طرح الكاتب عمرو منير دهب كتابه "شوقي الأخير زمانه"، الصادر حديثًا عن منشورات ضفاف ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر ودار سامح للنشر بالسويد في أكثر من 190 صفحة من القطع المتوسط.
يذهب "دهب" منذ أولى مقالات الكتاب إلى تأكيد رؤيته حول أحمد شوقي ليس فقط بوصفه مستحقًا للقب أمير شعراء العربية في العصر الحديث، وإنما بسحب اللقب ليشمل كل تاريخ العرب الشعري بما في ذلك أزهى عصوره الأدبية؛ ويذهب دهب بصورة خاصة إلى تأكيد أن أحمد شوقي هو الأحق بلقب الشاعر العربي الأشدّ براعة من وجهة النظر الفنية الخالصة متفوقًا بوضوح بحسب رأيه على المتنبي الذي ينظر إليه في المقابل على أنه الشاعر العربي الأشدّ تأثيراً في تاريخ العرب.
يرى عمرو منير دهب أنه لا مجال إلى تحديد أفضلية أيٍّ من الشعراء سوى باتِّباع ما يسميه بصوت الضمير النقدي الذي يعرّفه على أنه "ما يعيننا على أن نُنزل أحكامنا بأعلى ما يمكن من درجات الإنصاف على العمل الأدبي وصاحبه وعقد المقارنات من ثم قياساً إلى الأعمال الأخرى وأصحابها من المبدعين، فيتحقّق بناءً على ذلك تطابق حيثيات الحكم مع أعمال الشاعر المستحق للتتويج"، مشيرًا إلى أنه "من الضروري التذكير بأن تلك مهمة عسيرة جدًا بسبب تعذّر الإنصات إلى صوت الضمير النقدي بمنأى عمّا يحيط به من مشوّشات ومؤثّرات لا تُحصى في سياق عابر".
يبيّن المؤلف أن تحدّي الإنصات إلى صوت الضمير النقدي ظلّ ماثلًا منذ القدم: "التحدي ماثل منذ فجر المقارنات الأدبية بصفة عامة، إذ ليس ثمة في أسواق البلاغة الشعرية ميزان ذهبي دقيق نضع على إحدى كفّتيه بيتًا لأحمد شوقي وعلى الكفة الأخرى بيتًا لفحل من الشعراء لنرى أيّ الكفتين ترجح فنحكم لصاحبها بالتفوّق والفضل. تحدّيات المفاضلات الأدبية من ذلك القبيل أقرب على الأرجح إلى أن تكون مزيجًا من أحكامنا في ضوء ما تمليه علينا ضمائرنا النقدية والاستسلام إلى لذة ميولنا العاطفية التي تتشكّل بدورها بتأثير مزيج معقَّد من العوامل الثقافية والاجتماعية والشخصية شديدة التباين والتأرجح على مرّ الزمان".
يبحر دهب لتأكيد أحقية شوقي بإمارة الشعر العرب على مرّ العصور عبر اثنين وثلاثين عنوانًا مثل: "ما المعجز في شعر شوقي؟"، "عبقرية عابرة للبحور"، "ربّة الشعر الشوقيّة"، "شوقي مقاليًّا وروائيًّا"، "عيوب المتنبي التي تلافاها شوقي"، "شوقي والذكاء الاصطناعي"، "خصوم الأمير"، "عصبية أم القافية تحكم؟"، "الأمير والإعلام"، "شوقي والعالمية".