سالي فراج
في خطوة نوعية تُجسّد مفهوم التحول الرقمي في المجال الفني، قدّم مهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الثامنة تجربة جديدة من نوعها في المسرح المصري، تمثلت في تصويت فوري للجمهور لاختيار أفضل ممثل وأفضل ممثلة عقب كل عرض، عبر نظام ذكي يعتمد على "QR Code" و"OTP Code".
وجاءت الفكرة بإشراف مباشر من الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، الذي أراد أن يُعيد الجمهور إلى قلب التجربة المسرحية.
بدوره قال المهندس أيسم صلاح، مستشار النقابة لتكنولوجيا المعلومات ورئيس اللجنة التكنولوجية بالمهرجان، خلال تصريحات خاصة، إن الشرارة الأولى انطلقت من رغبة الدكتور أشرف زكي في جعل الجمهور شريكًا فاعلًا في تقييم العروض، مضيفًا: "الفكرة ببساطة هي أن المسرح يُقدَّم للجمهور، فكان طبيعي أن يكون الجمهور نفسه صاحب القرار في الجوائز الفورية داخل القاعة".
ولضمان نزاهة وفاعلية التجربة، ابتكر أيمن صلاح منظومة تقنية دقيقة تعتمد على رمز الاستجابة السريعة (QR) يتيح لكل متفرج التصويت مرة واحدة فقط عبر "كود تحقق فوري – OTP"، مما يمنع تكرار التصويت أو مشاركة الرابط خارج القاعة.
أوضح أيسم صلاح: "هدفنا كان أن نضمن أن من يُصوّت هو من شاهد العرض فعليًا، وليس شخصًا خارجيًا عبر وسائل التواصل".
أضاف "صلاح" أنه رغم ضيق الوقت في التحضير، تم تنفيذ المشروع بكفاءة عالية، مؤكدًا على أن التحدي الأكبر كان في ضغط الجدول الزمني، إلا أن التجربة أثبتت نجاحها بفضل دقة الإعداد والانضباط في التنفيذ، مضيفًا: "كل شيء تم بسرعة، لكن النتائج جاءت منضبطة للغاية، والسستم اشتغل بكفاءة 100% طوال أيام المهرجان".
وعن كيفية شرح تفاصيل المسابقة للجمهور فقال إنه في كل عرض، يتلقى الجمهور إرشادات مبسطة حول خطوات التصويت قبل بدايته وبعد نهايته، ما سهّل التفاعل وأضفى أجواء من الحماس داخل القاعات.
كما كشف "صلاح" أن متوسط عدد المصوتين في العرض الواحد تراوح بين 120 و150 شخصًا حسب سعة المسرح، بواقع ثلاثة عروض يوميًا، مشيرًا إلى أن الجمهور سرعان ما تعوّد على الآلية الرقمية الجديدة.
أكد أيسم صلاح أن التجربة لا تقتصر على المهرجان فقط، بل تمتلك قابلية واسعة للتطبيق في مجالات فنية وتعليمية أخرى، مكملا: "الفكرة يمكن تنفيذها في السينما، المهرجانات، وحتى المؤتمرات العلمية، لأنها تتيح الحصول على رأي الجمهور في اللحظة ذاتها".
كما لفت إلى وجود خطة احتياطية (Disaster Recovery) لتأمين النظام ضد أي طارئ تقني، بحيث يمكن التحويل فورًا إلى خوادم بديلة دون أن يشعر الجمهور بأي انقطاع.
وعن آلية التطبيق فأكد على أنها لم تختلف من مسرح لآخر، حيث جرى اعتماد نظام موحّد على مستوى جميع العروض.
أوضح "صلاح" أن الاختلافات الطفيفة اقتصرت على طبيعة الفرق المشاركة: "أحيانًا يكون العرض كله ذكورًا، فيُفعّل التصويت فئة واحدة فقط، لكننا كنا نُحدّث القوائم لحظيًا لضمان دقة النتائج".
واختتم أيسم صلاح حديثه بتوجيه الشكر إلى شركة أورانج لدعمها التقني ورعايتها للجائزة، مثنيًا على إشراف الدكتور أشرف زكي الذي آمن بالفكرة وساهم في تطبيقها بنجاح.
وقال: "ما تحقق في المهرجان خطوة ستفتح الباب أمام طفرة رقمية في الفعاليات الفنية المقبلة، وأعتقد أننا سنرى هذه التجربة تتكرر قريبًا في أكثر من مهرجان داخل مصر".
نرشح لك: حنان مطاوع تتحدث عن تجربتها مع الأطفال في فيلم "هابي بيرث داي"