إيهاب سلام يكتب : أقصر طريق لقلب شعبك ..طبق كشري

عصف الإعلام و السوشيال ميديا عامة و مواقع التواصل الإجتماعي خاصة بنظرية الخصوصية التى نصت عليه الماده 57 من الدستور و التى تنص على ان للحياة الخاصة حرمة و بما انها (حرمة) فكثيراً من المواطنين الشرفاء و الإعلاميين يتحرشون بها طوال الوقت و هي ماده ثرية للحوار سواء على المقاهي و فى الشوراع او برامج التوك شو.

فأصبحت حياة الفنانين و المشاهير وحتى السياسيين ملكيه خاصة لجمهورهم و هي ضريبة احيانا ما يدفعون ثمنها كثيراً لعدم تمتعهم بأقل درجات الخصوصية حتى أثناء تناول الطعام فى مكان ما.

وبما ان الحكم للجمهور فيما ينتشر من صور للمشاهير فى حياتهم الخاصة على الفيس بوك و انستجرام فيتسابق و يتفنن البعض لنقل رساله لجمهوره و محبيه تصل احيانا الي صورة سيلفي للفنان و خلفه عربة الفول ليكتسب بها ظهيراً شعبياً و أرضية صلبه يستند اليها فى مواجهة منافسيه و ربما تساعده على متاعب الحياه اذا أدارت له الحياة ظهرها.

لا يختلف الحال بالنسبة للسياسيين أيضاً خاصة مع حرية تداول الجمهور للصور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و إلتقاط الصور لهم فى المطاعم كفيل بالحكم على الشخص و توجهه السياسي و الإجتماعي وربما تساعده تلك الصورة يوماً ما فى إنتصار على خصومه فى معركة إنتخابية او حتى فى أولوية المرور بسيارته فى الشارع.

فعندنا فقط تتصاعد و تتأكل الشعبية و تساهم فى صعود اسهم شخص على الأخر من خلال طبق الطعام الذي يتناوله و ربما المشروب أيضا و مدي تأثر الناس بتلك الصور.

علي سبيل المثال هناك صوره تجمع الزعماء ناصر و المشير عامر و الرئيس السادات رحمة الله عليهم جميعاً يجمعهم كوب من الشاي توجهت أنظار البعض للبساطه التى تعكسها الصوره لكن ذهب البعض الأخر الى ان تلك المعاناه التى نعيشها حتى الأن لها علاقه بالصوره و أن ملعقه من زيت الخروع مع حبة البركة و المستكة كانت كفيله بتغيير تاريخ مصر لو كان فعلها عم فتحي القهوجي.

zzss (1)

من الصور الأخرى ايضاً التى تناولها البعض على مواقع التواصل الإجتماعي صورة رئيس الوزراء عصام شرف الذى تولي المنصب فى 3 مارس عام 2011 و قد حظي الأختيار بتأييد كبير و استحسان من الشارع المصري لكن لم تشفع صورته أثناء تناوله لوجبه شعبيه من الفول و الطعميه مع اسرته فى اخفاء مدي اخفاقه فى إدارة الحكومه.

zzss (2)

ثم أخيرا و ليس اخراً تداولت مواقع التواصل الإجتماعي عقب ظهور الاستاذ حمدين صباحي على شاشة قناة دريم و ما أثاره من خلال الحوار من قضايا وكشفه عن أزمات نمر بها الأن ومع تعاطف الكثيرين و اشادة البعض و امتعاض الأخرين تظهر فى الكادر صورة له اثناء حفل غذاء بصحبة الأصدقاء وعنونتها بعض المواقع بعناويين و تفاصيل مثيره للجدل تستنكر و تشجب و تدين.

انظروا ماذا يأكل ! انه ليس واحد مننا، وأيضا لم تشفع له هو الأخر صورته على عربه الأيس كريم أثناء فترة الانتخابات الرئاسية.

zzss (3)

و ربما لا يعرف البعض ايضاً ان الرؤساء السابقين كانت لهم أطعمتهم المفضله، فعشق الرئيس محمد نجيب الذى لا ينقطع للمحشي و غرام السادات بالمكرونه الإيطالى و مبارك بالسيمون فيميه لا نظير لهما ولكن لم يكن فى وقتها توجد تلك المحركات الإعلامية و منصات التواصل الإجتماعي لنتعرف على تلك المعلومات.

خلاصة ما سبق اذا أردت ان تكون فنان مشهورا أو قائدا سياسيا تتمتع بظهير شعبي اذا عليك الإهتمام بصورك بجوار عربات الفول و الطعميه و داخل المطاعم الشعبيه المنتشره فى مناطق السيدة زينب و لا يوجد مانع من زيارة عابره مرة كل سته أشهر على الأكثر لكشري أبو طارق حيث ان الكشري اصبح ايضاً من الاكلات المكلفة، مع الابتعاد نهائيا عن المطاعم الراقية خاصة مطاعم الاسماك و المشويات لانه تبين صدق النظرية التى تقول : قل لى ماذا تأكل فى الطبق أقول لك من أنت.

اقـرأ أيضـاً:

إيهاب سلام: أنت جيت .. يا رمضان!؟

إيهاب سلام: الوصية الأخيرة لفاتن حمامة

إيهاب سلام : الصحافة والسلطة

إيهاب سلام : ميديا المغتربين

.

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا