محمد أبو طالب يكتب: الإعلام والإعاقة

على الرغم من ضخامة الإعلام وإنتشار العديد والعديد من وسائل الإعلام المختلفة سواء المقروء والمسموع والمرئي حتى الإعلام والصحافة الإلكترونية، ولكن يظل هنالك إهمالًا لملفات الإعاقة وحتى إذا تم تناول الإعاقة خلال هذه الوسائط الإعلامية المختلفة يكون التناول بدافع العاطفة أو بشكل صريح من باب الشفقة ليس إلا.

ولعل ذلك يرجع إلى عدم ما يطلق عليه مهنية في الإعلام وكل ما يهم التناول الإعلامي في الحقيقة هو مجرد فقط الإعلانات، وقد يرى الإعلام عمومًا أن الإعاقة وذويها ليسوا مادة إعلامية تجذب المعلنين فليس هنالك برنامج أو صحيفة تقدم إعلاما قوي ومنتشر عن الإعاقة وذويها إلا ما ندر جدًا، وهذا قد يرجع لما متعارف عليه بأن الإعاقة وذويها ليسوا ذات أهمية حتى يتم تناولهم، وحتى مع التطور والإنتشار الموجود حاليًا فإن المساحة التي تعطى للإعاقة وذويها في الإعلام عمومًا ليست كافية بالمقارنة بقضايا وملفات الإعاقة أو حتى لتوعية المجتمع بنا، ولو حتى على سبيل تغيير الوعي والثقافة المجتمعية تجاه قضايانا كذوي إعاقة.

ومن المهم أن نشير إلى أن للإعلام قدرة كبيرة على التوعية وتثقيف المجتمع فما بالنا لو وجه الإعلام وجهته بشكل فعال تجاه الإعاقة وعمل حملة ضخمة لكي يتقبل مجتمعنا الإعاقة وذويها، ولكي يكون هذا أكثر فاعلية فإن من البديهي أن نتناول قضية الإعاقة بشكل يخلو تماما من صورة العطف والشفقة لأنها في حقيقة الأمر ما هي إلا أسلوبًا مكروه من ذوي الإعاقة، وفي نفس السياق نحتاج كذوي إعاقة لإعلام قوي قادر على التعبير عنا وتوصيل صورتنا وقضايانا وملفاتنا للمجتمع الذي نحن جزء منه بما يتناسب معنا أو بشكل واقعي، التعاطي الإعلامي معنا بشكل واضح يحتاج إعادة نظرة بالكامل حتى يصبح إعلامنا قادرًا على التعبير عنا بالشكل المطلوب والمأمول.

هل سيكون هنالك إعلامًا قادرا على التعبير عن الإعاقة وذويها قريبا؟

سؤال أضعه أمامك عزيزي القارئ.