا قديمًا جدًا ورائعًا.. أملك حضارة أستطيع الاستناد إليها والاحتماء بها وليس مجرد حواديت قديمة أحكى عنها أحيانًا من باب التسلية أو التفاخر

 

أضحك حين يغلبنى الحنين لأزماتى القديمة.. ففى سنواتنا الصعبة كانت والدتى تقول لنا إننا فى يوم ما سنضحك على معاناتنا.. وهذا ما أقوم به الآن
يوم أدى عبدالفتاح السيسى قسم الرئاسة.. أقسمت أنا بأننى لن أتحدث فى السياسة مرة أخرى.. ورأيت أن الأفضل أن نترك هذا الرجل يعمل ويحاول النجاح ويسكت بعضنا.

(نقلا عن مجلة 7 ايام )