عمرو أديب في خدمة الشرطة

محمد عبد الرحمن

ما يلي من ملاحظات بناء على مقطع الفيديو الذي لا تزيد مدته عن 6 دقائق لخناقة عمرو أديب وخالد صلاح حول تغطية اليوم السابع لحادث فندق قضاة العريش، حيث لم تتاح لي متابعة ما جرى في بداية المكالمة أو ما تم بعدها .

ما يلي لا يعني أبدا الدفاع عن مواقف اليوم السابع التي أختلف معها كثيرا وعلى العديد من المستويات ، لكنه محاولة للرد بمنطقية على “عصبية غير مبررة” لعمرو أديب تؤكد لمن يتأمل المشهد الإعلامي عن قرب منذ سنوات بعيدة أنها عصبية تقف وراها دوافع أخرى غير تلك التي أعلنها عمرو أديب في المكالمة الغاضبة والتي فشل زميلاه ضياء رشوان ورانيا بدوي في نزع فتيل قنبلتها الأخيرة، التي حملت اسم “خيرت الشاطر” وألقاها أديب في وجه خالد صلاح.

الملاحظة الأولى: جريدة اليوم السابع منحازة تماما للنظام المصري بمختلف أجهزته، بل أنها ربما تكون الوحيدة التي اعتبرت أن مدينة شرم الشيخ مثلا لم تخلو من السائحين بعد الأزمة الأخيرة، فعلى أي أساس يعتبر عمرو أديب مقالا وحيدا أشار فيه خالد صلاح للتقصير الأمني في حادث العريش بمثابة “انعدام للمهنية” و”سوء أداء” من الجريدة في هذا التوقيت؟

الملاحظة الثانية: عمرو أديب صحفي قبل أن يكون إعلامي، والجمهور حتى الذي لا يفهم في كواليس الصناعة، يعرف أن صورة رئيس التحرير تظل ثابتة على مقالاته، وأنه لا يوجد لكل رئيس تحرير صورة وهو بيضحك لمقالات حفل افتتاح قناة السويس مثلا، وصورة وهو زعلان لمقالات الحوادث الإرهابية، فكونه يركز طوال المكالمة على صورة خالد صلاح فهذا أمر يدعو للشك في نوايا الحملة المضادة لليوم السابع من أساسها.

الملاحظة الثالثة: إعلاميون أخرون في نفس الليلة، منهم جابر القرموطي وعمرو عبد الحميد، انتقدوا الأداء الأمني ولم يطالهم هجوم عمرو أديب، فلماذا كان التركيز على اليوم السابع؟

الملاحظة الرابعة: أحد القضاة الناجين من الحادث قال لشريف عامر في “يحدث في مصر” أن التواجد الأمني كان ضعيفا عند عودتهم مساء الإثنين قبل ساعات من هجوم الثلاثاء الدامي، هل يجرؤ عمرو أديب أن يهاجم القاضي الفاضل لأنه انتقد الشرطة؟

الملاحظة الخامسة: يعرف جمهور عمرو أديب جيدا حالته عندنا يسترسل في العصبية، ويستطيع أن يفرق بين انفعاله الطبيعي وما هو غير ذلك، وللصنف الثاني ننسب أداء صاحب “القاهرة اليوم” في عراكه مع خالد صلاح الذي كان الأكثر هدوءا واتزانا وعليه أن يجيب مساء اليوم على أسئلة جمهوره في هذا الشأن ويصارحهم بالدوافع الحقيقية لتصرفه، وعليه أيضا أن يطلع على كم التقارير ورسوم الكاريكاتير الفرنسية التي انتقدت التقصير الأمني من جهة وتخوفت من حالة الطوارئ المطلقة من جهة أخرى.

الملاحظة السادسة (أ): قال عمرو أديب لخالد صلاح أنه ساكت عن بلاويه وعلاقته بخيرت الشاطر، أين الوطنية هنا؟، لو أن أديب يعرف عن اتصالات سابقة بين الإخوان واليوم السابع، فلماذا لم يكشف عنها، وهل لو كانت اليوم السابع بررت الأداء الأمني في حادث العريش كان عمرو أديب سيشيد بوطنية خالد صلاح وينفي علاقته السابقة بخيرت الشاطر؟

الملاحظة السادسة (ب): تخرج تهاني الجبالي وتؤكد أن هناك اتصالات بين “في حب مصر” والإخوان، ينفعل عمرو أديب ويعاير خالد صلاح باتصالات سابقة مع خيرت الشاطر، ما الرسالة التي تصل للمواطن العادي هنا، المواطن الذي من المفترض أنه يكره سيرة الإخوان ويصدق من شنوا الحملات السياسية والإعلامية ضدهم، ما اليقين الذي سيترسخ في ذاته حول النخبة السياسية والإعلامية في مصر، وكيف سيفكر في المستقبل وكيف سيصدق الحاضر وكيف سينظر للماضي إذا كان هذا هو حال النخبة السياسية والإعلامية بعدما بات البحث عن الإستثناءات شبه مستحيل؟

الملاحظة السابعة: من المفترض أن الثورة قامت في يناير 2011 حتى تعود الشرطة في خدمة الشعب، حتى الآن لا يمكن وصف أداء الشرطة المصرية بأنه للشعب، إذا كان القضاة أنفسهم يشتكون من التقصير، ما يؤكد أن الشرطة تريد أن تعود لسيرتها الأولى قبل خلع مبارك، الجميع هو من في خدمتها، ويبدو أن عمرو أديب وافق فعلا على أن يكون كذلك .

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

محمد عبد الرحمن يكتب : المريض العنيد

محمد عبد الرحمن يكتب : زمن الإساءة الجميل

محمد عبد الرحمن يكتب : قائمة أفلام “البورنو” المفضلة لإنتصار

محمد عبد الرحمن يكتب : زمن الـ “سكرين شوت”

محمد عبد الرحمن يكتب: الـ Dislike وصل.. إبدأ بنفسك ‫

محمد عبد الرحمن يكتب : أستاذي البراء أشرف

محمد عبد الرحمن يكتب: التنكيت “البايخ” على الزمالك

محمد عبد الرحمن يكتب: العيب من المنبع

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا