"البطل المُدان": حقيقة دعوى أم ضد منقذ ابنتها

أسماء مندور

انتشرت خلال الأسابيع الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي قصة مثيرة للجدل، تزعم أن رجلًا أنقذ طفلة سقطت من الطابق الخامس بينما كان يمر في الشارع، قبل أن تفاجئه والدتها برفع دعوى ضده تطالبه فيها بتعويض قدره 500 ألف دولار، بحجة أنه "لم ينقذ ابنتها بالشكل الصحيح".

ورغم الانتشار الواسع للقصة، إلا أن البحث والتقصّي يؤكدان أنها لا تمت للواقع بصلة، ولا توجد أي سجلات رسمية أو أخبار موثوقة تشير إلى وقوع حادث مشابه.

وبحسب ما تداولته صفحات عديدة، فإن المنقذ، الذي تغيّر اسمه في كل نسخة من القصة، قام بالتقاط الطفلة وإنقاذ حياتها، إلا أن الأم لجأت إلى القضاء متهمة إياه بالتسبب في إصابات إضافية لابنتها أثناء عملية الإنقاذ.

إلا أن هذه الرواية لم تظهر في أي مصدر صحفي معتمد، كما لم تُرصَد أي وثائق قانونية تدعم وجود دعوى قضائية بهذا الوصف.

وتؤكد منصات لتدقيق المعلومات أن القصة مفبركة بالكامل، وتمت إعادة نشرها عبر عشرات الحسابات بصيغ مختلفة؛ تارة بوصفها حادثًا في الولايات المتحدة، وتارة في كندا أو أستراليا، مع تغيير أسماء الأشخاص والمبالغ والأماكن.

قانونيًا، يشير خبراء إلى أن مثل هذه الاتهامات لا تتوافق مع بعض مواد القانون الموجودة في عدة ولايات غربية، والتي تمنح الحماية للأفراد الذين يقدمون المساعدة الطارئة بحسن نية، مما يجعل احتمال رفع قضية بهذا الشكل أمر صعب التنفيذ.

ويعتبر كثيرون أن انتشار القصة بهذا الزخم يعيد إثارة النقاش حول سرعة تداول المعلومات على الشبكات الاجتماعية، وكيف يمكن لرواية بلا مصدر أن تتحول إلى خبر يتناقله الآلاف في ساعات قليلة، فيما يرى متخصصون أن مثل هذه القصص تتميز بطبيعتها المثيرة وغير المنطقية لجذب الانتباه، وهو ما يفسّر انتشارها رغم غياب أي دليل حقيقي.