سألت نفسي يعني إيه أكاديمية ؟ دورت في المعجم لقيت الإجابة كده “إسم يطلق علي المؤسسات العلمية أو الأدبية ، وفي الويكيبيديا اللي هي الموسوعة لقيت تعرفيها كده “هي منهاج للبحث العلمي يلتزم بقواعده الباحث التابع لإحدى الجامعات الرسمية” وفي نفس الويكيبيديا مكتوب عن نشأة الأكاديمية إن أفلاطون هو أول واحد أسس الفكر الأكاديمي ودرس الهندسة والرياضة في مقر الأكاديمية بتاعته في حديقة في أثينا إسمها أكادموس ، وكتب علي بابها بالنص “من لم يكن مهندسا فلا يدخل علينا” ، أفلاطون ده كان راجل بيفهم .
تعرف يعني إيه “ستار” يعني “نجم” في نفس الموسوعة هاتلاقي تعريفه سهل جدا “جسم لامع متماسك ومصدر للطاقة ، وواضح في الفلك بالليل” علشان كده بنقول علي المتميزين في مجالهم نجوم ، لأنهم بيكونوا لامعين في عملهم ، متماسكين بالفعل ، يعني عندهم أرض ثابته ، ووهج من الموهبة اللي بتتطور ومش بتنطفي ، يكون له نور يحفز غيرهم علي إتباعه ودي الطاقة الي بيبثها النجوم حاجة كده زي “ICON” بمعني “أيقونة” ، فوايد كتير قوي ممكن تلاقيها وأنت بتدور علي المعني زي ما في الصحرا كده بيمشوا ورا النجوم ، يعني حاجه ليها مليون فايدة.
فاكرين فيلم محمد هنيدي “عسكر في المعسكر” ، طب فاكرين لما طلعت الست كوريا “حنان الطويل ” وقالت لهم عبارتها الشهيرة “البيت ده طاهر وهايفضل طول عمره طاهر” ، مين فينا موقعش من الضحك علي المشهد بتلقائية كل الممثلين فيه، والتاغم في رقص كوريا مع الدراما الي ممكن تَنتُج عن ناس مطرودين في الشارع ومالهمش مكان يروحوا فيه، صعب تكون مضحكتش، هاتسأل إيه علاقة المشهد بالموضوع كمل معايا للأخر هاتعرف .
من أسابيع فاتت حاولت أتابع “ستار أكاديمي“، البرنامج الخرافي اللي الناس بتنتظر ظهوره بفارغ الصبر كل موسم ومعرفش سبب لده حتي الآن، لكن الواحد يقول الحق، إيه الإنتاج ده كله؟ ملابس ديكور إضاءة ، إستعراضات، حاجة هوليودية المستوي آخر حاجة ، كل ده قلته لنفسي علشان أقتنع إني أمام تجربة تستحق المتابعة ، ومع كل أسف وبكل خجل ، وبحفظ الألقاب لجمهور البرنامج ، معرفتش، لكن مفاتنيش أتابع ما يكفيني لتأكيد رأيي أو تغييره ، وبالتالي هاعرض اللي بنص عين قدرت أكتفي بيه لدعم رأيي بالكامل.
يوم متابعتي لأغاني شكيرا اللي أدتها ليا مخول أداء واختيار موفق ، أنبهرت بالإضاءة والديكور ، والملابس وتصميم الأستعراض نفسه ، بعدها قريت خبر مكتوب في صحيفة بيقول “الأفاعي التي أحاطت بليا أشعرت الجمهور بالخوف” ، ونعم الصحافة حتي علي صفحة البرنامج الرسمية مكتوب كده! أنا إعتقدت إن المصور الي بيصور الإستعراض كان قاعد علي مرجيحة ، لاتعرف تشوف منه تمكن في الرقص ولا تركز مع حرفية الغنا ، تحس إنه واخد كورس “توتاله” عند النابلسي ، مقدرتش أميز أداء ليا ولا إمكانياتها الحركية علي الإطلاق والسبب هو الأخ الي عايش علي المرجيحة ومتخيل إنه مبدع.
في يوم تاني قررت أتابع اليوميات ، كان القرار بالليل ففتحت القناة لقيت الشباب ملتف علي ترابيزة شكلها في المطبخ ، وبيتكلموا عن الحب وسنينه ، والحب من أول نظرة ، والي يقول لزميلته أنا بحبك ، والي شوية وهاتقعد علي كتف اللي جنبها ، وفي ميعاد آخر مكتوب علي الناس تراقب الكاميرات مسلطة علي سراير لناس نايمة؟ إبتسمت جدا لحالة الفراغ الي ممكن تخلي ناس تعمل برنامج علشان أي هدف ممكن ينتج عنه الي إحنا بنشوفه علي الشاشة ، جايز في ناس بتستمتع بيه ، وبتتابعه بشغف ، لكن أنا مش من المحظوظين دول ، السلوك ده غير مناسب بالنسبة لي ، ولا أعتقد انه مناسب حتي لبيت فيه أطفال في عمر بناتي ، ولذلك أنا مستمرة في الإقتناع.
قلت أشوف السوشيالميديا ربما يكون فيها ما يقنعني أتابع المواسم الجديدة ، خد عندك ، ناس بتتخانق علشان دول بيحبوا فلانه الي خرجت بينما فلانه الي إستمرت لاتستحق قوم عملوا حملة مقاطعه للبرنامج ، وناس تانيه بتتهم البرنامج بالتزوير في النتائج والتصويت وبتقول إن النتيجه محسومة لغادة مم دفعهم هما كمان لحملة شتيمة البرنامج والتشكيك في مصداقيته ودعم المقاطعة ، وناس بتشكك في الجنسية ، مولد وصاحبة غايب ، وعلي الطرف التاني ناس بتكتب غراميات من شباب وبنات في النجم الوسيم ، والنجمة ذات العود المشدود والخدود ، وناس بتجهز هدايا من الفانز الي هما المعجبين علشان تبعتها لهم ، إيشي خيال.
ووسط كل ده أنا بفكر في نفس الدائرة ، برنامج غربي تم تعريبة دون الأخذ في الإعتبار طبايع الشعب العربي الجبار ، أيوه في الغرب طبيعي البيئة تستوعب الأكاديمية جدا ، حياتهم كده ، لاتداخل بين الدين والمجتمع والقيم وخلافه اللي عاوز يعمل حاجة يعملها ، بينما إحنا هنا لسه محتاسين في مبدأ فصل الدين عن الدولة بعد ثورات وأنظمة والذي منه ، تخيل معايا لو المصور الي علي المرجيحة ولا المخرج الي وراه ممكن يكون بيراعي الطباع والتقاليد العربية ، ومش قادر يكون جرئ في تصويره ويعرض تفاصيل رقصه ليا زي التعبان وتفاصيل حركاتها وهي بتقلد شاكرا..تفتكر ممكن؟
كام موسم فات علي الأكاديمية؟ كام ستار إتخرج منها؟ عملوا إيه للفن؟ أضافوا إيه؟ إيه الإبداع الي تم تقديمة من فتره تخرجهم حتي اليوم ؟ فاكرين محمد عطية نجم الموسم الاول؟ بيعمل إيه دلوقتي؟ فين الباقين؟ هل كل التكاليف دي علشان أقدم الأنتاج الضخم ده وأخرج مجموعة من أنصاف المواهب مش موجوده في الوجود؟ بعيد عن إنه بيزنس وإستثمار يعني ، صناعة النجوم موجوده في كل العالم ، لكن هل البرنامج اللي قدامنا ده صناعة نجوم؟ أمال هما فين؟ طب إيه الهدف؟ الهدف طبقا لرؤيتي الشخصية جدا الي لا أفرضها علي أحد أبدا هو “اللخمه” ، بمعني الإنشغال ، نفضل نلف كده في دواير تفقدنا هويتنا ، ناخد من الغرب أسوأ ما فيه ، ولا نعرف نبقي عربي ولا غربي ، نبقي بالظبط زي الي رقصوا علي السلم ، لا اللي فوق شافوهم ولا الي تحت عبروهم ، لا قادرين نتطور ونتقبل الفكر الغربي ، ولا قادرين نطورة بما يناسب إحتياجاتنا الشرقية ، جايز الكلام متحبوش ، لكن مجتمعنا الشرقي العربي لا يحتمل أي رقص علي سلالم ، إحنا محتاجين نطلع للنور ، بدل اللخمة الي إحنا فيها ، وساعتها أقدر ببساطة أرجع واتفرج تاني علي الست كوريا وأقول معاها بقلب جامد “البيت ده هايفضل طاهر ويا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات” ، وأتمم الكلام ختام لاشيفاهم ستار ولاهي أكاديمية.